مغارةُ الفرحِ .. ميلادُ العيدِ
تاريخ النشر : 2021-01-02 18:01

مرام عطية:

يانبعَ الجودِ، مرَّ بأوطاننا اسكب طيبكَ على جراحها ، و اسقِ نفوسنا العطشى ، امنحها السَّكينةَ ، ليلنا الطويلُ غزاهُ الصقيعُ، نهاراتنا الغنيةُ تقوَّست، لفحها القحطُ ، لامطرَ يروي عطشها ، والفجرُ بين راحتيكَ يولدُ، والخصبُ من لدنكَ ينثالُ، نهركَ أناشيدُ ، وأوتاري غادرتها العصافيرُ ، فغدت مواويلَ نايٍ حزينٍ .

ياطفلَ العيدِ ، وجهكَ السَّماوي نورٌ وإلهامُ ، و تراتيلكَ تسابيحُ و سلامٌ ، وحقولي شاحبةٌ صفراءُ ،كشيخٍ عجوزٍ يتوكأُ على عصاه ، دروبكَ نجومٌ وإيمانٌ ،و دروبي انتظارٌ وظلامُ ، سريركَ الفقيرُ علياءٌ ومسرةٌ للعالمين ، وسريرُ العالمِ الوثيرُ أشواكٌ و ألغامٌ ، أينَ غيومكَ اللاذورديةُ ليشرقَ الأملُ في قلبي ، و تعشبَ قفارُ روحي ؟ كم أتلهَّف لإطلالتكَ السنيةَ ، و أحتاجُ رحمتكَ العليةَ ! ياشمسَ الحياةِ ، هطولُ يديكَ شفاءٌ لأسقامي ، و يواقيتُ التفاتتكَ تزرعُ السنابلَ في يبابِ أحلامي ، تطوي سنينَ الأسى بلمسةٍ ، تحرثُ ترهلَ أيامي ، تمشَّطُ سهولي ، فيخضرُ صنوبرها و تتدلَّى كرومها ، ضمَّنا إليكَ أيها العيدُ البهيُّ لعلنا نولدُ أطفالاً في مغارةِ الفرحِ .