" إليكَ أيها الجبان "
تاريخ النشر : 2021-03-10 18:34

تسنيم حومد سلطان*:

أنا لستُ جبانةً مثلك..

أنا إن أردتكَ

أنبشُ بالمخالبِ وأنيابِ الإرادة

أتعطر برائحة الأنقاض

والدم

وطينِ الأرض

التفتُ للوراء لأضع حدقتي

في عينِ الشمس

ألفظكَ

ولا أخاف..

أنا لستُ جبانةً مثلكَ

أقولُ اسمكَ

أقولُ اسمكَ وأَعضُّ على شَفَتي

أنثرُ فراشاتٍ

من الدانتيل حول فمي

حافيةَ الجناح

متعطشةً للعناق

بمزاجٍ شرس..

يالهاثَ تواصلي

هناكَ أشياء لا تقاوم

هناكَ أشياء تُحارب

كمحاربةِ حبنا للصدأ

كبكاء أصابعنا من أن

تكتب حرفاً يوصلنا

لهاوية نفقٍ أحمق

أناديكَ

يانخبيَ المُرّ

أحفَظُ القصيدةَ

ورغوةُ الرغباتِ تطفو

على قلبي

تأججهُ..

تعلم أنني لا أمتلكُ

سلطةَ الماء لأمحوها..

إذاً لماذا رحلتَ

وتركتَ حِجريَ

مملوءا بالشقوق ..؟

يا مُتقنَ الهروب..

أناديك للمرة الأخيرة

ياميناءَ الصحوِ المُسكِر

أتيتُكِ

أبحر .. أشدو .. أقاوم

ميتاً .. حياً .. أعرجُ

أمشي على عُكّازين

أخلعُ العادات

والكلمات

والرغبات في حضّرتك

ينبُتُ في حلقي أعمدَةٌ وسجون

أمشي

حافية

فقيرة

وغريبة

في كفي رهط من الجمر

وقبر فتح للتو

ينادي.. غارة الحب قادمة..قادمة

أعبىء نفسي صراخا

ليدفعني القهر للانفجار

وأعدو

أكبر في مقام الشوق سبعا

وأرفع أذان الغياب عاليا..

حي على الدموع

حي على الجراح

أبكي..وأبكي

ترميني دموعي في حضنك المنكوب

أحاول حرثه مرة ..

فأخذله

كما خذلت بلادي..

أسألُ مرارا..

أواضحا كان حبك !!

تنهرني فكرة البوح

آه.. واضحا كان حبي

كطعم الخيبة في عيون بلادي..

*خشبة مسرح المركز الثقافي في العزيزية..: