" نظرة حول واقع الفن التشكيلي في غزة "
تاريخ النشر : 2021-08-10 15:33

نهاد الحناوي:

حين النظر بلا تمعن في واقع الفن التشكيلي في غزة نجد أن الإنقسامات فيه قد غلبت الإنقسام ذاته ، فمنذ الولادة الأولى لقسم التربية الفنية بغزة و الذي خرج الكثير من الفنانين و الفنانات و الذين شقوا طريقهم نحو عالم الفن الكبير أو تلك الوظيفة و التي قيدت فنهم .

لم تُحتضن تلك الكفاءات ، و العديد منها اتجهت نحو من يتذوق فنهم قبل نقده ، فقد خسرنا العديد من الكفاءات و التي هجرت قسراً نحو من يعطيهم قيمتهم ، فقد فقدنا من هم أهل لإحياء تلك المواهب و تنميتها .

بقي الكثير يتسابقون فيما بينهم و يبحثون عن تلك المؤسسة أو ذاك المكان و الذي يمارس فيه فنه عله يجد تلك الفرشاة و اللون الذي يشق فيه طريقه نحو الذات .

ففي ظل غياب من يجمع تلك الجموع من الفنانين و الفنانات تركت الساحة للجميع لكي يبحث عن ذاته و لو على حساب غيره ، فقد إقترنت لقمة العيش بثمن اللون ، و إزدحم المشهد الفني بالمعارض الفنية و التي تحتاج العديد منها للمكان الحق للعرض و الأسس و الفنية للمعارض ، و غلب الإزدحام الكثير ممرات المعارض ، حتى أمست تلك المعارض مكاناً للزيارات أكثر من التذوق و النقد الفني ذاته .

و على خلاف ذلك إتبع البعض طرق فنية يغلب عليها الطابع التسويقي ، و أبتعد الكثير عن ممارسة الفن ، فالفن لا يوفر لهم لقمة عيش في مجتمع لا زال يبحث عن أساسيات الحياة .

دائماً يسعى الفنان إلى إعادة صياغة الواقع من خلال نظرته الفنية و ميوله ، و دوماً يبحث عن كل جديد في ريشته ، و التنافس الحق بين تلك النتاجات الفنية ما هو إلا أعلى مراتب الفن و غايته ألا و هو النقد الفني ، فهنا تظهر أصالة الفنان عن غيره .

فتذوق تلك النتاجات فنياً ثم نقدها وفق الأصول هو ما يعطي للعمل الفني قيمته الفنية قبل القيمة المادية ، فأي عمل فني أنتجه صاحبه بحق وفق الجدة و الإبتكار لا يقدر بأي ثمن ، فالفن ما هو إلا إبتكار لكل ما هو جديد ، فالقدرات و المهارات الفنية هي من تجيب عن أي تساؤل حول ماهية الفنان نحو هذا العمل .

نحتاج حقاً إلى حاضنة تجمع الكل في هذا العالم الجميل ، و تلك الحاجة تدفعنا دوماً للبحث أكثر في التذوق و النقد الفني ، فنحن حقاً نحتاج إلى العديد من الدروس في هذا المضمار .

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لـ "ريال ميديا"