ترامب يتهم الديمقراطيين بمحاولة سرقة الانتخابات
تاريخ النشر : 2020-11-06 14:52

واشنطن - " ريال ميديا ":

جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء أمس الخميس التأكيد أنه سيفوز بانتخابات الثلاثاء إلا إذا "سرقها" منه الديموقراطيون بأصوات غير شرعية، في اتّهام بلا دليل.

وقال ترامب أمام الصحافيين في البيت الأبيض بعد يومين من إعلانه فوزه بالانتخابات: "إذا أحصيتم الأصوات الشرعية أفُوز بسهولة. إذا أحصيتم الأصوات غير الشرعية، يمكنهم أن يحاولوا سرقة الانتخابات منا".

وأضاف الرئيس الجمهوري الذي يتقدم عليه نائب الرئيس السابق الديموقراطي جو بايدن حسب النتائج المؤقتة أن حملته الانتخابية رفعت "قدراً هائلاً من الدعاوى القضائية" لمواجهة "فساد" الديموقراطيين، رغم تأكيد العديد من المسؤولين في الولايات المعنية بهذه المزاعم، نزاهة العملية الانتخابية فيها. 

واعتبر ترامب أنّه "رغم التدخل الذي لم يسبق له مثيل في انتخابات، من قبل وسائل الإعلام الرئيسية وعالم الأعمال، وعمالقة التكنولوجيا، فقد فزنا وبأرقام تاريخية، والاستطلاعات كانت خاطئة عمداً".

وشدّد الملياردير الجمهوري على أنّ "الموجة الزرقاء التي أعلنوها لم تحصل" في إشارة إلى ما توقعته استطلاعات رأي عديدة قبل الانتخابات من فوز جارف للديموقراطيين الذين يتّخذون من اللون الأزرق شعاراً لهم.

وأسهب ترامب في كلمته في سرد مزاعم واتهامات بالفساد، وقال: "لا يمكننا السماح لأحد بتكميم أفواه ناخبينا واختلاق نتائج".

وأضاف "أشعر أن القضاء يجب أن يبت بالأمر في نهاية المطاف".

وحالما انتهى ترامب من كلمته أمام الصحافيين غادر القاعة دون أن يجيب على أي سؤال.

وبصفحة على موقع فيس بوك يبلغ عدد أعضائها نحو 350 ألفا بعنوان "أوقفوا_السرقة" الذي انتشر مثل النار في الهشيم في 48 ساعة، روج مؤيدو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسرعة نظرية، مفادها أن الديموقراطيين يريدون "سرقة الانتخابات" الرئاسية بتزوير واسع.

وانتشرت الشائعات بسرعة منذ 3 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، عندما أطلق الرئيس من جديد فكرة محاولة الديموقراطيين "سرقة الانتخابات"، على حسابه على تويتر الذي يتابعه 88 مليون شخص.

وقاد انتشار الفرضية على الفور "مؤثرون" في معسكره مثل دونالد ترامب الابن الناشط جداً على شبكات التواصل الاجتماعي ويتابعه 6 ملايين على تويتر، وإليزابيث هارينغتن المتحدثة باسم الحزب الجمهوري، وآخرون أقل أهمية بينهم كريس بارون.

وأطلقت هالحملة التي استخدمها الجمهوريون من قبل في الانتخابات التشريعية في 2018، دعوات إلى تحركات عملية بسرعة.

وعددت صفحة "أوقفوا السرقة" التي كان يتابعها 350 ألف شخص، أمس الخميس، سلسلة من المبادرات تتمثل  في تظاهرات في الولايات الأساسية التي لا تزال النتائج فيها معلقة من جورجيا إلى نيفادا، مرورا ببنسلفانيا. وبالفعل، تضاعفت التجمعات في الولايات المتحدة منذ الأربعاء.

والدعوات إلى التحرك التي رافقتها في بعض الأحيان إيحاءات تنم عن عنف عبر وسم "حرب أهلية"، دفعت أنصار المرشح الديموقراطي للرئاسة جو بايدن والمجتمع المدني إلى دق ناقوس الخطر ودعوة فيس بوك إلى إغلاق هذه الصفحة. 

وقال المتحدث باسم المجموعة في كاليفورنيا لوكالة فرانس برس: "نظرا للإجراءات الاستثنائية التي نتخذها في هذه الفترة من التوتر، سحبنا مجموعة أوقفوا السرقة التي تنظم تحركات في العالم الواقعي".

وأضاف أن "هذه المجموعة تشكلت حول نزع الشرعية من العملية الانتخابية ورأينا دعوات مثيرة للقلق إلى العنف من بعض أعضاء المجموعة".

وأدان أنصار الرئيس المنتهية ولايته على الفور ما اعتبروه "رقابة" واختفاء هذه الصفحة التي أطلقتها المجموعة المؤيدة لترامب "نساء من أجل أمريكا أولا".

وترى إيميلي دريفوس من مركز شورينستين المتخصص في متابعة وسائل الإعلام أن شعار "أوقفوا السرقة" فعال إلى درجة أنه يحول "القضية البالغة التعقيد" المتمثلة في الهيئة الناخبة وفرز التصويت إلى "رسالة بسيطة وموجهة".

وأضافت أن صفحة "أوقفوا السرقة" على غرار شعار آخر لحملة ترامب #بايدنكرايمفاميلي" يتهم نائب الرئيس السابق، وعائلته بنشاطات إجرامية، هي "حملة تلاعب بوسائل الإعلام" منظمة بشكل جيد وجاءت بدفع من مسؤولين نافذين في حملة ترامب أكثر من القاعدة، ولكن لا أحد يتوقع أن يكون إغلاق صفحة فيس بوك، نهاية هذه الحملة.

وترددت "أوقفوا السرقة" بكثرة على تويتر مساء الخميس، واستخدمت شعار تظاهرات صُورت أو بُثت وقائعها مباشرة، في لقطات تنتشر بعد ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي، على حد قول رينيه ديريستا الباحثة في مركز "ستانفورد انترنت اوبسرفاتوري" الذي يتابع التضليل الإعلامي الالكتروني.