ليز تراس على خطى بوريس جونسون إلى حيث ألقت رحلها ..

أكرم أبو سمرا:

وهذه سيدة ستدخل كتاب غينس بتحقيقها أقصر مدة في رئاسة وزراء بريطانيا.

طيب :لقد حاولت أن تقدم نفسها بأنها نسخة معدلة ومطورة من المرأة الحديدية .. ونسيت أن زمن تاتشر غير زمنها .. وظروف حكمها تختلف عن ظروف حكم تاتشر .. وغفلت عن أن شكلها الطباشيري يختلف عن شكل تاتشر بزوايا وجهها الحادة رغم تناسق ذلك الوجه.

المهم : هذه السيدة لم تتعلم من مصير سلفها جونسون حين مارس دور ظل بايدن إزاء أوكرانيا في حين ارتضت هي بدور الذيل .. ولم تأخذ العبرة من أن تصريحها بنقل السفارة البريطانية إلى القدس لن يقدم لها سلم النجاة من أزمات بريطانيا الاقتصادية .. فحين يشعر المواطن البريطاني – وأي مواطن في أي دولة - بأن اقتصاده ولقمة عيشه في خطر فسيكون شعاره بطني أولا وإلى الجحيم أوكرانيا واسرائيل .. وهوما تمثل في استقالة وزير الخزانة ووزيرة الداخلية ومستشارها الخاص .. وكأن تراس لم تقرأ مقولة المسيح ( ماذا يفيدك لو كسبت العالم وخسرت نفسك ) ويجوز هنا تعديل العبارة إلى .. ( وخسرت بلدك ) ..كأني بها لم تسمع بأن لندن كلها تحولت إلى حي Hunts Point ببرونكس في نيويورك

يا سادة : كلكم يعرف أن استراليا دولة تتبع التاج البريطاني وهي من دول الكومنولث .. وقد أقدمت مؤخرا على صحوة محترمة وخطوة عقلانية ونقلة نوعية على صعيد تصحيح الوضع الخطأ من خلال اعلانها الغاء اعترافها بالقدس الغربية كعاصمة لإسرائيل .. دققوا في البيان الذي قصد القدس الغربية حيث الكنيست بشحمه ولحمه وليس الشرقية ... ولعل في هذه الخطوة ما يشكل درسا لأي تراس قادمة .. ولأي دولة عربية قامت بالتطبيع أو ستقوم به .. فشكرا استراليا

وإلى حيث ألقت رحلها .. كل من يحاول حل أزماته على حساب الشعب الفلسطيني

بالمناسبة : ضمنت هذه السيدة العمل والتعاقد مع أي مؤسسة لعرض الأزياء .. وستعرف أن جني الأرباح مباح وإن هو يعد شكلا من أشكال تطويع الإنسان لعبودية اللباس .. كما ويعد سرقة من نوع آخر باللعب على غريزة مواكبة كل جديد وإنكان غير ضروري ..و لكن يبقى أن عروض الأزياء ليست ضارة وخطرة مقارنة بعروض السيرك السياسية.. فعرض الأزياء أمر يخص جسدها ..وأما العرض السياسي فأمر يخص أجساد شعبها ووطنهم ومستقبلهم ...

شخصيا أقول : تبا للعرضين .. ولكل ما هو قادم من هناك .. فمن بريطانيا لا يخرج عمل صالح

.. مع الاعتذار من المسيح مرة أخرى.

الآراء المطروحة تعبرعن رأي كاتبها أوكاتبته وليس بالضرورة أنها تعبرعن الموقف الرسمي

لـ"ريال ميديا"