قصص قصيرة جدا...للكاتبة /ريم رضا الشعار
تاريخ النشر : 2020-10-04 15:34

ريم رضا الشعار:

 

شاطئ العزلة

رتبت الجنود، أخذ كل مكانه، أعلنت بدء المعركة، عند اللون الأرجواني للغياب، همهمة الحناجر، حكمت على الجميع بالإعدام دخلت بزحمة الزبد، بقي فستاناً أبيضاً يعتلي الرقعه كراية.

حجريّ.

أنهت نحته بحرفةٍ بالغةٍ، لثمتهُ وأطالت حتى سرت حرارة ٌبمادته.

أمسكت نصلاً خطّت على صدره..

أسميتُكَ أدم.

حتى لا يقال: إني راودت حجراً.

-خارطةٌ مسحورةٌ

رسمها على أرض المطار الذي لم يمنحه إذناً بالمغادرة، قبل حوافها الشائكةِ، لملم خط الحدود، فتح جواز سفره وغاب، لكن أثار شفاههِ سالت دماً هناك.

-خُطى.

في طريقه إلى المعركة، كانت قدماهُ تغرزان في الطين.

عندما عاد، طُبعت فوق أثارهما عكازان.

-حنين.

صوتهُ، ضحكاتهُ، والفراغ الممتدُّ بين الكلمات.

تضحك، تنتشي، تشتاقه بأسى.

كلّ يومٍ تعيد رسائلهما الصوتية.

فهي ما أبقت لها الحياة.

-حالمٌ.

ينامُ كلَّ ليلة متوسداً نشرات الأخبار.

فيرى في حلمه أنه ُصارَ إلهاً.

في الصباحِ كان بريد رسائله مثقلاً بآهات المعذبين.

-ميتة ..

"الحب ينتهي عندما نبدأ بالضحك من الأشياء التي كانت تبكينا"..

تذكَرَت هذا القول، ثم استحضرت ضحكة صفراء، جرّتها بقوة ٍ إلى وجهها، كمن يجر محكوماً بالإعدام إلى حبل المشنقة..

انفجرت بضحك ٍ هستيري..

ضجت القبور من حولها صارخة ً: "أيتها الغريبة اصمتي.. قد أقلقت ِ سكينتنا".

تمرد..

أقلق ليله كتاب أحمر ، بين مراجعها الجامعيه ، استيقظ صباحا ً، قرر تزويجها ، بعد أن أحرق كل ماتحب ، يوم زفافها ، خبأت قصائد" لوركا" ، في منديل أبيض مطرز ، كان يفترض أن يمد فوق سريرها .