سيرة الغياب
تاريخ النشر : 2020-11-07 10:22

هدى الهرمي*:

و انا أراقبك

في مزار السهو

كنت تقتفي أثر التنحّي

لكن الظاهر و الخفيّ واحد

سألتك يوما

هل رأيتني

و كنت مبتسمة

قلتَ

لا احد يقيم في ضواحي سقيمة

انا لا افتح نافذتي

لكي احبّ الشمس

قلتُ

ان أبصرتَ

اصغِ الى القلب

لا ادري الآن

اذا رأيت !

فكرتَ و ما أدركت

وحيدين كنّا

و هراء طويل

لم يثمر شواهد نابتة

غير ذاك العابر

في سيرة الغياب

و خَطوهِ المُتعثّر في الجوار

كيف تراءى

قبل أن يشيّعه الضوء

حتى صار سائحا غريبا

كان يتحدث عنّا

كمثَلِ المُقيم

في حكاية وجلة

في صيت نعلين مبتعدين

بينهما خطّ فاصل

و نظرة حانية

فوق شباك قديم

 

*تونس: