آخر الشّهداء..
تاريخ النشر : 2020-01-07 22:34

صباح عيسى :

يتأبّطون الشّر
كإعصارٍ.. يدخلون.
خلف البوّاباتِ
حريق
الجداولُ في جَزرِها
عليلةُ الماء.
وأنتَ في قعركَ
سيزيفُ
تتعاظمُ صخرتكَ
من لهاثٍ
تنثرُ حولَ حوافِ الغيمِ
بضعَ نجومٍ
تلوّن بإصبعك الخشبيّ
تضاريسها الممتدّة،،
في حقولِ السّماء.
توقدُ كلّ ليلةٍ
حزمةَ الأمنيات
والصّبحُ المتعبُ
يتوقُ لهروبٍ
من قيدكَ المترامي
أتونَ الخَواء.

قُتلَ
جميعُ من في القصرِ
لا نجاةَ الآن
في البحثِ عمّا تريد
هل حقاً.. تريد
لا شيء ستعرفُ
عن البحرِ
إن سرقوا متاعكَ
وبحيلةٍ خرساءَ
جرّدوكَ من شراعِكَ.
مراكبُكَ من ورق
تصارعُ أوهامكَ
ضعفكَ
رغباتكَ
أفكاركَ السّوداءُ
والبيضاء.
لن تحميكَ
القلوبُ الصّماء
ولا حتّى
ممالكُ الحجر.

أشلاءُ المحاولاتِ
وأحلامُ الغرقى
سيّان ..
من يستطيعُ الحصول
على الكنزِ
أكثرَ منَ الّلص
خلفَ آلافِ الحُجبِ
يلاحقُ ..ظلَّ.. ظِلِّك.

تبدأ الأوركيسترا
بإشارةٍ
من آخرِ أصابعكَ
تنزفُ المفاتيحُ
الزّيتَ المقدّس
تحتَ الضّلع الأيسرِ
لجميعِ القتلى
يصفعُكَ..
تسقطُ فوقَهم
تهزمُ ببطءٍ شاحبٍ
يختفي دمُكَ
والحبُّ
آخرُ الشهداء..

كرعشةِ النُّورِ
في قلب صوفيٍّ هائم
كشهقةِ المولودِ
في رحمٍ عاقر.
كانبلاجِ الحقّ
من عينِ المغيبِ
قُمْ.
قُمْ ..حطّم كذبتَهم
ما عادت
عقاربُ الرّوحِ
صخرةٌ ..
وبُكاء.