الزهار: يجب تشكيل حلف رباعي دون منظمة التحرير لخوض "معركة الآخرة" ضد إسرائيل!
تاريخ النشر : 2020-10-27 22:49

غزة - " ريال ميديا ":

اعتبر عضو المكتب السياسي في حركة حماس محمود الزهار، أن من الأسباب التي يجب أن تفكر فيها "المقاومة الفلسطينية" الآن، هو لابد من أن يجتمع الحلف المتضرر من إسرائيل، والذي سيستفيد من زواله في تحالف حقيقي.

وقال الزهار في مقابلة مع "قناة العالم" الإيرانية خلال برنامج "ضيف وحوار": "إن الارض الفلسطينية كلها محتلة بإستثناء قطاع غزة المحاصر، وبالتالي على غزة، وعلى فلسطين في أي مكان أن تحارب من أجل تحرير الأرض"، مشيراً الى أن "الطرف الثاني هو جنوب لبنان المحتل وعلى لبنان المقاومة أن ترتب أوراقها لتحرير أرضها من الاحتلال الاسرائيلي، بإعتبار أن العدو مشترك والهدف واحد ولكن الارض تختلف".

وأشار الزهار، الى أن سوريا أرضها محتلة ايضاً وإيران مستهدفة من قبل الاحتلال، وبالتالي لماذا لا يتم تشكيل حلف متضرر من الكيان الإسرائيلي لمواجهته،

وتساءل ماذا يمكن لهذه المجموعة إذا دخلت في هذا الحلف، ماذا يمكن أن يحصل لإسرائيل؟ وأجاب قائلا: "بالطبع ستزول".

ونفى الزهار انضمام منظمة التحرير، والسلطة الفلسطينية لهذا الحلف، ورأى أنها لن تغير قناعتها، لأنه جيئ بها على مشروع خاص، ولن تغير ولن تستطيع أن تغير موقفها، لأنها إذا غيرت منهجها فإن الاحتلال الإسرائيلي سيقضي عليها كما هو الحال الان.

وشدد الزهار، على أن السلطة الفلسطينية لن تنظم لمشروع "المقاومة" لأنها ربطت مصيرها ووجودها بإسرائيل، ولهذا لا تستطيع تغيير منهجها، الى درجة أنها تعتبر التعاون مع الجانب الإسرائيلي وإعطاء المعلومات له عمل مقدس.

وفي سياق آخر، أكد القيادي البارز في حركة حماس، أن مصطلح التطبيع هو بالأساس كلمة مضللة وأمراً غير طبيعياً، ويتناقض تماماً مع تاريخ الدول العربية التي طبعت مع إسرائيل.

وقال الزهار، إن السودان على سبيل المثال، أقامت مؤتمرا للدول العربية صاحبة اللاآت الثلاثة، وبالتالي، لا اعتراف، ولا تفاوض، ولا تطبيع، ولا غير ذلك، وبالتالي، التطبيع يعتبر خيانة لتاريخ هذه الدول، لافتا الى أن أصحاب هذه الأرض المباشر هم الفلسطينيون، وصاحبها الغير مباشر أو بالدرجة الثانية هي الدول العربية، وفلسطين أرض إسلامية فيها مقدسات إسلامية ومقدسات مسيحية وبالتالي لا يمكن أن نعتبر أن الذي حدث هو شيء طبيعي".

وأوضح الزهار، أن التطبيع هو مصطلح مضلل ويعتبر خيانة وطعنة لـ"المقاومة"، وكذلك خيانة لله عزوجل ولرسوله مشيراً إلى أن ما حدث يتناقض تماماً ما جاء على لسان الرسول محمد "صلى الله عليه وآله وسلم"، حينما قال: "لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم اولياء بعض، ومن يتولهم منكم فإنه منهم"،

ووصف الزهار، الولاء هو الحب والنصرة والتأييد والذي هو التطبيع، وإخراج المطبعين من دائرة الاسلام إلى دائرة اليهود، ومن دائرة الإيمان إلى دائرة الكفر، ومن دائرة الانسجام مع المقاومة ومعركتها مع الاحتلال الى دائرة التسليم كما هو حال الوضع الراهن. كما لفت الى ان قضية التطبيع محسومة دينياً ووطنياً بصورة واضحة.

وعزا سبب تحول الموقف السوداني نحو التطبيع مع إسرائيل لأسباب دنيوية، وقال الزهار: إن بعض الدول عندما حوصرت إقتصادياً بدأ الفساد في أنظمتها ونتيجة لعدم قدرة الانقلابيين في هذه الدول على أن يحققوا إنجازات وطنية، استعانت هذه الدول بالغرب وبأمواله، وحتى الدول الخليجية وبسبب خروقاتها لحقوق الإنسان وتسجيل حالات الفساد عليها من قبل الغرب والشرق أرادت أن تصنع هذه اللعبة كي تتفادى الضغط الغربي وتتفادى من يفكر بثورات ضدها على الأرض، بالقول أن أمريكا معها ويمكن ان تساعدها، واصفاً إياها بأنها كلها أمور دنيوية زائلة ومنحرفة، مشدداً على أن هذه الأمور لو حدثت لدول غير فاسدة لما لجأت الى التطبيع.

وأضاف الزهار، أن الرئيس الامريكي دونالد ترامب مارس ضغطاً على الأنظمة العربية وأخذ أموالها واستغل فسادها وانحرافها وعدم قدرتها على إدارة الملفات وعدم إيمانها بقدرات شعوبها، مشيرا إلى أنه في حال زوال ترامب في الانتخابات سواء كشخص أو كمنهج، فإن صورة المنطقة ستتغير كلياً.

واعتبر الزهار، أن ترامب استغل هذه الظروف من أجل أن يحرض شعوبها كي تنقلب عليها، مشيراً الى أن تغير النظام الأمريكي وزوال الرئيس، أو زوال إسرائيل على يد "المقاومة" في معركة وعد الآخرة، فستتغير كل الجغرافية السياسية مئة بالمئة. وفق قوله.

وأكد الزهار، أن الإدارة الأمريكية وجدت في ترامب من أنه يمكن أن يحقق لها اتفاقات التطبيع، وقال: هذا لايعني أن غير ترامب سوف يعطي حقوق الفلسطينيين ولكن على الأقل أقل سيكون بشاعة وفظاظة من الصورة الراهنة التي قدمها ترامب، مشيراً إلى أن الدليل على ذلك، أن الدول الأوروبية كانت جميعها مع الإحتلال الإسرائيلي، ولكن حينما نقلت السفارة الأمريكية من تل ابيب إلى القدس، ترددت الى حد ما.

وقال الزهار، إن سبب الوضع الذي وصلت إليه أوضاع الفلسطينيين، هو فساد الانظمة المريضة، ومن أجل ذلك لابد من أن تستكمل "المقاومة" عناصر القوة، بعدما أصبحت ضرورة والمعادلة الوحيدة لهذه اللعبة، معتبراً أن "المقاومة" أمام مرحلة لابد وأن تلجأ فيها إلى القوة التي لا تهزم وهي التسلح بقوة الإسلام والإيمان في مواجهة تطبيع اتفاقات الخيانة، لافتا إلى أن "الله تبارك وتعالى سيسخر لنا انظمة من بيننا"، وبمجرد ما أن ينتهي الرئيس فسيتحول هذا النظام إلى عكس ما هو عليه، وتتغير الجغرافية السياسية بصورة لا يتخيلها أحد.

وشدد الزهار على أنه يجب إيجاد معادلة بما لم يخطر على بال أحد، واليوم يجب العودة الى برنامج "المقاومة"، وأن تبقى في مرحلة الاستعداد للمواجهة.

وحول تطوير "المقاومة" لقدراتها العسكرية، قال الزهار: "إن المقاومة كانت في السابق بحاجة إلى مساعدة أناس وصواريخ جاهزة، لكنها الآن امتلكت خبرة في تصنيع الصواريخ وتطوير صناعتها المحلية وباتت لا تحتاج إلى المساعدة السودانية لرفد المقاومة بالصواريخ كما كان سابقاً، موضحاً أنه تمت إعادة معادلة "المقاومة" قبل أن تذهب الدول العربية ومع السودان إلى التطبيع مع إسرائيل".