أجراسُ الميلادِ..
تاريخ النشر : 2018-12-27 21:01
مرام عطية:
تعالَ أيُّها السَّحابُ العتيدُ ، نرسمْ (هللوليا ) على وجنةِ الشَّمسِ، ونرتِّلْ لطفلِ المجدِ بخشوعٍ ، أقبلْ نخيلاً نطوِ سنينَ القحطِ الطويلةِ، ونقرعْ أجراسَ الميلادِ في آذانِ الغافلين، انهمرْ زمرداً نعلِ أبراجَ الجمالِ في كنائسِ المقهورينَ والفقراء ، تعالَ عاشقاً نفرشْ أفئدتنا للأرواح البائسةِ ، ندثِّرها بلحافِ بالحبِّ ، ونوقدْ كانونَ الفرحِ للطفولةِ الحالمةِ بالسلام .
على خطاكَ سأسيرُ ،أوَّزعُ أساوري و هداياي على حسانٍ سرقتْ الحربُ بسمتهنَ بفقدان الأحبةِ ، واليومَ ينتظرنَ الميلادَ ليلبسنَ ثيابَ الأملِ وأقراطَ السرورِ ، وأنتَ تفتحُ أبوابك السحريَّةَ للحزانى والبؤساءِ ليشيِّعوا دفقاتِ الحزن ، فيصلبُ الألمُ ، وتُولدُ فيهم شرانقُ الحياةِ ، أمنياتهم البيضاءُ سفحها المارقون والجناةُ ، و مبادراتهم الناجعةُ تعقَّبتها ثعابينُ الدراهم وفلولُ الظلامِ، كلَّ يومٍ ينذرهم البومُ بوليمةِ خرابٍ تنزُّ وجعاً ، وتنزف خيباتٍ .
 
اهطلْ كثيراً يا قزحَ العيدِ على أخاديدِ وطني، ضمِّدْ جراحاتها بشاشِ الندى، ازرعْ غراسكَ كالكرمةِ في عمق الخريفِ وارشفْ أيامها المالحةَ ، علِّلْ صمتها بالحنينِ و أشواقِ الياسمين ، تسلَّلْ من كوى الضياءِ إلى كلِّ سنبلةٍ تسيجها الأشواكُ ، ويتسلقها الزؤوانِ، امسحْ هالاتِ الحزنِ عن أوراقها الصفراءِ ، والتفتْ شطرَ الطفولةِ المسلوبةِ من حقوقِ اللعبِ ومرحِ الربيعِ ، أغدقْ عليها سلالَ الرضى ، وآياتِ الحنانِ فإنَّ الميلادَ لايبتسمُ للبشريةِ ، ولايشرقُ فجر الفرحِ إلاَّ إذا افترَّ ثغرُ الوردِ ، وقرَّتْ عينُ اليتيمِ .