وحدتنا هي قوتنا
تاريخ النشر : 2022-01-16 14:22

جلال نشوان:

تتجه أنظار أبناء شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده الي الجزائر الشقيقة ، حيث بدأ توافد القوى السياسية الفلسطينية ، إلى العاصمة الجزائرية ، لعقد جلسات الحوار الوطني ، بدعوة كريمة من الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ،الذي دعا إلى إجراء حوار وطني فلسطيني ، للم الشمل الفلسطيني ، وإنهاء الإنقسام البغيض الذي ألقي بظلال سلبية على قضيتنا الفلسطينية

شعبنا الفلسطيني الذي يعيش صراعا يومياً مع الإحتلال وكذلك يعيش ظروفاً في غاية القسوة في كافة مناحي الحياة ، يتطلع إلى مخرجات حوارات الجزائر بتوافق وطني للخروج من المأزق السياسي الحالي

وفي الحقيقة :

إن شعبنا المناضل والضاربة جذوره فى أعماق التاريخ يستحق من الكل الفلسطينى بذل كل الجهود لتلبية رغبته بالوحدة الوطنية التى هى الصخرة التى تتحطم عليها كل المؤامرات ، وحضارته التى امتدت الى كل بقاع الأرض ، جعلت منه عنوانا مشرقا لكل الشعوب وعلى ضوء ذلك يجب على الجميع مغادرة مربع الانقسام البغيض ،الذى أساء الينا وأعاد قضيتنا العادلة الى الوراء ،

قدمنا مئات الألاف من الشهداء الذين قدموا أرواحهم من أجل الوطن وأكثر من مليون أسير غدوا مشاعل للحرية لكل المضطهدين فى العالم والآلاف من الجرحى الذين يئنون من جراحاتهم التى اثخنتها ممارسات الاحتلال ، لذا فإن شلال العذابات ، يحتم على الجميع تلبية رغبة الشعب ، حتى يتم ٱعادة الإعتبار لقضيتنا العادلة ومخاطبة المجتمع الدولي موحدين ، لإن العالم لن يحترمنا ونحن متفرقين

لقد ضاقت بنا الأرض بما رحبت ، وسرطان الاستيطان يلتهم أرضنا والعالم يلوذ بالصمت ، وأبناؤنا يستشهدون على حواجز الموت ،والقدس تهود والتطبيع مع الإحتلال تحول إلى تحالفات أمنية خطيرة ، هدفها ضرب الأمة كلها

ماذا تبقى لنا غير الوحدة الوطنية لنجابه الأعاصير والرياح العاتية التى تهب علينا بين الفينة والأخرى وللأسف هناك الكثير قادمة الينا ؟!!!

لقد فشلت كافة الحوارات السابقة ، الأمر الذى ألقى بظلال قاتمة على شعبنا وعلى قضيتنا ومن هذا المنطلق يجب ، اعادة الأمور الى نصابها واجراء الانتخابات لعودة الأمور الى (الشعب صاحب القرار) ، بشرط أن تجرى الانتخابات في القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين

العالم يتغير وبسرعة ، وكل يوم هناك الجديد ،والتطبيع يسير بسرعة الرياح وأمة العرب غسلوا أيديهم من قضيتنا وغادروا مربع الدعم والمساندة

حقاً :

من ركام الألم ،ينبثق الأمل ، ومن الجزائر خرج شعاع جديد ليضيئ النور في نفق المصالحة المظلم مرة أخرى، ، إثر دعوة وجّهها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون للفصائل الفلسطينية لأجل تحقيق المصالحة قبيل انعقاد القمة العربية في آذار/ مارس من العام المقبل في الجزائر، والتي لاقت ترحيباً فلسطينياً، وهنا يتجدد الأمل نحو تحقيق المصالحة ، ٱملين أن لا تكون كسابقاتها ، من جولات الحوار في القاهرة ، وصنعاء والرياض وأن لا يبقى الإنقسام يراوح مكانه وهنا يداهمنا السؤال الأكثر إلحاحاً :

هل ستنجح الجزائر في ما فشلت فيه القاهرة وعواصم عربية أخرى، على مدار أربعة عشر عاماً مضت؟

المناخ السياسي الفلسطيني ، وتباعد البرامج السياسية بين حركتي حماس وفتح على وجه الخصوص، يفتح الباب على مشراعيه ، لاسيما وأن الجزائر على علاقة جيدة مع كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني ،

صانع القرار السياسي الجزائري سيعمل جاهداً على تقريب وجهات النظر والخروج برؤية فلسطينية مقبولة ، خاصة وأن مؤتمر القمة العربي الذي سينعقد في الجزائر على الأبواب ... الخروج من المأزق برؤية موحدة والبناء عليها، سيساهم في إمكانية تحقيقها على أرض الواقع

حيث إن الشعب الفلسطيني يتوق للحظة إنجاز مصالحة وطنية لطي صفحة الانقسام والخلاص من حالة التيه السياسي الفلسطيني .

المشهد على الأرض ، يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا ، حيث الإنسداد السياسي والحصار المالي ، وحكومة المستوطن بينيت تطرح فقط حلول إقتصادية وللأسف المجتمع الدولي والأمريكان يتناغموا مع هذه الرؤية ، وكل ذلك يحدث والاستيطان يبتلع الأرض الفلسطينية، والكيان الغاصب يواصل نهج تكريس عقلية السيطرة على الأرض والمقدسات،

والإدارة الأميركية بقيادة بايدن أدارت ظهرها ولم تُبدِ أي إشارات تحمل في طيّاتها نية لإحياء مسار سياسي، منشغلة بمجابهة الصين وروسيا وخروجها من أفغانستان ، وتخفيض قواتها في الشرق الأوسط خير شاهد على ذلك

ونقول :

يا أخوتنا ....ويا أحبتنا ... فى كل ألوان الطيف السياسى ،اجعلوا الانقسام البغيض من مخلفات الماضى ،واذا كان هناك من تباين فى البرامج السياسية ،فلنلتق فى منتصف الطريق ،فشعبنا يئن وأنينه طال الى عنان السماء ، حيث أنهكته الظروف المعيشية القاسية

اجعلوا الحوار المتحضر القائم على احترام الٱخر من أولى أولوياتكم

ضعوا فلسطين فوق كل إعتبار

فلم يعد لدينا ترف الوقت ، فشعبنا يواجه حكومة مستوطنين متطرفين ، وإدارة بايدن تناغمت مع هذه الحكومة اليمينية المتطرفة ، والعالم منشغل بالتصدي لوباء أُوميكرون ، وهذا ما جعل حكومة المستوطن بينت ، تصل الليل بالنهار لفرض الوقائع على الأرض

نتمنى النجاح لحوارات الجزائر لإن وحدتنا هي قوتنا

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لـ "ريال ميديا"