ايران تقول انها احبطت "حربا عالمية" ضدها
تاريخ النشر : 2019-11-22 22:31

طهران - وكالات - " ريال ميديا ":

قالت ميليشيا الباسيج الإيرانية إن الاضطرابات الناجمة عن ارتفاع أسعار الوقود ترقى إلى "حرب عالمية" ضد طهران تم إحباطها، وحملت مسؤوليتها لواشنطن والرياض وإسرائيل.

اندلعت الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد التي فرضت عليها عقوبات في 15 تشرين الثاني/نوفمبر، بعد أن ارتفع سعر البنزين بنسبة تصل إلى 200 في المئة.

واكدت السلطات توقيف بعض قادة الاحتجاجات التي تخللها مهاجمة مراكز الشرطة، واحراق محطات للوقود وتعرض بعض المتاجر للنهب.

وقال اللواء سالار أبنوش، نائب رئيس ميليشيا الباسيج "لقد نشبت حرب عالمية ضد النظام والثورة ولحسن الحظ مات الطفل لحظة ولادته".

ونقلت وكالة الأنباء (إسنا) شبه الرسمية الخميس عن أبنوش قوله إن الاستجوابات كشفت أن "تحالف الشر" المكون من "الصهاينة وأميركا والسعودية" كان وراء "الفتنة".

من حهته، قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان انه يشعر بالقلق ازاء تقارير تفيد بأن الذخيرة الحية التي تستخدمها قوات الأمن لقمع الاضطرابات تسببت في "عدد كبير من القتلى".

وأكد المسؤولون مقتل خمسة أشخاص، بينما قالت منظمة العفو الدولية إنه يعتقد أن أكثر من 100 متظاهر قتلوا وأن عدد القتلى الحقيقي قد يصل إلى 200.

بدوره، قال الحرس الثوري إنه خلال الاضطرابات، "وقعت حوادث ... بسبب ارتفاع أسعار البنزين في أقل من 100 مدينة".

واكد ان "الحوادث انتهت في أقل من 24 ساعة وفي بعض المدن خلال 72 ساعة" نتيجة "وعي القوات المسلحة واتخاذ الإجراءات في الوقت المناسب".

- عودة الإنترنت جزئيا؟

ما زال الإنترنت محجوبا بشكل عام في إيران الجمعة لليوم السادس على التوالي، رغم اعلان مسؤولين ووكالات انباء إن انقطاع الشبكة بدأ يتراجع تدريجيا.

وقال وزير الاتصالات لوكالة اسنا أن الاتصال قد عاد في بعض المحافظات لكنه لم يحدد موعدا للتغطية الكاملة.

واوضح محمد جواد آذري جهرومي "سيتم إعادة ربط أماكن أخرى" بناءً على أوامر من المجلس الأعلى للأمن القومي مضيفا أن الوزارة لا تزال تجري تقييما للأضرار.

واشارت الوكالة الى عودة الانترتت الى الهاتف الثابت بشكل جزئي في عدد من المحافظات وفي بعض الجامعات في طهران اعتبارا من الخميس، في حين أن بيانات الهاتف المحمول بإمكانها الوصول إلى المواقع المحلية فقط.

وأظهر موقع "نتبلوكس"، الذي يراقب عمليات إغلاق الشبكات، أن نسبة التشغيل الفعلي لشبكة الانترنت في إيران بلغت 14 في المئة فقط منتصف الجمعة.

وقال أبنوش إن قطع الإنترنت ساعد في "تعطيل الخطط المعقدة" من قبل أعداء إيران.

من جهته، دعا المتحدث باسم مجلس الخبراء السلطات إلى إبقاء "الشبكات الأجنبية" محجوبة بعد إعادة الاتصال، قائلاً إنهم "يعلمون الناس الشغب وارتكاب جرائم".

وقال آية الله أحمد خاتمي في خطبة صلاة الجمعة التي نقلها التلفزيون الحكومي "إذا كنتم ستعيدون العمل بها، أطلب منكم عدم فتحها بشكل كامل".

والمجلس منتخب من رجال دين تم اختيارهم بدقة ويشرف على عمل المرشد الأعلى ولديه سلطة عزله.

وقال سفير ايران لدى المملكة المتحدة حيد بعيدي نجاد إن طهران قدمت شكوى إلى السلطات البريطانية بشأن "سلوك شبكات (معادية) ناطقة بالفارسية مثل بي بي سي فارسي وإيران إنترناشونال ومانوتو" ومقرها لندن.

وكتب على توتير ان تقاريرهم كانت "تشويها متحيزا للأحداث الأخيرة في إيران والدعوة إلى انتشار العنف ضد المؤسسات المدنية الإيرانية".

-"قائد الشر"-

اتهم خاتمي القوى الأجنبية بإذكاء الاضطرابات وخص الولايات المتحدة "كقائدة للأشرار".

وقال إن الولايات المتحدة "اعترفت بذلك، وللأسف سارت فرنسا وألمانيا بركابها".

وتابع خاتمي إن "النظام الأسود للسعودية ... ساعد أيضًا بالمال وبتوفير تغطية إعلامية"، وحض الشعب السعودي على "النهوض" والا يكون من "أتباع" الولايات المتحدة وإسرائيل.

والخميس، اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران بقطع الإنترنت للتستر على "الموت والمأساة".

وقال "لقد أصبحت إيران غير مستقرة إلى درجة أن النظام قد أغلق نظام الإنترنت بشكل كامل حتى لا يتمكن الشعب الإيراني العظيم من الحديث عن العنف الهائل الذي يحدث داخل البلاد".

بدوره، تعهد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو "الكشف عن مرتكبي الانتهاكات ومعاقبتهم".

وحض الإيرانيين على إرسال "مقاطع فيديو وصور ومعلومات توثق قمع النظام".

كما حض الاتحاد الأوروبي إيران على إظهار "أقصى درجات ضبط النفس" في التعامل مع الاحتجاجات. وردت طهران متهمة الاتحاد الأوروبي بالتدخل وطلبت منه "توضيح سبب عدم وفائه بوعوده" للمساعدة في تجاوز العقوبات الأميركية التي دفعت الاقتصاد الإيراني إلى الركود.