سقاكَ الفادي النِّعمَ 
تاريخ النشر : 2021-01-03 22:16

مرام عطية:

ياوطنَ الصَّنوبرِ و التُّفاحِ ، طالَ شتاؤكَ الشَّاحبُ فلا عنادلَ تشدو في فصولي ، ولا جداولَ تترنحُ بين حقولي من لدنكَ انبثقَ سلافُ النورُ ، وأنا في دياجيرِ الظلمةِ طالَ مكوثي ، حرفي المعجونُ بثراكَ ، الممهورُ بعشقكَ ، نورسٌ مقهورٌ جائعٌ للعدلِ ،والعالمُ يقطفُ من بساتينِ أحلامه كستناءَ الضياءِ . عهودُ تألقي الأثيلةُ غزاها الأعداءُ ، و سرقَ قواريرَ عطرها المارقون ، وكمنجاتُ شعري أثلمها الصقيعُ ، مفاتيح حبوري لم تتعرفْ لها باباً ترتاحُ إليه ،وأمواجُ أحزاني لم تبلغْ بعدُ ميناءَ سلامٍ . ياسلسلَ الزَّهرِ ، فديتكَ عمري ، عيناكَ في الحبِّ أدفأ حضنٍ ،كلَّما تأوَّهَ فيك طفلُ سقطَ من عمري قمرٌ ، وكلما درجَ على دروبكَ خريفٌ غاب من ألقي عمرٌ بالله لاتسكننَّ لقانونِ الليلِ الغاشم، فكلما طالَ ليلكَ قصرت نهارات هنائي ، ولا تتأخرنَّ عن موكبِ الفجرِ البهيِّ لئلا تموتَ في قلبي الحياةُ ، ويحيا على شغافي الألم . لقد آمنتُ بقيامتكَ المجيدةِ غداً ،لتقومنَّ من جب الأحزانِ كما قام الفادي الحبيبُ ، حينها لا فرحَ أعظمُ من فرحكَ ولا مجدَ أكبرُ من مجدكَ ، ستعودُ العنادلُ إلى حضنكِ بعدَ سني غيابٍ ، وسترجعُ الحمائمُ إلى أيككَ بلاخوفٍ ، وسيزفُّ الرَّبيعُ بشائره للمساكين، ويحملُ نسائمَ الحبِّ للثَّكالى و زنابقَ الأشواق للأطفالِ و العذارى . سقاكَ الفادي النِّعمَ ياوطني ، ورفعَ جبينكَ كالشَّمسِ بينَ الأمم.