الخميس 28 مارس 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

(75) عاما من النكبة: حقائق للتاريخ والسياسة

  • 00:13 AM

  • 2023-04-30

د.ناجى صادق شراب:

النكبة بما تحمله من معنى المصيبة والكارثة والإقتلاع والطرد والتشريد والإحتلال المستمر للأرض والأنسان، وتدمير 418 قرية فلسطينية وتشريد أكثر من مليون من منازلهم وقراهم ومدنهم ليعيشوا في الشتات والمخيمات الأبدية محرومون من آدميتهم والمجازر التى راح ضحيتها الألأف من ألأمنيين في بيوتهم.. النكبة تلخص كل القضية الفلسطينية بكل مكوناتها وأبعادها ، وتلخص بكلمة واحده غياب العدالة الدولية والإنسانية .وتحمل بعد هذا الزمن الطويل معنى الإستمرارية دون ان تلوح في الأفق السياسى أية حلول سياسية ،ودفن حل الدولتين بقيام الدولة الفلسطينية ، وهذا معناه دخول النكبة لمرحلة من الزمن المجهول.وإستمرار النكبة في مفاهيم الإستيطان والتهويد والإحتلال المستمر والعنف والفصل العنصري والحصار وأربعة حروب على غزة ، وتشتت خمسة عشر مليونا يشكلون عدد الشعب الفلسطيني ما بين داخل إسرائيل والأراضى المحتلة والمخيمات والشتات الموزع بين كل دول العالم بحثا عن الحقوق والأدمية الإنسانية .والنكبة الحقيقية بدأت قبل 16 مايو 1948 وهو يوم إعلان بن غوريون قيام دولة إسرائيل، النكبة بدأت مع أول مؤتمر صهيونى عقد في مدينة بازل السويسرية عام 1898 والذى أعلن فيه هيرتزل الهدف بقيام وطن قومى لليهود في فلسطين والوطن والدولة يحملان نفس المعنى في الأيدولوجية الصهيونية ،وليجسده وعد بلفور1917 والذى بموجيه منحت بريطانيا القوة الإستعمارية وطنا لليهود في فلسطين وتعامل مع السكان الأصلييين كأقلية لها قليل من الحقوق ، وليترجم هذا الوعد مع الإنتداب البريطاني الذى وضعت فيه فلسطين عن قصد لتقوم بريطانيا بتنفيذ وعد بلفور بفتح أبواب فلسطين للهجرة اليهودية وتسهيل نقل الأراضى وخصوصا أراضى الأوقاف الإسلامية التابعة للدولة العثمانية وتسليح المليشيات الصهيونية . ووصولا إلى اليوم الرسمي للنكبة بصدور القرار الأممى 26 نوفمبر 1947 بتقسيم فلسطين والإعلان عن قيام إسرائيل الدولة على ما يقارب من 55 في المائة من مساحة فلسطين علما انهم لم يشكلوا وقتها الإأقلية سكانية لا تتجاوز الستة في المائة . وتستمر النكبة مع حرب 1948 وإحتلال إسرائيل لخمس وعشرين في المائة من فلسطين وهى المخصصة للدولة العربية وتكتمل إحتلالها مع حرب 1967 لتحتل كل الآراضى الفلسطينيىة . حتى في ظل السلطة فإسرائيل تعتبر كل فلسطين أرضا واحده من منظورها الأمنى وتتعامل مع الفلسطينيين بدون حقوق وعلى أنهم مجرد جماعات وفدت لإسرائيل. وترفض قيام السلام والدولة الفلسطينية.
وتحمل النكبة حقائق كثيرة يجدر بنا إستعادتها للدلالة والإعتبار ، الحقيقة التاريخية الأولى أن القضية الفلسطينية قضية تحرر وطنى شأنها مثل كل قضايا التحرر الوطنى وقانونها الحتمية الإستقلال والتحرر الكامل طال الاحتلال او قصر، وما يؤكد على هذه الحقيقية التاريخية أن نضال الشعب الفلسطينيى ومقاومته لم تتوقف منذ اليوم الأول لسياسات الهجرة في العشرينات من القرن الماضى، فشهدت فلسطين هبات وثورات كبرى واهمها ثورة 1936 والتى توقفت بسبب التدخلات العربية وقتها وما زالت هذه المقاومة والثورة مستمرة حتى يومنا هذا بإعلان إنتفاضتين وإرهاصات إنتفاضة ثالثه تشهدها الأراضى الفلسطينية اليوم، وحروب أربعة خاضها الشعب ضد الاحتلال وبوجود أكثر من خمسة ألآف اسير ومعتقل.والحقيقة التاريخية الثانية ان القضية الفلسطينية ونشأتها نتاج التحالف الإستعمارى والحركة الصهيونية وحل المشكلكة اليهودية على حساب الشعب الفلسطيني،وما كان بمقدور الحركة الصهيونية ان تحقق أهدافها بدون هذا التحالف الإستعمارى ، والمفارقة ان هذا التحالف الذى نص عليه المؤتمر الصهيوني الأول ما زال يشكل ركنا أساسيا في بقاء إسرائيل بتحالفها مع الولايات المتحدة.الحقيقة التاريخية الثالثة أن المقولات والسرديات التاريخية التي تروجها إسرائيل تستمد قوتها من أن إسرائيل دولة قوة ودولة حرب، وبتغطية وإنحياز من الإعلام الغربى الذى يأخذ دائما بوجهة النظر الصهيونية ويصور نضال الشعب الفلسطينيى على أنه إرهابا وعنفا. وان ما تقوم به إسرائيل دفاعا عن نفسها.والحقيقة ان الصراع هو صراع بين قوة الشرعية وشرعية القوة . وحيث ان العالم ينتصر للقوة فالشرعية والعدالة الدولية مغيبة عن الشعب الفلسطينيى.
وللنكبة جوانبها الفلسطينية بإعتبارهم اهل النكبة ومن يعانون منها على اليوم ، وهنا الجوانب والمظاهر كثيرة ما بين الإيجابية والسلبية وتحتاج منا لمقالة أخرى وأكتفى هنا أن إسرائيل فشلت في التغلب على حقيقة الشعب الفلسطينى ،وعلى حقيقة مشكلة اللاجئيين وعلى حقيقة الأقصى والقدس ومكانتها الدينية ، وهناك جوانب سلبية تتمثل في الإنقسام وتراجع دور منظمة التحرير،. ويبقى ان هناك تحولات إيجابية تحتاج لرؤية وطنية فلسطينية شاملة أبرزها أن إحتفال هذا العام سيقام من قلب الجمعية العامة للأمم المتحده لأول مرةوهذا تأكيد على قوة الشرعية الدولية ، وتزايد التعاطف مع القضية والشعب الفلسطينى حتى في داخل الولايات المتحده وإرتفاع ألأصوات المنتقدة لإسرائيل، ما نراه اليوم من أزمة حقيقية توتجهها إسرائيل يكشف عن الصورة الحقيقية للصهيونيتها الدينية وقوميتها العنصرية . وهذه الإيجابيات تحتاج لرؤية ومقاربة فلسطينية شاملة قوامها مواصلةجعل فلسطين قضية تحرر وطنى عادله , وتفعيل المسؤولية الدولية وتقديم مقاربة للسلام تقوم على مبدا الحقوق ومناهضة التمييز والكراهية ألأثنية ، ففلسطين واحده بارضها وواحدهة بشعبها في إطار من الدولة الواحدة والمواطنة الواحده.وسيبقى الزمن مهما طالت النكبة يعمل لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته.

الآراء المطروحة تعبرعن رأي كاتبها أوكاتبته وليس بالضرورة أنها تعبرعن الموقف الرسمي

لـ"ريال ميديا" 

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات