كورونا رواية في قطاع غزة
تاريخ النشر : 2020-07-16 23:39

ناهـض زقـوت:

أهدتنا الكاتبة ايمان الناطور روايتها الجديدة "هي وكورونا" الصادرة عن دار الكلمة للنشر في قطاع غزة 2020، تقع الرواية في 253 صفحة من القطع المتوسط.
لقد قرأت هذه الرواية وهي ما زالت مخطوطة، وقام بناؤها السردي على خطين متوازيين: خط يناقش قضية اجتماعية تتلخص في شخصية "حياة" وهي أم تنفصل عن أطفالها نتيجة الطلاق بينها وبين زوجها، وتقرر المحكمة لها مشاهدة أطفالها، ولكن زوجها يحاول أن يمنعها بكل الطرق والوسائل من مشاهدة أبنائها أو الالتقاء بهم. والخط الثاني يطرح موضوع الساعة وهو جائحة كورونا، وتربط الكاتبة بين الخطين بعد اصابتها بالمرض دون أن تدري اثناء زيارتها للصين وعودتها إلى بلدها، وخلال التقائها مع أطفالها في مركز الشرطة تظهر عليها أعراض المرض بقوة، فيمنعها الشرطي من الاقتراب من أطفالها، ويتم نقلها إلى المستشفى، وهنا تبدأ معاناتها مع المرض وحرمانها من أطفالها، وكانت تقاوم بكل قوة لكي تشفى لتعود إلى أطفالها. واستغلت فترة وجودها في المستشفى لتكب مشاهداتها ويومياتها وذكرياتها.
وكانت رسالة الكاتبة بعد أن عانقت الموت: "أريد أن أخبركم بالسر الذي جعلني أفتح عيني من جديد بعد أن عانقت الموت .. والذي جعل النبض يعود إلى قلبي بعد أن توقف .. انه التمسك بالأمل. فلتعلموا أن لا حياة بلا أمل .. وبأني هزمت الموت فقط بقوة الإيمان والأمل .. إيماني بنفسي .. وإيماني بحلمي .. وإيماني بقوة الحياة.
يجب أن نؤمن بأنفسنا .. بأننا قادرون على تجاوز أي شيء، وأن لا شيء قادر على هزيمة ارادة الانسان، وأن الحياة في النهاية هي التي ستنتصر مهما بلغت الصعوبات. يجب أن تؤمنوا بأحلامكم، أن تتمسكوا بها جيدا، وأن تتمسكوا بالأمل، وتستمروا بالتمسك حتى آخر نفس".
تلك هي رسالة الكاتبة "التمسك بالأمل، والإيمان بقوة الحياة"، وقد توزع السرد الروائي على 12 فصلا، وكل فصل حمل عنوانا يعبر عن المضمون السردي كالتالي: ووهان، صغيرتي قمر، نادر، كورونا، شمس، الكلب بوبي والقطة صوفيا، العم جبريل، بلية، سارة، ملاك، أحمد، حياة.
ومن الجدير ذكره أن الكاتبة ايمان عبد الكريم الناطور من مواليد مخيم الشاطئ في مدينة غزة عام 1983، هاجرت عائلتها من قرية يبنا عام 1948 واستقرت في قطاع غزة، تلقت دراستها الابتدائية والاعدادية في مدارس المخيم، والثانوية في مدرسة رامز فاخرة، ودرست لغة انجليزية في جامعة القدس المفتوحة بغزة. تلقت عدة دورات في الصحافة والاعلام، وفي مجال القصة الصحفية والقصة القصيرة وتقنياتها، ومهارات التدريب، والتنمية البشرية. بالإضافة إلى عملها في المجال الصحفي والاعلامي فهي ناشطة مجتمعية في مجال حقوق الانسان، ومدربة في نقابة المدربين الفلسطينيين (خبراء التطوير). تكتب الرواية والقصة القصيرة، وهي عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين. وقد صدر لها أربع روايات وهي: ياسمين (2001)، وثمن دموعي (2003)، واقترب موسم الحصاد (2013)، وفلسطين كنعان (2020).