عندما يجاهر بايدن بصهيونيته
تاريخ النشر : 2023-01-30 00:19

جلال نشوان:

أجرى الرئيس الأميركي، جو بايدن، اتصالا هاتفيا مع أيقونة الإرهاب في هذا الكون رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو، أعلن عن تضامنه مع الكيان الصهيوني اثر العملية البطولية التي نفذها العملاق الشهيد خيري علقم والتي أودت بحياة سبعة صهاينة ووفق بيان للبيت الأبيض، أن هذا كان هجوماُ على العالم المتحضر !!!!!

وأكد بايدن لنتانياهو تقديم إدارته ،

كل وسائل الدعم المناسبة لحكومة وشعب دولة الاحتلال خلال الأيام المقبلة.

وشدد بايدن على التزام الولايات المتحدة الحديدي بأمن الكيان الغاصب كما أمر بايدن فريقه للبقاء على اتصال دائم بنظرائهم الصهاينة

وقال إن الولايات المتحدة الأمريكية البيت تشعر بالصدمة والحزن للخسائر في الأرواح ، وتجدد دعم الولايات المتحدة الكامل لحكومة الكيان الغاصب وشعبها

ونتساءل :

وماذا عن الجرائم الصهيونية الإرهابية والنازية التي تُرتكب بحق شعبنا؟

ماذا عن شعب أُقتلع من جذوره وحل محله الغرباء ؟

ماذا عن سلسلة المجازر التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني الارهابي النازي بحق

شعبنا ؟

ماذا عن مجازر جنين ؟

ماذا عن اعتداءات قطعان المستوطنين والمتطرفين الإرهابيين الصهاينة اليومية ؟

ماذا عن اقتحامات المسجد الأقصى المبارك اليومية؟

إن شعبنا يواجه الغرب بأكمله ، لأنه هو من صنع هذا الكيان الغاصب وان حلف الناتو هو من يمده بكافة الأسلحة المحرمة دولياُ

وان سياسة الولايات المتحدة الأمريكية قائمة على قهر الشعوب وأن الروابط بين الولايات المتحدة وإسرائيل والكيان غير قابلة للكسر والالتزام الدائم للغرب بقيادة أمريكا التزاماً حديديا بأمن دولة الاحتلال

لن ننسى عندما وقّع الرئيس الأميركي جو بايدن في القدس المحتلة خلال ثاني أيام جولته بالمنطقة اتفاقاً مشتركاً مع رئيس الوزراء الإرهابي الصهيوني النازي يائير لبيد والذي أطلق عليه (إعلان القدس) للشراكة الإستراتيجية.

ذلك الإعلان الذي وضح بشكل جلي التزام واشنطن بأمن دولة الاحتلال والحفاظ على التفوق العسكري النوعي ، وعدم السماح لإي دولة من دول الشرق الأوسط بامتلاك سلاح نووي

ومن المثير للتساؤل أن بايدن غير يهودي، فالأمر يستدعي وقفة جدية إزاء أحد صناع القرار في الولايات المتحدة، خصوصاً أنه الرجل الأول في تراتبية المؤسسة الأمريكية. وهو بهذه الصفة وفي هذا الموقع يضع نفسه في صف أي زعيم صهيوني، ماض وحاضراً، ويقوم بأدوار تخدم المشروع الصهيوني الذي يستمد وجوده على حساب حقوق شعبنا الفلسطيني .

بايدن هو أول مسؤول أمريكي رفيع المستوى يجاهر بهذا الشكل على أنه صهيوني، ما يعني وجود رافعة عملاقة للسياسات الصهيونية داخل البيت الأبيض تضاف إلى اللوبي اليهودي القوي داخل الكونجرس والمؤسسات الإعلامية والمالية الكبرى التي تعمل كلها في خدمة المشروع الصهيوني.

أن تكون صهيونياً معناه أن تكون محملاً بأفكار عنصرية، ومؤيداً لقيام الوطن القومي اليهودي الذي يؤدي وظيفة تاريخية تستند إلى إدعاء عقائد توارتية وتلموذية ما أنزل الله بها من سلطان ومن هذا المنطلق فإن بايدن يأخذ بكل الايديولوجيا التي وضعها مؤسسي دولة الاحتلال في أواخر القرن التاسع عشر، والتي تحولت إلى وعد أطلقه اللورد بلفور وزير خارجية بريطانيا العام ،1917 ثم إلى كيان في العام 1948 على أرض فلسطين بعد طرد أبناء شعبنا الضاربة جذورهم في أعماق التاريخ وتهجيرهم، ما يؤكد على الطابع التوسعي الاستعماري الاستيطاني الاجتثاثي العنصري للحركة الصهيونية.

لن نستغرب من موقف هذا الصهيوني البشع ، عندما يجاهر بصهيونيته، فهو وضع كل مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في خدمة دولة الاحتلال، و يعتبر أن مصلحة الكيان الغاصب والولايات المتحدة هي مصلحة واحدة لا تنفصل تعمل في خدمة الصهيونية، وهو ما يتجلى على كل حال في السياسات الأمريكية المتبعة تجاه المنطقة، وخصوصاً ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

ويداهمنا السؤال الأكثر الحاحاً :

أما آن للنظام السياسي العربي أن يفوق من سباته وينتصر لقضية الأمة قضية فلسطين؟!!!!

أن ما يدعو للحزن والألم أن قادة النظام السياسى العربى يتعاملون مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة، على أنهم مستقلون، ومع السياسة الأمريكية على أنها مستقلة، وليس على أساس أن السياسة الأمريكية في منطقتنا مرتهنة للايديولوجيا الصهيونية.

سيأتي يوم وتنتفض الشعوب العربية على هذه الأنظمة السياسية الفاسدة ، والتي أدانت العملية البطولية ونعتتها بالارهابية !!!!!!!

المعطيات السياسية الحالية تحتم علينا الوحدة الوطنية والتوافق على استراتيجية وطنية لمجابهة التحديات ومقارعة الاحتلال الصهيوني الارهابي النازي

ضاقت بنا الأرض بما رُحبت ونحن في مواجهة الغرب ودولة الإحتلال لوحدنا

وكما قال الرئيس الشهيد ياسر عرفات رحمه الله

يا وحدنا

يا وحدنا

يا وحدنا

الآراء المطروحة تعبرعن رأي كاتبها أوكاتبته وليس بالضرورة أنها تعبرعن الموقف الرسمي

لـ"ريال ميديا"