امرأة لَم تغرم بخطوط عينيك
تاريخ النشر : 2018-12-16 01:15

تساهيل رزاق*:

الساعة الواحدة ذُعرًا،
 وبخوف كنتُ أحدقُ بصورتك الشاحبة
تلك الصورة
 التي حاولتُ جاهدةً
أن أسرقني منها إليَّ
على الرُغم
من أنني ملتصقةٌ بك..
 و لن أرى غير تضاريسِ وجهك التي بمثابة الهواء لي
ولا شعر رأسك المتطاير
حتى ذلك الجسد العظيم
 أخذ يخفتُ كأنّه شمعةٌ
وها أنا
وحيدةٌ
هارِبةٌ منّي
 لكنني مُحاطة باصبعك ولن أستطع الفرار
 وطني
 الذي لطالمّا أمسكته وتعلقت بهِ  ولكنّ الأمر غريبٌ جدًا
إنّهُ في نهاية البُكاء صارَ هذا الوطن اللاوفي
يحملُ
خاتمًا يربطك بامرأة غيري
 امرأة لَم تغرم بخطوط عينيك الثلاثة وتتلاشى مع كل واحدة منها..
وها أنا
 اسمعُ هذا البنصر المسكين
يصرخ في فم قحطان العطار عندما يقول :
 "واسمع صدى يناديني بأسف خان العزيز وياك"
 وأشعر .. أشعر .. أشعر
 أنّ عنقي أصبح بنصرًا لك،
وذلك الخاتم اللعين يشطرني إلى نصفين
 ويرشّ ملحَ الوداع بِداخلي
 حتى عقارب الساعة تكادُ تلدغني ..
أيتُّها الواحدة المرتبكة أشفقي عليّ،
واحتضني كلّي الهارب ..
فهذا البنصر خائن.

* العراق: