35 عاماً على اغتيال رسام الكاريكاتير ناجي العلي
تاريخ النشر : 2022-07-23 00:38

رام الله - " ريال ميديا ":

صادف الجمعة الذكرى الـ 35 لاغتيال رسام الكاريكاتير ناجي العلي، الذي اشتهرت رسوماته بشخصية حنظلة، وبتاريخ 22/7/1987 اغتيل فنان الكاريكاتير ناجي العلي في لندن حيث اطلق عليه النار من قبل مجهولين تبين فيما بعد ارتباطهم بالموساد الإسرائيلي، ومكث في غيبوبة في المستشفى حتى استشهاده في 29/8/1987

ودفن ناجي العلي في مقبرة بروك وود الإسلامية في لندن، وقبره يحمل الرقم 230190 وهو القبر الوحيد الذي لا يحمل شاهدًا؛ ولكن يرتفع فوقه العلم الفلسطيني.

ولد فنان الكاريكاتير ناجي سليم حسين العلي عام 1937 في قرية الشجرة الواقعة بين مدينتي طبريا والناصرة في الجليل، شُرّد مع عائلته عام 1948 من فلسطين إلى لبنان، وعاش في مخيم عين الحلوة.

تعلم الابتدائية، ثم تعلم بمدرسة مهنية في مدينة طرابلس شمال لبنان ميكانيكا السيارات؛ ثم التحق بالأكاديمية اللبنانية عام 1960 ودرس الرسم فيها لمدة عام.

رسم ناجي على حيطان المخيم حَفراً وبالطباشير، ونشر له في مجلة "الحرية" العدد 88 في 25 سبتمبر 1961 أولى لوحاته، وكانت عبارة عن خيمة تعلو قمتها يد تلوِّح.

بدأ العمل محرراً ورساماً ومخرجاً صحفياً في صحيفة "الطليعة" الكويتية عام 1963. ومنذ عام 1969 إلى عام 1974عمل في جريدة "السياسة" الكويتية؛ ومنذ بداية عام 1974 في جريدة "السفير" اللبنانية؛ وفي عام 1979 انتخب رئيسًا لـ"رابطة الكاريكاتير العربي"؛ إضافة إلى كونه عضواً مؤسساً في الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين وعضواً في "الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين".

في عام 1983 غادر لبنان إلى الكويت مرة أخرى، وعمل في جريدة "القبس" الكويتية التي بقي فيها حتى عام 1985؛ فانتقل إلى لندن، وعمل في جريدة "القبس الدولي" حتى يوم اغتياله .

منحه الاتحاد الدولي لناشري الصحف جائزة "قلم الحرية الذهبي" في عام 1988؛ وكان أول رسام كاريكاتير وأول عربي يحصل عليها. شاركت رسوم ناجي العلي في عشرات المعارض العربية والدولية وأصدر ثلاثة كتب في الأعوام 1976-1983-1985 حيث ضمت مجموعة من رسوماته.

تميزت رسوم ناجي العلي الكاريكاتيرية بالنقد اللاذع، له أربعون ألف رسم كاريكاتيري.

ابتدع ناجي العلي شخصية "حنظلة" التي لازمت كل رسوماته، وهي عبارة عن صبيٍ في العاشرة من عمره يدير ظهره للمشاهدين، عاقدًا كفيه وراء ظهره؛ وقد ظهر رسم "حنظلة" أول مرّة عام 1969 في جريدة "السياسة" الكويتية؛ وأدار ظهره في سنوات ما بعد 1973؛ وأصبح "حنظلة" بمثابة توقيع ناجي العلي على رسوماته.

وقد حازت هذه الأيقونة وصاحبها على حب الجماهير العربية كلها، وخاصة الفلسطينية؛ إذ تحول "حنظلة" إلى رمز للفلسطيني المعذب والقوي رغم كل الصعاب التي تواجهه. وعندما سُئل ناجي العلي عن موعد رؤية وجه "حنظلة" أجاب: "عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة، وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته".

الشهيد ناجي العلي نجح بامتياز في صياغة الوعي والذاكرة الفلسطينية؛ الذي كان أقدم رسامي الكاريكاتير في العالم العربي، وأحد أشهرهم في العصر الحديث، والأب الروحي لهذا الفن.