هنية: نحن أمام مرحلة جديدة لإنجاز اتفاق فلسطيني.. ويحدد ماذا تريد حماس من الحوار الفصائلي
تاريخ النشر : 2021-01-03 20:41

الدوحة - " ريال ميديا ":

قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، إن تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام هدف سامٍ يسعى إليه الجميع، وننتظر لحظة الإعلان الحقيقي عن إنجاز اتفاق وطني فلسطيني يدشن هذه المرحلة، وينهي هذا الانقسام.

وأضاف هنية في كلمة وجهها حول مسار المصالحة الوطنية يوم الأحد: "مواجهة صفقة القرن، وخطط الضم، والاستيلاء على الأقصى والقدس، ومحاولات شطب حق العودة لا يمكن أن تتم إلا بشعب فلسطيني موحد، وبإرادة صلبة، وبمرجعيات جامعة، وبرؤية موحدة متوافق عليها لكي ننهي هذه الحقبة المؤلمة التي تتعرض لها قضيتنا الفلسطينية."

وقال: "انطلق مسار المصالحة الذي بدأناه في شهر تموز الماضي حينما توجهنا لإخوتنا في فتح، وعرضنا عليهم أن نتعاون في مواجهة خطة الضم وصفقة القرن".

وتابع هنية: "حماس لم تترك فرصة من الفرص يمكن أن تحقق وأن تنجز المصالحة إلا وسَعَت إليها بجد وبمصداقية وبمسؤولية وبرغبة حقيقية من أجل إنجازها".

وأكد أن حركة حماس تجاوبت مع كل المحاولات السابقة لإنهاء الانقسام؛ إيمانًا منها بضرورة تحقيق الوحدة ومواجهة الاحتلال ومشاريعه بصف فلسطيني موحد.

وبين هنية، أن حماس انطلقت دائمًا في كل مواقفها وفي كل قراراتها من شعار واضح أن المصلحة الوطنية أولًا، فهي اليوم تتجه وتبادر وتسعى وتحقق هذا الحراك الجدي.

وأضاف: "نحن أمام مرحلة جديدة وواعدة لإنجاز اتفاق فلسطيني يفتح صفحة جديدة ومرحلة جديدة وتاريخية في مسيرة شعبنا الفلسطيني"، مؤكدا "استعداد حركته لترسيخ مبدأ الشراكة في مواجهة المرحلة القادمة". 

وأوضح هنية، أن أمامنا استحقاقات ليست سهلة على الصعيد الداخلي: على صعيد ترتيب البيت الفلسطيني، وعلى صعيد مواجهة الاحتلال، وعلى صعيد واقع المنطقة والواقع الإقليمي المتشابك والمعقد.

وشدد هنية، أننا نتطلع إلى إنجاز حقيقي سريع، وإصدار المراسيم الرئاسية التي تحدد تواريخ الانتخابات حتى نضع بعد ذلك محطة الحوار الفصائلي المباشر للاتفاق على كل التفاصيل والإجراءات المتعلقة بهذه الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني.

وأردف قائلا: "نريد أن ندخل الحوار بأسرع وقت ممكن، وعلى أساس الحفاظ على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكل الأشكال وبكل الوسائل".

وأكد أن الاتصالات التي جرت مؤخرًا مع الإخوة حركة فتح ليست على حساب المجموع الوطني كله.

وأوضح هنية، أن حركته على اتصالات مباشرة ولقاءات وحوارات مباشرة مع جميع الفصائل والمجموع الوطني، مثله مثل فتح وحماس حريص على الوحدة والمصالحة وإنهاء الانقسام.

وقال هنية: "عازمون على تحقيق الوحدة، وعلى إنهاء الانقسام، وعلى إنجاز المصالحة الفلسطينية وتحقيقها".

وأكد بأننا نرضى بإرادة الشعب الفلسطيني وبخياراته الحرة والنزيهة والعادلة والآمنة، وتمسكنا وحرصنا على إجراء الانتخابات الشاملة، مضيفا: "نرى أنها أرقى وسيلة تلجأ لها الشعوب لتحدد خياراتها، وتعبر عن إرادتها، وتدير خلافاتها، وتخرج من ذلك بسلام".

وقال هنية: نريد من الحوار الوطني الفلسطيني، إعادة بناء المرجعيات القيادية الفلسطينية متمثلة بمنظمة التحرير، و إنهاء الانقسام متمثلًا بمجلس تشريعي موحد، وحكومة وطنية موحدة، والاتفاق على برنامج وطني سياسي يشكل القاسم المشترك لنعبر فيه هذه المرحلة.

وختم هنية موجها التحية لأبناء شعبنا الفلسطيني المرابط في داخل فلسطين وفي خارجها، ومهنئا بالعام الجديد، كما وجه التحية لشهدائنا الأبرار، ولعوائل الشهداء، وللأسرى الأبطال، وللجرحى.

نص كلمة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس حول مسار المصالحة الوطنية

يطيب لي أن أتوجه في بداية هذه الكلمة بتحية الفخر والاعتزاز لأبناء شعبنا الفلسطيني المرابط في داخل فلسطين وفي خارجها، كما التحية لشهدائنا الأبرار ولعوائل الشهداء وللأسرى الأبطال وللجرحى الميامين، وفي بداية هذا العام ومع هذه الكلمة المتصلة بموضوع استراتيجي وحيوي يتعلق بشعبنا وقضيته هو موضوع الوحدة الوطنية، لا يسعني إلا أن أوجه التهنئة لشعبنا بالعام الجديد، سائلًا الله سبحانه وتعالى أن يجعله عام خير وبركة ونصر وتحرير وعزة وسيادة لهذا الشعب ولهذه الأمة، بل ولكل أحرار العالم المتضامنين مع المظلمة التاريخية الواقعة على شعبنا.

أيها الإخوة والأخوات، لا شك أنكم تتابعون وعن كثب مسار الحوار الوطني الفلسطيني، تتطلعون إلى إنجاز الوحدة الوطنية، وإلى تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، ولا شك بأن هذا هدف سام يسعى إليه الجميع، وننتظر لحظة الإعلان الحقيقي عن إنجاز اتفاق وطني فلسطيني يدشن هذه المرحلة، وينهي هذا الانقسام، لنتفرغ جميعًا لمواجهة الاحتلال ومشاريعه، ولمواجهة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، وإننا أيها الإخوة والأخوات انطلاقًا من التزامنا المبدئي والاستراتيجي والثابت تجاه هذه الوحدة وتحقيق المصالحة، وتقديرًا منا للظروف المحيطة بقضيتنا وشعبنا، ولضرورة مواجهة صفقة القرن وخطط الضم، والاستيلاء ومحاولات الاستيلاء على القدس والأقصى، ومحاولات شطب حق العودة، وأيضًا للتعامل الوطني الواعي الراسخ والثابت، في مواجهة موجة التطبيع الذي قامت به بعض الحكومات العربية للأسف الشديد مع الاحتلال الصهيوني، ولإيماننا الراسخ بأن كل ذلك لا يمكن أن تتم مواجهته إلا بشعب فلسطيني موحد وبإرادة صلبة، وبمرجعيات جامعة، وبرؤية موحدة متوافق عليها، لكي ننهي هذه الحقبة المؤلمة التي تتعرض لها قضيتنا الفلسطينية، وأقول أيها الإخوة والأخوات، إن حركة حماس إيمانًا منها بضرورة تحقيق الوحدة ومواجهة الاحتلال ومشاريعه بصف فلسطيني موحد تجاوبت مع كل المحاولات السابقة، ولم تترك فرصةً من الفرص يمكن أن تحقق وأن تنجز المصالحة إلا وسعينا إليها بجد وبمصداقية وبمسؤولية وبرغبة حقيقية من أجل تحقيقها وإنجازها.

وفي الآونة الأخيرة انطلق مسار المصالحة الذي بدأناه في شهر تموز الماضي حينما توجهنا لإخوتنا في حركة فتح وعرضنا عليهم أن نتعاون في مواجهة خطة الضم وصفقة القرن، وهم عرضوا من جانبهم الشراكة في النظام السياسي الفلسطيني، وانطلق حوارٌ وطني مع الإخوة في حركة فتح، وبقية الفصائل الوطنية الفلسطينية، وباحتضان دول شقيقة وصديقة، في مقدمتهم مصر وقطر وتركيا وروسيا وغيرها كذلك، واستطعنا من خلال هذا الحوار أن ننجز تفاهمات إسطنبول، وأيضًا أن نتوافق على مخرجات اجتماع الأمناء العامين، ثم محطة الحوار الأخيرة في القاهرة، ولا شك أننا قطعنا شوطًا كبيرًا على هذا الطريق، وفي هذا السبيل.

 في محطة القاهرة الأخيرة توقفنا عند نقطة محددة متعلقة بالانتخابات ما بين موضوع التوالي والترابط أو موضوع التزامن، ومرد تمسكنا وتمسك العديد من الفصائل الفلسطينية بموضوع التزامن هو الحرص والرغبة في إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني كله على مبدأ الشراكة، سواء كان منظمة التحرير الفلسطينية أو مؤسسات السلطة الفلسطينية، ولكن لم يغلق الباب ولم ينتهِ الموضوع، بل استمرت الاتصالات ومحاولات التحريك لكي نقطع المسافة القصيرة المتبقية من هذا المسار الذي بدأناه ودشناه، وفي الآونة الأخيرة كان هناك اتصال من العديد من الدول مع الحركة، وبالتأكيد مع إخوتنا في حركة فتح من أجل استئناف مسار الحوار الوطني الفلسطيني، ونحن تعاطينا بشكل إيجابي مع هذه التحركات، مع مصر ومع قطر ومع تركيا ومع روسيا التي أكدت أنها جزء من هذه العملية وضامنة لها وحريصة على تشكيل شبكة الأمان العربي وكذلك الدولي لأي اتفاق فلسطيني قادم.

ومن هذا المنطلق وأننا لسنا في بحبوحة من الوقت، ولأننا أمام الخطر الحقيقي، نحن نرى ما الذي يجري الآن داخل فلسطين، نحن نتابع عربدة المستوطنين، ونتابع محاولات قضم الأرض الفلسطينية ومحاولات شطب حق العودة، لذلك تعاطينا بشكل إيجابي ومسؤول وسريع، وتفهمنا ضرورة استئناف مسيرة الحوار الفلسطيني الداخلي، وعلى هذا بعثت برسائل للإخوة في جمهورية مصر العربية، وللإخوة في قطر، وكذلك في تركيا وروسيا، ومباشرةً برسالة للأخ الرئيس أبو مازن، وأكدنا فيها استعداد الحركة استئناف الحوار الفلسطيني، ولإنجاز اتفاق وتفاهم فلسطيني لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني فلسطيني بالتوالي والترابط، بحيث أن تنتهي هذه العملية الانتخابية الديمقراطية والحرة والنزيهة في غضون 6 أشهر، وبضمانة هذه الدول الشقيقة ورعايتها ومتابعتها، وقد تلقيت من الأخ الرئيس أبو مازن رسالة خطية جوابية فيها ترحيب بمضمون رسالتي لسيادته، والتزامه بإجراء الانتخابات وتحقيق مبدأ الشراكة الفلسطينية في بناء المؤسسات الفلسطينية كشعب واحد ووطن واحد وقيادة واحدة وقرار واحد

وكذلك تلقينا من الإخوة الكرام في مصر وقطر وتركيا تأكيدات على هذا الموقف وفي هذا الاتجاه، وبناءً على ذلك فنحن أمام مرحلة جديدة وواعدة لإنجاز اتفاق فلسطيني يفتح صفحة جديدة ومرحلة جديدة وتاريخية في مسيرة شعبنا الفلسطيني، وجنبًا إلى جنب وجهنا أيضًا رسائل لجميع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، وتلقينا أيضًا إجابات ومواقف إيجابية على هذا الصعيد.

الإخوة والأخوات، نحن نريد أن ندخل هذا الحوار بأسرع وقت ممكن، وعلى أساس الحفاظ على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكل الأشكال وبكل الوسائل، ولا شيء يمكن أن يمس المقاومة، وأيضًا على أساس التحرك السياسي والدبلوماسي والقانوني للدفاع عن حقنا ولانتزاع حقنا الفلسطيني ولطرد هذا المحتل، بمعنى أن كل وسائل النضال على الطاولة، هذا الحوار الوطني الفلسطيني الذي نتوخى منه أولًا إعادة بناء المرجعيات القيادية الفلسطينية متمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية، وأيضًا إنهاء الانقسام متمثلًا بمجلس تشريعي فلسطيني موحد، وحكومة وطنية موحدة، وأيضًا الاتفاق على برنامج وطني سياسي يشكل القاسم المشترك لنعبر فيه هذه المرحلة، وأيضًا على الاتفاق على الاستراتيجية النضالية المقاومة سواء كانت المقاومة الشعبية وصولًا إلى انتفاضة شعبية، وإلى كل أشكال المقاومة المتاحة لشعبنا والتي نتمسك بها في مواجهة هذا الاحتلال.

إننا أيها الإخوة والأخوات إذ نؤكد على تمسكنا وحرصنا على إجراء الانتخابات الشاملة لأننا نرى بأن الانتخابات هي أرقى وسيلة تلجأ لها الشعوب لتحدد خياراتها وتعبر عن إراداتها، وتدير خلافاتها وتخرج من ذلك بسلام، ومن هنا فنحن نؤكد بأننا نرضى بإرادة الشعب الفلسطيني وبخياراته الحرة والنزيهة والعادلة والآمنة، ومستعدون بالتأكيد لترسيخ مبدأ الشراكة في مواجهة المرحلة القادمة.

أمامنا استحقاقات ليست سهلة على الصعيد الداخلي، على صعيد ترتيب البيت الفلسطيني، على صعيد مواجهة الاحتلال، على صعيد واقع المنطقة هذا الواقع الإقليمي المتشابك والمعقد، لذلك ليس أمامنا من خيار إلا أن ننجز وحدتنا الوطنية الفلسطيني، لأن سر قوتنا في وحدتنا.

ولأن حركة حماس انطلقت دائمًا في كل مواقفها، في كل قراراتها من شعارٍ واضح أن المصلحة الوطنية أولًا، فهي اليوم وهي تتجه وتبادر وتسعى وتحقق هذا الحراك الجدي فهي أيضًا منطلقة من المفهوم ذاته، ومن ذات الشعار المصلحة الوطنية أولًا، المصلحة الوطنية مقدمة على المصالح الخاصة والحزبية والحركية والتنظيمية، ونحن نرى بأن الفصائل والتنظيمات والأحزاب والهيئات والمجتمع المدني كله يمثل عناوين على طريق التحرير وطريق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وحق العودة وتحرير الأسرى من سجون الاحتلال الصهيوني.

إن الاتصالات التي جرت مؤخرا مع الإخوة في حركة فتح وتدشين مرحلة الاستمرار في هذا الحوار هو بالتأكيد ليس على حساب الحوار وعلى حساب المجموع الوطني الفلسطيني كله، فنحن لنا اتصالات مباشرة ولقاءات وحوارات مباشرة مع جميع الفصائل، والمجموع الوطني مثله مثل فتح وحماس حريص على الوحدة وعلى المصالحة وعلى إنهاء الانقسام.

 

إننا نتطلع إلى إنجاز حقيقي سريع، وإصدار المراسيم الرئاسية التي تحدد تواريخ الانتخابات حتى نضع بعد ذلك محطة الحوار الفصائلي المباشر للاتفاق على كل التفاصيل والإجراءات المتعلقة بهذه الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني الفلسطيني.

في ختام هذه الكلمة لا يسعني إلا أن أزف لشعبنا وأمل أبثه لشعبنا الفلسطيني في أننا عازمون إن شاء الله على تحقيق الوحدة، على إنهاء الانقسام، على تحقيق وإنجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية، ليكون لنا الوطن الواحد، والشعب الواحد في الداخل وفي الخارج، وقيادة واحدة، وسلطة واحدة، وحكومة واحدة، وقرارات تصدر عن مؤسسات قيادية جامعة لشعبنا الفلسطيني، وكل ذلك انطلاقًا من الشعار المصلحة الوطنية أولًا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأحد: 3 يناير 2021