سهراب سبهري ومنطق طيور الأبد السري
تاريخ النشر : 2020-01-18 17:42

أكرم أبو سمرا :

سهراب سبهري أحد الشعراء والرسامين الإيرانيين المعروفين في إيران. آخى سهراب الطبيعة .. حلق بين اللامكان واللانهائي .. هو كليم الأشجار ونديم الأزهار, وشقيق التراب . ولد في مدينة قم ... وفي أواخر عمره حاور السرطان الذي جعل جسده وليمة ..أما اسمه فيعني في الفارسية :الرونق والصفاء المشوب بالحمرة، واللطافة، والعزة. يستخدم للذكور والإناث.
الميلاد: 7 أكتوبر 1928، كاشان، إيران
الوفاة: 21 أبريل 1980، طهران، إيران.
ومن قصيدة : (واحه در یک لحظه) ( واحة في لحظة )
في ديوان وقع أقدام الماء
مسلمٌ أنا
قبلتي، جوريٌّ أحمر
عين الماء موضع صلاتي
أتوضأ بنبضات قلب النوافذ
أسجد على النور
والسهل سجادتي
في صلاتي.. يشع ضياء القمر، ويسري من خلفها
طيف لصخرة مرئية
من أهل كاشان أنا
أحوالي ليست سيِّئةً‏
عندي كسرةُ خبزٍ , بعضُ ذكاءٍ . و مقدارُ رأسِ ابرةٍ ذوق‏
لي أمٌّ أفضلُ من ورَقةِ شجرةٍ‏
و أصدقاءُ أفضلُ من الماء الجاري
ورب في هذا الجوار
بين ورود القرنفل، عند الصنوبر الباسق
أسمى من قانون الماء إبن كاشان أنا، لكن
كاشان ليست مدينتي ضاعت مدينتي
أنا الذي بنى منزلا في الطرف الآخر من الليل
بتعب وعناء

ومن قصيدة دنج في ديوان لون الموت
ومن قصيدة : الخط أيضا أبيض
يا حسرة على بياض الورقة،
يجب أن يغلق الكتاب
وننهض
للمشي على الأقدام كل الوقت
والنظر إلى الزهور
والاستماع إلى الغموض
والجري حتى العمق
والفناء في رائحة التراب
يجب الوصول إلى ملتقى الشجرة
يجب الوصول إلى الله
يجب الجلوس قرب الانبساط
في مكان بين العبث والكشف

ومن مرگ رنگ أي ( لون الموت )
قصيدة بعنوان : رو به غروب (نحو الغروب ) أول دواوين الشاعر وكان بعمر 23 عاما
الأغصان ذابلة

والأحجار متعبة

يئن النهر

تنعق البومة

و الحزن تعلق بلون الغروب

ثم تقطر من شفتي

قصة باردة:

إن قلبي متعب

في هذا الغروب الضيق

ومن قصيدة : قرب البعيد

عندما عدتُ
كانت السيدة في طريقي
بجسد مصاب بجروح دائمة،
العلبة المعدنية الفارغة
تجرح حنجرة جدول الماء

ومن ديوان المسافر
في هذه اللحظة

فلو بكيت

فبكائي بلا جدوى

ولو ضحكت

فضحكي سدى
وللحق نقول بأن أبا العلاء المعري تفوق كثيرا على سهراب ومن تسهرب أو تكهرب في قصيدته ( غير مجد في ملتي واعتقادي )