مقتل العشرات من الجيش التركي في ريف إدلب السورية...الأمم المتحدة تدعو إلى وقف إطلاق النار في سوريا
تاريخ النشر : 2020-02-28 07:57

وكالات - " ريال ميديا ":

حذّر المتحدث باسم الأمم المتحدة من أنّ خطر التصعيد "يزداد كلّ ساعة" في شمال غرب سوريا إذا لم يتمّ اتّخاذ إجراءات عاجلة، وذلك بعد مقتل ما لا يقلّ عن 33 جندياً تركياً أمس الخميس في غارات على إدلب نسبتها أنقرة إلى النظام السوري.

وقال المتحدّث ستيفان دوجاريك في بيان إنّ "الأمين العام (أنطونيو غوتيريس) يجدّد دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار ويعبّر عن قلق خاصّ إزاء خطر المواجهات العسكريّة المتصاعدة على المدنيّين" في محافظة إدلب.

وأضاف ان خطر حصول "تصعيدٍ أكبر يزداد كلّ ساعة" إذا لم يتمّ اتّخاذ إجراءات سريعاً.

قُتل 33 جندياً تركياً على الأقل أمس في غارات جوية في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا نسبتها أنقرة الى دمشق، فيما ردّت تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي مساء أمس نفسه مستهدفةً مواقع للنظام السوري.

وندّد الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ بـ"الغارات الجوية العشوائية للنظام السوري وحليفه الروسي" في إدلب، داعياً إلى "خفض التصعيد".

وقال متحدث باسم الحلف إن ستولتنبرغ تحادث مع وزير الخارجية التركي مولود تشاويش اوغلو ودعا دمشق وموسكو إلى "وقف هجومهما". كما "حض جميع الأطراف على خفض التصعيد (...) وتجنب زيادة تفاقم الوضع الإنساني المروع في المنطقة".

وطالبت الولايات المتحدة النظام السوري وحليفته روسيا بإنهاء "هجومهما الشنيع" في محافظة إدلب.

وقال متحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان "نحن ندعم تركيا حليفتنا في حلف شمال الأطلسي، ونواصل الدعوة إلى وقف فوري لهذا الهجوم الشنيع لنظام الأسد وروسيا والقوات المدعومة من إيران"، وأضاف "نحن ندرس أفضل الطرق لمساعدة تركيا في هذه الأزمة".

وأدّت عمليّات القصف الدمويّة إلى ارتفاع عدد الجنود الأتراك الذين قُتلوا في إدلب في فبراير (شباط) إلى 49 على الأقلّ، وهي تهدّد أيضا بتوسيع الفجوة بين أنقرة وموسكو التي تُعتبر الداعم الرئيسي للنظام السوري.

وانتهت الخميس في أنقرة جولة جديدة من المحادثات بين الروس والأتراك تهدف إلى إيجاد حل للأزمة في إدلب، من دون الإعلان عن أي نتيجة. تزامناً استعادت الفصائل المقاتلة على رأسها هيئة "تحرير الشام" السيطرة الخميس على مدينة سراقب ذات الموقع الاستراتيجي في شمال غرب سوريا، بعد ثلاثة أسابيع من سيطرة قوات النظام عليها، في تراجع ميداني يعد الأبرز لدمشق منذ بدء تصعيدها في المنطقة.

وبرغم الهجوم المضاد، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باستعادة النظام 20 بلدة وقرية في المحافظة.

وقتل 7 مدنيين، بينهم 3 أطفال، في قصف سوري وروسي على المحافظة، بحسب المصدر نفسه.

ومنذ ديسمبر (كانون الأول)، قتل أكثر من 400 مدني في الهجوم الذي يشنه النظام، بحسب المرصد، فيما نزح ما يقدّر ب948 ألف شخص، نحو نصف مليون من بينهم من الأطفال، بحسب الأمم المتحدة.

والخميس، طالب الأعضاء الغربيون في مجلس الأمن الدولي ب"وقف لإطلاق النار لأسباب إنسانية" في إدلب، ولكن من دون أن يجدوا أذناً صاغية من جانب روسيا.

ودخلت الجماعات المسلحة صباحاً إلى مدينة سراقب في شرق إدلب، بحسب مراسل فرانس برس. وانتشر المقاتلون بأعداد كبيرة في شوارع المدينة المدمرة والخالية تماماً من سكانها.

وتقع سراقب التي كان النظام سيطر عليها في 8 فبراير (شباط) عند تقاطع طريقين سريعين تريد دمشق السيطرة عليهما لتعزيز السيطرة في شمال البلاد.

ولكن باستعادتها، تكون الفصائل المسلحة قطعت الطريق السريع "ام-5" الذي يربط العاصمة دمشق بمدينة حلب.

وبينما كانت تتواصل في أنقرة الخميس مباحثات حول سوريا بين عسكريين ودبلوماسيين روس وأتراك، اتهمت موسكو تركيا بانتهاك اتفاق سوتشي عبر تقديمها دعماً عسكرياً للفصائل المسلحة.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية انه "في انتهاك لاتفاق سوتشي في منطقة خفض التصعيد في إدلب، يواصل الجانب التركي دعم الجماعات المسلحة غير الشرعية بنيران المدفعية"، مشيرة إلى استخدامه الطائرات المسيرة.

وكان إردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين توصلا في 2018 إلى اتفاق يرسي "منطقة منزوعة السلاح" في إدلب لتفصل بين مواقع النظام ومواقع الفصائل المعارضة له.

وفي الأمم المتحدة، لا يزال انعدام الاتفاق سيّد الموقف بين الدول الغربية وروسيا.

وكانت ذكرت مصادر ميدانية إن العشرات من الجنود الأتراك قتلوا في غارة استهدفت رتلاً عسكرياً في منطقة بليون قرب مدينة إحسم، في ريف إدلب، الخميس.

وأكدت المصادر أن سيارات الإسعاف نقلت المصابين إلى مستشفيات الريحانية التركية ومدينة أنطاكيا قرب الحدود السورية، حسب ما نقل موقع قناة "الحرة".

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن "الغارات الجوية الخميس، على المنطقة الواقعة بين البارة وبليون، أسفرت عن مقتل 34 من القوات التركية على الأقل، وسط معلومات عن سقوط قتلى آخرين".

وكان المرصد وثق تقدماً جديداً للجيش السوري، مساء الخميس، بالسيطرة على الحلوبة وقوفقين في جبل الزاوية، والزقوم في سهل الغاب، في ريف حماة الشمالي الغربي، ليكون على بعد 17 كيلومتراً عن مدينة جسر الشغور. 

ودفعت التطورات حسب وسائل إعلام تركية، الرئيس رجب طيب أردوغان، للدعوة إلى اجتماع أمني طارئ ترأسه، وخُصص للنظر في التطورات الميدانية في إدلب، وفق مصادر أمنية تركية.