زوارقُ الحنينِ مؤجلة
تاريخ النشر : 2020-05-12 03:32

مرام عطية:

كلَّ صباحٍ أفتحُ دفاترَ شغفي القشيبةَ

فأرى كناركَ العاشقَ يسرقني منِّي

يسبقُ الشمسَ إلى شرفتي

يهندسُ الأفقَ بقبلةٍ

يكحِّلُ تارةً أشجارَ الصنوبرِ والرمانِ

وتارةً يعزفُ على مسامعِ الكونِ سمفونيةَ القرنفلِ والنعناعِ

وأراني نحلةً ترشفُ رحيقَ سوسنكَ

تغزلُ من نوركَ قميصَ الأمنياتِ

أبني عرزالاً بلورياً من فسيفساءِالخيالِ

أعجنُ كعكَ اللقاءِ

أشربُ بنَ طيفكَ وأعدُّ أطباقَ الأجوبةِ

لأسئلتكَ الطفوليةِ

دموعي الصامتةُ تهمسُ لكناركَ

بين شرفتي وعينيكَ عرباتُ زهرٍ

و سواقي عتابٍ

وبين وجعي و غيابكَ

جزرُ وعدٍ عطشى وزوارقُ حنينٍ مؤجلةٌ

*

لا تعجبْ ياكناري المسافر

كيف تعصرُ كرومُ التينِ سكرها

وتسقيني أكوابَ الرضى

أو كيفَ تتأوَّجُ أمواجي غرةَ الغيمِ

وتأرِّجُ جبينَ النهارات ؟!

إنَّها لغةُ الحبِّ و شوقِ الفجرِ للحياةِ

*

يامطري الربيعيُّ انهملْ دفئاً

لاتصدِّقٍ خرافةَ الخريفِ

أو أوهامَ الرياحِ

مشِّطِ النأيَ بأوتاركَ

واعقدْ على خصرِ الغدِ شرائطَ الفرحِ

سرِّحْ غزلانكَ بين غيدِ الذكرياتِ

و إن غارَ الإجاصُ من حبِّكَ

وعقدَ حاجبيه الجلنارُ

فالوجودُ يفنى و الخلودُ للغناءِ