الكويت في المرتبة الأولى
تاريخ النشر : 2018-11-03 10:21

بكر أبوبكر:

من أوائل البعثات التعليمية التي خرجت من فلسطين كانت وجهتها الكويت في ثلاثينيات القرن الماضي، حيث لا نفط ولا ماء بل حياة شطف وشقاء وقيظ شديد. 
وحين بدأت بذور الوطنية الفلسطينية الثائرة تنمو اثر نكبة العام ١٩٤٨كانت تلك الارض هي بيئتها الخصبة، فولدت العاصفة على شاطئ الصليبخات. 
ولما حوصرت الثورة في أكثر من جهة حيث تكالب عليها الشقيق قبل الصديق كانت التيارات الكويتية السياسية والبلد بحكومتها وشعبها في طليعة من احتضنوا الثورة ووفروا لها الغطاء والدعم. 
قد لا يدوم الصفاء والوفاق كثيرا فللسياسة دروب شائكة تجعل المواقف تتضارب، ويتخذ صديق الامس موقع العداء من صديقه اليوم، الى أن تنقشع الغمة وتزول آثار الفاجعة، وهو ما كان من شأن العلاقة الملتهبة التي حصلت في سياق حرب الخليج والغزو. 
ارادة الشعبين والقيادتين كانت بصلابة جبال فلسطين وبنقاء رمال صحراء الكويت وصفاء خليجها العربي فكان لابد لوصل ما انقطع. 
اليوم تتعرض دول الخليج لضغوطات ضخمة من اليميني المتطرف الذي يحكم البيت المتشح بالسواد في امريكا محاولا تمزيق الوحدة العربية حول فلسطين، وتدفيع امتنا وفي مقدمتها دولنا العربية الخليجية ثمن حمايته لها -كما يدّعي- وقد كذب فالحامي هو الله والشعوب بانتمائها وأصالتها وحدبها.
تعاني الامة من الضغوطات الامريكية فمنها من الركبان من انكسرت ارادته، او انحرفت بوصلته،ومنها من استجاب مُكرها، او افترض الانحناء امام العاصفة مؤقتا، ومنها من لم يُلقِ بالا ابدا،فهمّش فلسطين واحتضن الوباء. 
الكويت تستلم وسام القدس من الدرجة الأولى -ضمن مجموع الدول العربية- بأميرها وحكومتها وشعبها وتياراتها السياسية، فهي لم تضعف ولم تنكسر ولم تنجرف لأن نظامها وديمقراطيتها شكلت حصانة، ولأن أصالتها وانتمائها القومي والاسلامي شكل ضمانة. 
في النموذج الكويتي ومواقفه ضد التطبيع العربي المجاني مع المحتل الاسرائيلي شرفٌ وعبرة. والواعي يفرق بوضوح بين صِلة الرازح تحت الاحتلال القسرية بمحتله،وبين الحر لكنه المنكسر ، فلا يختلق لنفسه عذرا فينبطح. 
الملتفُ حول مركزية القضية هو القابض على الجمر، ونموذجه اليوم الكويتي، ومثله من يجب أن يكون عونا وسندا لفلسطين لا حائطا مائلا. كل التحية لدولة الكويت اميرا وحكومة وشعبا.

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لموقع " ريال ميديا "