الخميس 02 مايو 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

سليم بركات ... محمود درويش ... قنص اللغة

في متاهات اللغة و الصداقة و القضية و الانتماء .

  • 01:21 AM

  • 2020-06-12

حسن اسماعيل*:

عبثا يحاول الكثيرون حمل صولجان المحكمة الاخلاقية و الدخول في متاهات الممكن و اللاممكن ... جاهدا يرسمون خطوطهم الهباء طولا و عرضا متناسين و بحذق الإدعاء الباطل ان الحقيقة كالشمس يرهقها الاختباء و هيهات ان يزهقها تاج الكتمان ...
البعض المتربع على شعاب الهامش ارهقهم ان تولد الحقيقة نصف متكاملة ... اوقد غيظهم عابر سبيل مر بديارهم أميرا دون ان يدركوا من يكون ..
المرهق حد الجفاء ان يكون الواعظ جانيا و الحاكم عاتيا و الرماة ثلة ناقمين يتهادون افواجا ليرجموا الحقيقة و الكمال.
الراهب المعتكف في صومعته النائية على ضفاف غابات الاشجار المتوحشة المثقلة بالثمار في ارض الجليد لن يعبأ بالاحكام العرفية و لن يهاب تجار اللغة و نخاسيها ...
أثنا عشرة سنة قاحلة امضاها سليل الشمالات و هو يرتل الغياب و اناشيد الخيبة ليدرك خائرا ان الحقيقة اسمى من صرر الكتمان و ان صديق رحلته حين اودعه جل ميراثه كان اشبه بمحارب يصارع الرحيل ليودع صديق البندقية خاتم خطبته ...
لن اجامل الحقيقة ... محمود ولد ابنا للقضية و كانت قدره المجنون دون ان يختارها ... هي صنعته قبل ان يصنعها ... لكن سليم اعتنق القضية لانه اختارها و حمل البندقية في بيروت و هو يرتل الرصاص و الكلمات لأنه اراد ان يكون جزءا منها لا ان يكون ميراثا لها ... نعم سليم حتى في حياته الجانحة للعزلة اختار فلسطين لتشاركه الجهات و ميراثه من الابناء ...
لن يدرك التائهون حقيقة المكائد و هيهات ان يعتنقوا سطوة الشمس و هم يقبعون في فخاخ الديجور و براثن جحورها.
كانت الكلمات تنتشل سليم بركات من واقعه المجنون كراعي ابقار تاهت بقراته الخصبة في بحيرة نفط و التهمتها حتى القاع المنسي عن كل الشمال ... هذا الشمال الثمل برجاله الباهتين بملامحهم و ألوانهم و كأنها لوحة عربد الفحم في خلقها ... الشمال الثمل بنسائه المزركشات بألوان الربيع المترفة في بذخ اللون المهرج ..
لم يكن سليمو و هو سليل الآلهة التائهة يعبأ بالوجود و ابجديته الصارمة كعصا مدرس القرية بل كان يصنع وجوده بحذق المارقين على ناموس الممكنات ... كان يصنع اللاممكن في إعادة لخلق الكلمة و كأنه نحات وثني أراد ان يصنع آلهته كما يحلو لرغباته و آماله و انكساراته
في رحلة اللاممكنات المجنحة تنازل سليم عن كل الشمال بحنطته و اشجاره و حيواناته و حشراته و اساطيره و رجاله و نسائه و جنونه و أورثها لليباب إلا أن الشمال أبى إلا أن يسكن في معابد كلماته و ترانيم صلاته الوارقة كأشجار البلوط الجبلي
محمود درويش المتبتل في محراب قضيته المتحطمة على ألف جدار قرأ في سليم نخب الصداقة العذبة كينابيع المياه الجبلية و لأنه قرأ سر اسطورة خلق سليم و كينونته في هذا الوجود المفعم بالضجيج و عويل الجهات ... وجد نفسه في جذوة انشاده العذب يورث سليم ترانيم قيثارته : يذكرني الكوردي حين ازوره
بين سليم و محمود حوار شجي صامت لا يفقه كنه إلا المتمردون على الوجود و صخبه المجنون
اقتص الكوردي المهاجر من غواية الشمال عندما فطم البندقية في احضان بيروت و هي تعاند جراحها
لم يعاند سليل الشمالات في بيروت فخاخ الحب بالمكيدة بل رفع الراية بألق و أهرق الحب نبيذا عذبا و مرا و هو يترنح في رقصته البدوية في غابة الاشلاء البشرية التي زرعها القصف الأرعن لبيروت ...
سليم و هو يودع الشرق بكل ألوانه في مركب بحري كان قدره أن يترجم هزيمة مجاهدين كان القتال طوفانهم الجارف رسم في الأفق لوحة جديدة و هو يهمس للدواة و القلم بطلاسم المخلوق الجديد سليل الشمالات الجديدة
 

في اللوحة الثلاثي المبدع محمود درويش و سليم بركات و امجد ناصر ...

*سورية:

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات