مآل العشب أو سونيتة للنهر
تاريخ النشر : 2020-08-06 23:25

نورا عثمان*:

ثَمَّ انحسارٌ واضحٌ للنَّهرِ أو ثَمَّ انحسارٌ واضحٌ سيكونْ
وأنا أراكَ تُحيلُ عينَكَ عن جمالي
كانَ يَشغلُني مآلُ العشبِ
هل سيصيرُ حِنطيًّا؟
رماديًّا؟
ضعيفًا في مهبِ الموتِ؟
مُختَلِطًا عليهِ الأمرُ؟
أقربَ قفزتينِ إلى الجنونْ؟..

عشبٌ رماديٌّ!
تخيلْ!.
ليسَ وسعي أن أديرَ إليكَ عيني
كنتُ أبكي موتَهُ الآتي
غريبًا.
وحدَهُ
والشَّمسُ توقظُهُ
يُغيِّبهُ السُّكونْ
ونَعَمْ حبيبي
كنتُ أسمعُ صوتَهُ يعوي
يغنّي
ينتهي
والرِّيحُ تَنخُلُه ترابًا
والسَّماويُّ المُحَلِّقُ فوقَهُ عرشًا
يُطِلُّ بلا عيونْ..

ماذا وراءَ الموتِ قلْ لي؟
لو أصيرُ شجيرةً
وتميلُ أغصاني
تِجَاهَ النَّهرِ
قايضتُ احتضانَكَ لي وحبَّكَ
بالظُّنونْ..
لَولا سينفردُ الشِّراعُ على ذراعِكِ
أو تُميلُ إليكَ رأسي مثلَ داليةٍ
وتقطفُ مِن فمي ثمري
وتعجبُ مِن مَذاقي
حامضًا/حلوًا
ويُفقِدُكَ اتزانَكَ
هل شهدتَ سِواهُ -غيرَ النَّهرِ-
ريقًا مُدهِشًا
يُحيِي
وهل خلَّى على شفتيكَ تيارًا
مِن الحُمَّى..

يُغازلُني ازرقاقُ النَّهرِ مثلُكَ
ظلَّ يخطفُ لَفتَتي
ويشدُّ عيني نحوَهُ
وأنا أحبُّكَ أنتَ
لكنْ مَن تردُّ غوايةَ الأنهارِ؟!
مَن سلَّتْ سهامَ عيونِها
لتُصيبَ ماءَ النَّهرِ
تدخلُهُ
وتَطرَحُ ثوبَها

(من نص/ مآل العشب أو سونيتة للنهر)


*مصر: