خواطر لا تسر الخاطر..
تاريخ النشر : 2020-09-20 02:16

أحلام لقليدة *:

هكذا أصبح العالم سوقا مفتوحة للربح والتضارب في كل شيء وإخضاع كل شيء للبيع والشراء والمساومة … لم تسلم الأخلاق ولا المبادئ.. لا الانسانية ..لا الحقوق ولا القوانين والمعتقدات والحريات.. من المزايدات الرخيصة، في هذا الزمن الكوروني الملوث بأخطر الفيروسات والجراثيم فتكا بالإنسان.. هرولوا سيغلق المزاد.. سيدق ناقوص الفوز بالصفقة..

واحد اثنين..ثلاثة.. أقفل المزاد ليفسح المجال أمام مزاد علني من نوع آخر، مزاد متخفي تحت غطاءات الطاولات الشفافة، المرصعة بنجوم اصطناعية خادعة، كاميرات وأجهزة التنصت، تتحكم في كل شيء، لتمرير المناقصات بآليات تحكم عن بعد، قد تكون بقارة أخرى.. والكراكيز يتبادلون التحايا بنشوة الفاتحين، غير آبهين بحجم الخيبة ومرارة السموم المدسوسة في خريطة الجسد العربي، من وراء تلك المقايضات التي تخفي وراءها خيبات وخيبيات، وخلفيات دنيئة تستهدف الإنسان والأرض والماء والهواء…

هنا واشنطن.. مبروك على المهرولين.. وإلى الصفقة القادمة، التي ستكون أكثر مكرا وحجما وأهمية.. وتتطلب المزيد من التنازلات…

الإمارات والبحرين وجهان لصفقة واحدة..

…..

لا أحد بوسعه أن يجادل في حقيقة أن الانسان كائن يحب التملك والسيطرة والسلطة... فمنذ الأزل وهو يعيش صراعات دموية للتسيد والهيمنة والاستحواذ.. واغتصاب الأراضي الخصبة الخضراء.. يحرق الأشجار ويدمر النبات .. ويلوث الهواء والماء، ويسمم الأجواء من أجل التمكن منها ولو قفراء قاحلة، تلبية لنزعة داخلية محكومة بحب التملك وبسط النفوذ، ولو في غابة موحشة.. وهي الصورة التي تكاد تعكس علاقة طرزان بالوحوش الكاسرة، وقدرته الفائقة على ترويضها.. فهل التطبيع مع الحيوانات يعني أن طرزان، كان سيد الغابة بالفعل، أم سيد نفسه، في ضيافة الوحوش.. ذلك هو السؤال.. فالقدرة على الترويض لا تعني القدرة على التدجين.. ولو أن جوهر الأشياء عموما يعكس جبنا دفينا، لا يمكن التخلص منه إلا بمحاولة التمظهر بالاستقواء، والبحث عن مظلات حمائية، ولو على حساب التطبيع مع الشيطان…

….

فكيف سنطبع مع من يتربص بأرضنا وتاريخنا وتراثنا وحضارتنا وهوائنا ومائنا.. وندخل مزاد العار، بوجوه مكشوفة، بدون أدنى اعتبار لفلسطين القضية، فلسطين الرمز العربي الجريح الذي قدر له أن يكون في واجهة الصراع.. وأتصور لو كانت إحدى الدول المطبعة مع إسرائيل مكان فلسطين، لكان قد ابتلعها الوحش في رشفة واحدة منذ زمان..

…..

وان.. تو.. تري.. ليغلق مزاد العار.. فأرضنا لا تقبل المزايدة.. وفلسطين ليست للبيع… سطوب.. أقفل بتاريخه وبدون تحفظ مع التبليغ المضمون التوصل وبدون إشعار مسبق لمن يهمهم الأمر من وليدات العام سام وأبناء عمومته والمهرولين التابعين..

والسلام.

* الدار البيضاء:

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لـ "ريال ميديا"