المرأة الفلسطينية ،حامية بقاءنا
تاريخ النشر : 2021-03-07 00:28

جلال نشوان:

عندما تعصف بنا ،دائرة الحياة ،وتمخر سفينتنا عباب البحر ، المتلاطم الأمواج ،تقف وكلها ثبات ورباطة جأش ، تذود عنا ،لتبدد ظلام الليل ،تحمل المشاعل لتنير لنا الدروب ، وترسو بنا على موانئ الأمان والاستقرار ، تنهل من حدائق مدارسها أسمى آيات الصمود والابداع والاستمرار

فى هذا اليوم الأغر (يوم المرأة العالمى ) ...نرسل باقات الزهور ، ونياشين الشرف والكبرياء والشموخ لأسيراتنا الماجدات وهن يحملن هموم الوطن داخل معتقلات الموت الصهيونى ،ولأمهات الشهداء والجرحى ولرائدات العمل الوطنى والمجتمعى

يوم المرأة العالمى ،يوم نتذكر فيه الشهيدات شادية ابوغزالة ووفاء ادريس ودلال المغربى والقائمة طويلة ، دروب قاسية معبدة بالدماء الزكية التى روت ثراء وطننا الطهور

فى هذا اليوم نقف وقفة صدق لعلنا نهتدى ونصحح من مسارنا ،لنغادر مربع آفة التمييز التى تفتك بحرائرنا اللواتى دفعن ثمنا باهظا من الذين تلفعوا بالجهل وبشاعة التفكير التى خالفت شرع الله ،وهنا تداهمنا أسئلة مشروعة :كيف لسيد العالمين محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام الذى أوصانا فى حجة الوداع وهو ينطق بلسانه الشريف (أوصيكم بالنساء خيرا ) ونحن ضربنا بعرض الحائط كل وصاياه وآثرنا الجشع والعنصرية والابتعاد عن شرع الله وحرمانهن من حقوقهن وابتداع طرق بشعة وكلها تحمل فى طياتها الالتفاف على شرع الله !!!!

فى هذا اليوم نهمس فى أذن المشرع الفلسطينى لسن قوانين متحضرة تحترم نضالاتهن ، ونتساءل : بالله عليكم كم تساوى معتقلة واحدة داخل سجون الاحتلال من الذكوريين الذين أرهقونا بافكارهم العفنة التى عفى عليها الزمن؟ !!!! ،كم تساوى معلمة واحدة تعلم أبناءنا وتربى فيهم القيم والفضيلة؟ !!!! كم تساوى الطبيبة التى تسهر ليلا ونهارا وهى تداوى مصابى كورونا ؟!!!! كم تساوى امهاتنا الفاضلات اللواتى صبرن وتحملن شظف العيش وقسوة الزمن؟ !!!! وكم وكم وكم !!!!!

أما آن للذكوريين أن يغادروا مربع التفكير الهدام الذى أساء لنضالات الماجدات اللواتى رفعن رؤوسنا عاليا فى كل الدنيا !!!!

فى يوم المرأة العالمى ...أعيدوا صياغة تفكيركم وأكرموها بانتخابها لتتبوأ مقاعد فى المجلس التشريعى لتشارك الرجل فى معركة البناء

أعيدوا صياغة الأمور ،لأنها الثائرة والمقاتلة والمعلمة والطبيبة والأم الفاضلة ،لأنها حامية بقائنا وحارسة حلمنا ...

أكرموهن ولا تكرروا أخطاء الماضى ،ولتكن العادات البشعة جزءا من مخلفات الماضى السحيق

لأنها الام ...والأخت ...والابنة والعمة والخالة ...هى حارسة الحلم وزهرة المستقبل

هى ام ابنائنا ودرع حياتنا

هى بنت الرجال وأخت الثوار

هى المراة الفلسطينية حامية بقاءنا.

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لـ "ريال ميديا"