الآن عرفنا سقف حماس
تاريخ النشر : 2021-06-16 00:33

حافظ البرغوثي:

قال بعض قادة حماس عند مسيرة الخرق الصهيونية الأولى واطلاق صاروخ على ضواحي القدس "وان عدتم عدنا"، فعادت مسيرة الأعلام الاحتلالية ولم تعد الصواريخ بل بلالين التي كانت تجتذب العمادي وحقائب الملايين ، لكن العمادي اقيل بعد اعتقال شقيقه وزير خارجية الدفع والمال القطري بتهمة الاختلاس . فالأخوة في حماس الذين روعوا مسيرة الاعلام السابقة وهددوا بافشالها مرة اخرى ان تكررت انهمكوا الآن في جمع الغنائم وتوزيع الانفال وتدفيع الثمن لفتح بدلا من الاحتلال ، وكأنهم امتلكوا ناصية البيان والصولجان ،ومارس ذبابهم الالكتروني الهيمنة على البلاد والعباد وهاجموا من بكى على ضحايا غزة . فالإرهاب الفكري برز جليا إبان وبعد القتال وهوجم من فتح فمه بحرف لا يعجب الدهماء منهم وحرفوا الكلم واخرجوه عن سياقه ارضاء لنفوس حاقدة تربت على الكراهية للآخر وارادوا البشر كما الغنم. قلنا سابقا ان غبار القتال سينجلي وتجد القدس نفسها وحيدة امام فك الاحتلال المفترس وهذا ما حدث فعلا وجيرت حماس التعاطف الدولي مع القدس لصالحها وتعاملت بفوقية مع حركة فتح طالبة منها الاستسلام امام شيوخها والحاخام .وانضم اخرون من الفلسطينيين والعرب البائدة ومن دعاة الثقافة والمعرفة ومن هب ودب ونهب وغب وشتم وسب مطالبين السيد الرئيس ابو مازن بالاستقالة وكأنه مجرد موظف لديهم ، وبعضهم لم يطالب قادة بلاده بأي شيء خشية الخصي والنفي. وكان امثال هؤلاء طالبوا الرئيس الراحل المجاهد ابو عمار بالأمر نفسه وهو في الحصار بل ذهب بعضهم الى القول ان الحصار مجرد مسرحية ولما اغتيل لم يعتذروا عما كتبوا او كذبوا . مشكلة فتح انها تربي ابناءها على ان الكفاح ضد الاحتلال وحماية مصالح الشعب دون تمييز وتحرم رفع السلاح ضد الاخ وابن العم، اما المؤدلجون فهم أحاديو الفكر يكفرون من خالفهم او من لم يكن من جماعتهم طبقا لتعاليم سيد قطب. وعيونهم الآن على الزحف نحو استرضاء واشنطن بواسطة قطر وتركيا ومن ثم اسرائيل لعلهم يحظون بالشق الخاص بغزة من مشروع كوشنر في السلام الابراهيمي او البوهيمي لانعاش غزة وفصلها عن فلسطين ،فهذا هو سقف حركة حماس وليس التحرير وما شابه. عندما توجه وفد من مشايخ وقضاة القدس ودمشق ممن نجوا بعد احتلالها من الفرنجة الى بغداد طالبين نجدة المدينة المقدسة التقوا بالخليفة وكان ضعيفا رهين قصره فقال لهم ان الجيش بيد السلطان السلجوقي فتوجهوا اليه ووقف قاضي قضاة دمشق يشرح مأساة القدس ولم يلحظ اي رد فعل او تعاطف من السلطان، وفوجيء بمن يقول له ان السلطان لا يعرف العربية وهنا انسحب الوفد. وفي اليوم التالي وكان يوم جمعة من رمضان توجه الوفد الى المسجد الجامع ووقف قاضي القضاة خطيبا يحث القوم على نجدة القدس فلم يلحظ اي رد فعل، وهنا امسك بإبريق ماء قريب منه وتظاهر بانه يشرب وهنا قامت قيامة المصلين وصاحوا او تفطر يا هذا على المنبر في رمضان !، فأطرق القاضي قليلا ثم نزل وقال الآن عرفت حدود دينكم وقفل راجعا الى دمشق. والآن عرفنا حدود مقاومة حماس لأنها ذات افق حزبي ضيق لحكم غزة فقط.

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لـ "ريال ميديا"