الخميس 28 مارس 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

التصعيد الصهيوني الاجرامي رسائل ودلالات

  • 00:52 AM

  • 2023-05-11

جلال نشوان:

التصعيد الصهيوني الاجرامي يعكس أزمة نتنياهو السياسية ، فأراد تصدير أزمته بعدوان همجي على الشعب الفلسطيني وهذا العدوان له عدة أهداف منها :

أولاً : على الرغم من زعامة نتنياهو لحكومة يمينية ضيقة ، فأنه يسعى لتكون أكثر الحكومات استقراراً ، لذا أراد من العدوان على غزة ارضاء اليمين الصهيوني الذي بات في الفترة الأخيرة منقسماً على نفسه وخاصة بن غفير وبتسلئيل سموتريتش اللذان هدداه بالرحيل عن الحكومة ، والمتتبع للشأن الصهيوني، لاحظ الجفاء بين بن غفير ونتنياهو ، حتى أن الجميع قال أن هناك مقاطعة بين نتنياهو وبين بن غفير ...

قطبا اليمين الصهيوني المتطرف كاشفا نتنياهو وبصراحة أنهما انضما للحكومة بناء على أجندة معينة ومنها تعميق الإستيطان والقيام بعملية عسكرية واسعة النطاق لإرضاء اليمين الصهيوني المتطرف بكل توجهاته

ثانيا : تآكل هيبة الردع الصهيونية، حتى أن معظم القادة العسكريين الصهاينة صرحوا بذلك ، لذا أراد من هذا العدوان إعادة الهيبة للجيش الصهيوني، والجميع استنتج من تصريحات قادة الجيش الصهيوني بأن العملية العسكرية قد تطول إلى أيام وربما أسابيع، وهم بذلك أرادوا أن يرسلوا إلى الداخل الصهيوني بهذه الرسالة

ثالثا : كافة الاستطلاعات التي أُجريت أكدت تراجعاً كبيراً في شعبية نتتياهو، لذا أراد أن يعيد وهجه السياسي بعملية عسكرية تعيد رصيده المتإكل

رابعا: الإستعصاء السياسي الصهيوني الداخلى وما انتجته التعديلات القضائية، فالعلمانيون احتجوا بمئات الالاف وعبروا عن آرائهم في ذلك ، الأمر الذي جعل المشهد السياسي الداخلي في المجتمع الصهيوني لا يعكس نهاية أزمته السياسية الاجتماعية، بل ربما العكس هو الصحيح، إذ إن حال الاستقطاب الداخلي أكبر وأعمق، فهي لن تنتهي بمجرد اقتراحات نتنياهو بتأجيل المشروع والحيلولة دون زيادة الشرخ الداخلي، ما يشكل تحدياً داخلياً، بات يؤرق أغلب القيادات والنخب الصهيونية

خامسا: أراد نتنياهو من العدوان على الشعب الفلسطيني قطع الطريق على غانتس الذي تضاعفت شعبيته والذي استطاع لفت نظر كافة النخب الصهيونية

السادة الأفاضل:

إنّ عمق الأزمة السياسية والاجتماعية داخل المجتمع الصهيوني تجلى على نحو أكثر وضوحاً بعد فوز الائتلاف اليميني بزعامة نتنياهو، فالسياسات التي تبناها نتنياهو أفضت إلى تفاقم مظاهر الاستقطاب السياسي والاجتماعي، ومن بين تلك السياسات، اعتزام سن قانون سيقوض صلاحيات المحكمة العليا، ويعرف بقانون التغلب على المحكمة العليا، وتغيير آلية تعيين القضاة في تلك المحاكم، وإقالة المستشارة القضائية للحكومة الحالية، التي يتهمها أقطاب اليمين بأنها ذات توجهات يسارية، وجرى تعيينها من قبل حكومة لبيد.

وفي الحقيقة:

أثارت عودة اليمين إلى الحكم مخاوف جمهور اليسار ويسار الوسط داخل المجتمع الصهيوني من تراجع الديمقراطية، وقد أشار استطلاع معهد البحوث التابع لكنيست دولة الإحتلال أن مستقبل الديمقراطية داخل الكيان، تنخفض لتصل إلى 18% من جمهور اليسار، و36% لدى معسكر الوسط، وفي المجمل أعرب ما يقارب 73% من مجموع المستطلعين عن ضعف ثقتهم بمستقبل الديمقراطية، ما يشير أن النتائج ستتعزز أكثر بعد فوز الائتلاف اليميني

العدوان الصهيوني الارهابي وحد الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده وأن أهداف نتنياهو وعصابته ورسائله ستفشل ، لأن الشعب الفلسطيني مصمم على تحرير وطنه من دنس الاحتلال ومن نتنياهو وعصابته من المتطرفين الإرهابيين الذين تفوقوا على النازيين في انتهاكاتهم الاجرامية

وكما أفشل الشعب الفلسطيني كافة المخططات الصهيونية السابقة ، سيفشل كل مخططات اليمين الصهيوني المتطرف بزعامة نتنياهو وعصابته.

الآراء المطروحة تعبرعن رأي كاتبها أوكاتبته وليس بالضرورة أنها تعبرعن الموقف الرسمي

لـ"ريال ميديا" 

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات