لجنة الإنقاذ الدولية تدعو إلى الإفراج الفوري عن أكثر من 5,000 مهاجر ولاجئ محتجزين هذا الأسبوع في مراكز احتجاز خطيرة ومكتظة في ليبيا
تاريخ النشر : 2021-10-07 08:06

طرابلس، ليبيا- " ريال ميديا ":

تحذّر لجنة الإنقاذ الدّولية من أنه، وبعد حدوث مداهمات غير مسبوقة في غرب ليبيا، يبلغ المهاجرون المحتجزون عن تعرّضهم لسوء معاملة خطير وعنف ونقص في الوصول إلى الخدمات الأساسيّة.

في الأيام القليلة الماضية ، تم إرسال أكثر من 5,000 مهاجر إلى مراكز الاحتجاز فيما وصفته السّلطات الّليبية بأنه حملة أمنيّة ضد الهجرة غير الشّرعية وتهريب المخدّرات.

كما وردت تقارير متعدّدة تفيد باستخدام القوة المفرطة في المداهمات والاعتقالات التعسّفية، مما أسفر عن مقتل شخصٍ واحدً على الأقل وإصابة العديد من النّاس وتدمير المنازل. ومن الجدير بالذّكر أنّ من بين المعتقلين المئات من النّساء والأطفال الضّعفاء.

تستقبل مراكز الاحتجاز أعداداً تفوق طاقتها الحقيقيّة، حيث أن المباني، وهو أكبر مركز احتجاز في ليبيا، يحتجز حالياً أكثر من 4,000 شخص - أربعة أضعاف طاقته الاستيعابيّة الرّسمية. أما مركز احتجاز شارع الزّاوية المخصّص للنّساء والأطفال فقط، فقد زاد عدد المحتجزين فيه من 71 شخصاً فقط في بداية شهر أيلول / سبتمبر إلى أكثر من 520 شخصاً اليوم، ومن بين هؤلاء أكثر من 175 طفلاً، بينهم 47 رضيعاً.

أبلغ موظّفو لجنة الإنقاذ الدّولية الذين زاروا بعض مراكز الاحتجاز عن ظروف مزرية بسبب الاكتظاظ الشّديد ونقص الخدمات الأساسيّة بما في ذلك ضعف الوصول إلى المياه النّظيفة والصّرف الصّحي والغذاء. كما يوجد المئات حالياً في أحد المراكز محتجزين في ساحة مفتوحة دون سقف فوق رؤوسهم يحميهم. وأفاد بعض المحتجزين الذين أُجبروا على النّوم على الأرض بلا فرشات أو بطّانيات كافية بأنهم لم يتلقّوا سوى وجبة واحدة في اليوم منذ احتجازهم قبل أسبوع تقريباً.

وفي هذا الصّدد يقول مدير مكتب لجنة الإنقاذ الدّولية في ليبيا، توم غاروفالو:

"نشعر بقلق بالغ إزاء الظّروف الحرجة والمفجعة التي يواجهها المهاجرون في مراكز الاحتجاز المكتظّة بشكل خطير الآن".

""لقد استمعت فرقنا إلى تقارير تفيد بأن بعض الأشخاص أُجبروا على استخدام الأرض التي ينامون عليها كمرحاض لأنه لا يُسمح لهم بالوصول إلى المراحيض المتواجدة خارج مكان الاحتجاز".

" نحن قلقون بشكل خاص بشأن الانتشار المحتمل للأمراض المعدية في مثل هذه الظروف المقيّدة وغير الصّحية. وقد حدّدت فرقنا حالات إصابة بمرض السّل بين المحتجزين تعسّفيّاً مؤخّراً، في حين كانت هناك أيضاً حالات إصابة مشتبه بها بفيروس كورونا (كوفيد-19)."

"مع استمرار وقوع المزيد من المداهمات التي من المرجّح أن تؤدي إلى ارتفاع عدد المهاجرين الضّعفاء المحتجزين، فما هي إلا مسألة وقت قبل أن تصل مراكز الاحتجاز إلى نقطة الانهيار".

وتحذّر الوكالة من أن آلاف المهاجرين واللّاجئين المحتجزين مؤخّراً ليسوا فقط في حاجة ماسّة إلى المساعدة، بل إن مئات المهاجرين واللاجئين الذين يعيشون في منطقة طرابلس يختبئون حاليّاً لخوفهم من تعرّضهم للاحتجاز التّعسفي. ويطلب المختبئون دعماً عاجلاً مثل الغذاء والماء والدّواء، إلا أن الوكالات الإنسانية لا تستطيع الوصول إليهم بسبب الغارات المستمرّة.

قال أحد موظّفي لجنة الإنقاذ الدّولية والذي تحدّث إلى عائلة مختبئة:

"لا يزال النّاس محبوسين في منازلهم. وقد ظلّ الكثيرون دون طعام خلال الأيام الأربعة الماضية، وهم يتضوّرون جوعاً الآن. كما أنهم يخشون المغادرة لأن المنطقة مطوّقة بقوّات الشّرطة. ويقولون لي إنهم خائفون ويريدون معرفة كيفية البقاء على قيد الحياة".

تدعو لجنة الإنقاذ الدّولية السّلطات اللّيبية إلى اتّخاذ التّدابير المناسبة لحماية المهاجرين واللّاجئين من المزيد من العنف والاحتجاز التّعسفي. من المرجح أن تدفع المداهمات المستمرّة الأشخاص الأكثر ضعفاً إلى أحضان شبكات التّهريب حيث يحاول المهاجرون واللاجئون اليائسون الفرار من احتمال توقيفهم واحتجازهم.

نحثّ السّلطات على الإفراج الفوري عن الفئات الأكثر ضعفاً، ولا سيّما النّساء والأطفال؛ وريثما يتم الإفراج عن جميع المحتجزين بشكل تعسّفي، نطلب ضمان الوصول الآمن من دون عوائق من قبل الجهات الفاعلة الإنسانيّة التي تقدّم المساعدة المنقذة للحياة للسّكان المحتجزين.

هذا وتعتبر أنشطة لجنة الإنقاذ الدّولية في مراكز الاحتجاز لا تمثّل تأييداً لسياسة الاحتجاز الّليبية. فنظراً للاحتياجات الإنسانيّة العاجلة في مراكز الاحتجاز، تشارك لجنة الإنقاذ الدّولية في توفير المساعدات الطّبية المنقذة للحياة والاحتياجات الأساسيّة، مثل توزيع عدد النّظافة والمواد غير الغذائيّة الأساسيّة الأخرى إلى المحتجزين الذين لا يمكنهم الوصول إلّا إلى الحد الأدنى من الخدمات البسيطة.

تكرّر لجنة الإنقاذ الدّولية دعواتها لإغلاق جميع مراكز الاحتجاز والإفراج عن جميع الأشخاص المحتجزين فيها وتقديم المساعدة الإنسانيّة وخدمات الحماية المناسبة لهم عند الإفراج عنهم، بما في ذلك العودة الطّوعية العاجلة وإعادة التّوطين خارج ليبيا.