بسمة للثقافة والفنون تعرض فيلم " الحالة تعبانة"
تاريخ النشر : 2019-11-24 00:23

غزة – " ريال ميديا ":

"الحالة تعبانة “هكذا كان إسم الفيلم الذي تناسقت مناقشات الحضور مع موضوعه أثناء عرضه في مركز العائلة بمخيم البريج بحضور ما يقارب 62 شخصاً ، والذي يناقش الظلم الإجتماعي الواقع على المرأة الفلسطينية نتيجة الوضع الإقتصادي السئ بتجسيد قصص بعض الفتيات اللواتي وقعن ضحية ذلك الوضع ويشكلن نموذجاً للعديد من القصص الصامتة والمدفونة في مجتمعنا.

فمشاركات الحضور التي عكست تفاعلهم مع القضية وتجاوبهم من خلال سردهم لآرائهم وبعض النماذج الحية القريبة منهم أثرت النقاش و جعلت التفاعل إيجابي بين مناقش الجلسة أ. عبد الرحمن وشاح والحضور الذين تحدثوا في العديد من العوامل التي كانت نتاج " الحالة التعبانة" والتي في معظمها جعلت النساء ضحية هذا الوضع ومن يدفع تلك الفاتورة ، فعبّر الحضور أن المرأة في معظم الحالات تكون هي الضحية والجناح المكسور كونها أقل سلطة وأضعف قراراً فالفيلم يجسد ذلك بشكل واضح فمنهن من تخلت عن تعليمها ، ومنهن من فرض عليها تمويه الواقع بأنها مخطوبة وحرمت من حقها في الزواج وتكوين الأسرة والعديد منهن يقبلن بوظائف أقل من مستواهن التعليمي فقط لتكون عنصر مساهم في الأسرة ولتغطية المصروفات البيتية وتكاليف الإعالة.

وأجمع الحضور على رفض التعسف والظلم الإجتماعي الواقع على المرأة في المجتمع والذي يحرمها من تقرير مصيرها والتي تجسدت في قول الفتاة " أمي إنكسر ظهرها على الماكينة وهلا أجى دوري" والتي تشير إلى أن بعض المهن أصبحت متوارثة على الفتيات ولا يحق لهن إبداء رأيهن في رغبتهن أو عدم رغبتهن ممارسة تلك المهنة والذي إعتبره أحد الحضور أنه نوع من العنف المبني على النوع الاجتماعي.

 

في حين رأى بعضهم أن الفيلم يجسد النزعة الذكورية السلطوية ضد المرأة، فالإعلان عن وظائف تخص النساء فقط هو إستخدام للمرأة وإعتبراها كسلعة وإستغلال لطبيعتها الأنثوية الناعمة وهذا مرفوض بالمطلق ، في حين أن تداعياته السلبية خطيرة مستقبلاً من حيث تنامي نسب البطالة في صفوف الشباب وقلب موازين القواعد الإجتماعية.

 إلا أن أحد الحضور رأى  أن الفيلم يحمل قيماً ونظرة إيجابية في كونها تتحدى الواقع وتُصِر على كونها السند للأب والزوج والإبن ، لتخالفه الرأي إحدى الحضور بقولها "أن الأنثى غير ملزمة بالتنازل عن مسيرتها التعليمية و الزوجية من أجل توفير بعض المصروفات للبيت والذي بدوره يقلل من فرص إختيارتها في الحياة، فبعد فترة زمنية معينة تختلف الفرص المقدمة للمرأة بناءً على عمرها ووضعها وهو ما تجسد في مديرة العمل المتزوجة من رجل كبير بالسن وبالتالي نرجع لنفس النقطة أن المرأة هي الضحية الأولى والأخيرة.

وختاماً أوصى الحضور بضرورة إدراج الشباب في خطط ومشروعات التنمية وتوظيف كلا الجنسين بناءً على أسس العدالة والكفاءة ، وضرورة تكثيف تلك العروض لرفع الوعي تجاه حقوق المرأة وتوفير حياة كريمة لها.

يأتي هذا النشاط من خلال مشروع "يلاّ نشوف فيلم!" مشروع شراكة ثقافية -مجتمعية تنفذه مؤسسة "شاشات سينما المرأة" بالشراكة مع "جمعية الخريجات الجامعيات" وجمعية "عباد الشمس لحماية الإنسان والبيئة" بدعم رئيسي من الاتحاد الأوروبي ودعم مساند من CFD السويسرية وصندوق المرأة العالمي.