عندما تَجرُؤ على الحلم !
تاريخ النشر : 2019-07-22 21:23

فوزية اوزدمير *:

من يقول : إنّني لا أستطيعُ ركوب قوس قزح ؟
أنا الآن أحدقُ في عشرين دقيقةً بتوقيتِ القمر ، مُقتطفةً من حريتي .. !
هل أنا حرةٌ ؟
أغنيةٌ مجهولةٌ تغرقُ في الجدران ، جلستُ وحريتي صامتتين في مواجهةِ جدارٍ أسمنتي ، كان منذ زمنٍ بعيدٍ باباً آخر لحياةٍ أخرى ..
الجميعُ يصطفُ عند الجميع ، كثيرون على تخومِ الحدود في منتصفِ الهجيرة أو في هزيعِ ليلٍ آيلٍ للرحيل ، أفعالُ اللحظةِ المرتبكة 
يدورُ القمرُ ، وتدورُ الشمس ، وتقفُ الأرضُ وقت الفراغ ، حول كوكب الأبدية بحجمهِ وثقله تشدُّ خيوطَ العنكبوت ، ونحن في طريقنا إلى البيت ، تستنفرُ الأرضُ أذنيها ، ما تحت الأرض يسمعنا عبرَ خطوط العشب المنسية 
في نهاراتٍ شربَ الندى جدباً وقد لظَّ الظما ، قبالة مياه قاتمة ، نصف مكتملة ، للخشبِ اللون الفاتح نفسه ، للونِ البشرةِ التي تستحم ، لكي يمضي أخيراً في سماء الليل 
يشعلُ مصباحه يدفن الآهات ، كمثلِ قرادةٍ فوق القضبان ، تهتزُ ، تجمدُ ، ثمّ تكشرُ عن أنيابها 
اقرؤوا بين السطور ، فسروا معاني الكلمات ، سنلتقي بعد سنين ، عندما ستصبحَ أجهزةُ التنصتِ في الجدرانِ نسياً منسيا ، وتخلدُ أخيراً إلى النوم ، وتتحجر ، 
بينما يتمَ تقاسمُ ..
السماء والظلال ، وذرات الترابِ والرمل ، والأحلام المنسيّة في عنقِ قارورةِ عطرِ امرأةٍ نسيتْ أن تتكحلَ وتحدّد شفتيها بقلمِ روجٍ أحمر 
أحدقُ في فراغٍ أوسع من بلدٍ وأقوى من خوفٍ وأعتى من عاصفةٍ هوجاء ، وأسرعَ من رسالةٍ إخباريةٍ على هاتفي المحمول ، تؤكد أنّ الحلم سيتحقق !
أفتشُ في سّرِ الخلق ؟
أحياناً كانت حياتي تفتحُ عينيها في الظلماتِ ، فضاءاتِ الدماغ البشري اللانهائية ، وكأنها اختزلتْ في حجمِ قبضةٍ ، العيون في الظلامِ تصبحُ أوسع ..
يمكن أن تتبع طريقها في عتمةِ الليل بين أشجار الزيتون 
ظلّت روحي مشدودةً في مملكةِ الخوفِ .. حضورً لله .. وهذا الذي يلتقطُُ إشارات حياة كاملة ببعضِ ألحانٍ شبه عادية ووترية خماسية يفتحُ باباً مغلقاً 
يا ااااااااااالله ..
هل يجعل نهراً يتدفق في ثقبِ إبرةٍ ؟
ثمّة أشياء علينا أحياناً أن نثقُ بها لكي نتمكن من أن نعيشَ حياتنا اليوميّة التي تبدو للحظةٍ آيلةٍ للسقوط ، ولكن دون أن نغوصَ في ترابِ الأرض 
عندما كنت أرى حشوداً مضطربة ، تمرُّ في الشوارعِ الخلفيةِ بحثاً عن معجزةٍ ، كنتُ أقّفُ لا مرئياً ..
إلى أن يقذفَ الله الصباح خيوط ضوء في الأقفالِ السبعةِ ، وتنفتح أبواب الظلمات إلى النور 
أتجولُ ثانيةً بين عتمات روحي التي يعيش فيها الله ، أجلسُ هنيهةً على أرصفةِ فصيّ الأيمن والأيسر ،حيث يتفاوض النسيان والذاكرة على معابر الحياة في هوةِ الفراغات ، أخلعُ نعليّ وكأني بالوادي المقدسِ طوى .. خرساء ، متحجرة ، أشبه بتمثال سومري من ذاك الزمان 
أجدني بلا غاية أبتسم وأنتظر .. كانت إشعاعات الخارج تتكسر فيه أقواس قزح .. حدث شيءٌ ما ؟
أن يفتحَ الجدارُ الغائبُ ويرنَ صوتُ جدتي كقافيةٍ في قصيدةٍ ، تتجاوزُ الغناء الخفيف ، وتمسُ هشاشةَ الموسيقى حين تتبعُ الوتر ، نزدحمُ أمام البيانو ونعزفُ بأربع أيدٍ المقام السادس ، مشهدٌ سخيفٌ إلى حدٍ ما ..أهمسُ سراً .. للفرحِ والعذابِ الوزن نفسه تماماً في تحولاتِ الذين يشترون البشر ويبيعونهم
الحياةُ بوصفها حكايةٌ كبيرةٌ ، أتمنى ألّا يكبر الحلم .. قبل أن أصبحَ عبداً سأدفنُ في قبري .