قيمة أرامكو تقترب من عتبة تريليوني دولار مع ارتفاع سعر سهمها
تاريخ النشر : 2019-12-12 22:08

 الرياض - وكالات - " ريال ميديا ":

ارتفع سعر سهم أرامكو في نهاية اليوم الثاني من التداول في السوق المالية المحلية الخميس، لتقترب بذلك القيمة السوقية للشركة من عتبة تريليوني دولار التي كان يسعى إليها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وازدادت قيمة السهم بنسبة 10 بالمئة بعيد افتتاح السوق، وهي النسبة الأقصى المسموح بها، ليصل سعره إلى 38,72 ريال سعودي (10,3 دولار) من 35,2 ريال سعودي (9,4 دولار) وهو السعر الذي بلغه بنهاية تعاملات اليوم الأول، قبل أن يتراجع قليلا.

ومع نهاية التداول، أغلق السوق على ارتفاع بنسبة 4,3 بالمئة في سعر سهم أرامكو مقارنة باليوم الاول، فوصل إلى 36,7 ريال سعودي (9,79 دولار)، ما رفع قيمة الشركة من 1,88 تريليون دولار إلى 1,96 تريليون دولار.

دخلت أرامكو الأربعاء سوق البورصة مع بدء تداول أسهمها محليا بسعر قياسي، وأصبحت مجموعة النفط السعودية العملاقة في يوم التداول التاريخي الأول أكبر شركة مدرجة في سوق مالية على مستوى العالم.

وبلغ سعر السهم بعد ثوان من بدء تداوله وحتى إغلاق السوق الأربعاء 35,2 ريالا سعوديا (9,4 دولار) بزيادة 3,2 ريال (0,85 دولار) عن السعر المحدّد مسبقا وهو 32 ريالا.

ويكون سهم أرامكو قد ارتفع بنسبة 14,7 بالمئة في أول يومين من تداوله.

لكن مؤسسة "كابيتال ايكونوميكس" المالية الاستشارية اعتبرت أن الارتفاع "قد لا يستمر وسط تقارير عن ضغوط على المستثمرين المحليين والعائلات الثرية لشراء الأسهم (...) بهدف تفادي عدم تحقيق قفزة في بداية التعاملات".

وبدأ تداول أسهم أرامكو في السوق بعدما استكملت أكبر اكتتاب عام في التاريخ، قامت فيه الشركة ببيع 1,5 بالمئة من أسهمها بقيمة 25,6 مليار دولار. وطرحت في وقت لاحق بيع نحو 0,25 بالمئة إضافية ما قد يرفع قيمة عملية البيع إلى 29,44 مليار دولار.

 دعم السوق المالية 

وتجاوز الاكتتاب العام لأرامكو مبلغ 25 مليار دولار الذي سجلته مجموعة علي بابا الصينية في 2014 لدى دخولها إلى بورصة وول ستريت.

والاكتتاب العام لجزء من أسهم أرامكو هو حجر الزاوية في برنامج الإصلاح الاقتصادي لولي العهد الأمير محمد بن سلمان المسمّى "رؤية 2030".

ويسعى المسؤولون السعوديون إلى استقطاب عشرات مليارات الدولارات لتمويل مشاريع ضخمة ضمن هذا البرنامج الطموح الذي يهدف إلى تنويع الاقتصاد ووقف ارتهان المملكة التاريخي للنفط.

وتأجّلت عملية الطرح مرات عديدة بسبب إصرار ولي العهد على تقييم الشركة بتريليوني دولار. ويبلغ رأسمال أرامكو ستين مليار ريال سعودي (16 مليار دولار) مقسّمة على مئتي مليار سهم. وباعت أرامكو ثلاثة مليارات سهم في البداية وهي نسبة 1,5 بالمئة، ثم طرحت بيع 450 مليونا إضافية أي نحو 0,25 بالمئة.

ويعزّز اكتتاب أرامكو موقع السوق المالية السعودية المحلية "تداول"، التي أصبحت من بين أكبر عشر أسواق عالمية. وكان من المتوقع أن تبيع أرامكو 5 بالمئة من أسهمها في السوق المالية المحلية وبورصة أجنبية لم تتحدّد، لكنّها أعلنت مؤخّرا أن خطط الطرح خارج السعودية مؤجّلة وقلّصت الأسهم المطروحة للبيع.

وحاولت السلطات تحفيز السوق المحلية على الاكتتاب في الشركة قبل عملية الطرح، وذلك عبر دعوة العائلات الثرية إلى شراء حصص، بينما روّجت وسائل إعلام محلية لعملية الشراء على أنّها عمل وطني.

حتى أن الحكومة قامت بضخ أموال هائلة في عملية الاكتتاب العام عبر شراء 13,2 بالمئة من اجمالي الأسهم المخصّصة للمؤسسات بقيمة 2,3 مليار دولار، على الرغم من أنّ الهدف من عملية البيع هو تحصيل أموال إضافية لصالح تمويل المشاريع الكبرى.

وينظر إلى أرامكو على أنّها الدعامة الرئيسية لاقتصاد المملكة ولاستقرارها الاجتماعي. وحقّقت العام الماضي أرباحا صافية بلغت 111 مليار دولار، لتتفوق على أكبر خمس شركات نفطية عالمية، وبلغت عائداتها 356 مليار دولار.