بمساعي أمريكية سعودية.. الجيش السوداني يوافق على تمديد الهدنة الإنسانية

الخرطوم - " ريال ميديا ":

أعلن الجيش السوداني مساء الخميس، موافقته على تمديد الهدنة الإنسانية لمدة 72 ساعة إضافية، بناء على مساع أمريكية سعودية، فيما استبعدت واشنطن حدوث أي تحسن للوضع وناشدت مواطنيها مغادرة السودان في غضون 48 ساعة.

جاء ذلك في حين لم يصدر عن قوات الدعم السريع بيان بخصوص موقفها من تمديد الهدنة الحالية،

وقال الجيش السوداني في بيان: "وافقت قيادة القوات المسلحة على تمديد الهدنة التي طرحت لمدة 72 ساعة إضافية يبدأ سريانها اعتبارا من تاريخ انتهاء الهدنة الحالية".

وأوضح أن تجديد الهدنة جاء "بناء على المساعي التي يبذلها الجانبان السعودي والأميركي للمساهمة في تهدئة الأوضاع وتمديد الهدنة لتهيئة الظروف المناسبة لعمليات إجلاء المقيمين من مختلف الجنسيات، وتيسير النواحي الإنسانية لمواطنينا".

ومنتصف ليلة 24 أبريل/نيسان الجاري، أعلن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع موافقتهما على هدنة إنسانية بوساطة أمريكية سعودية تنتهي منتصف ليلة الخميس، بهدف "فتح ممرات إنسانية وتسهيل حركة المواطنين والمقيمين وإجلاء البعثات الدبلوماسية".

وأعرب الجيش السوداني عن أمله "أن يلتزم المتمردون بمتطلبات سريان الهدنة هذه المرة وعدم خرقها كما جرى خلال الفترات الماضية من قصف للمؤسسات والمواقع العسكرية وتخريب للمرافق الحيوية، وتعريض حياة وممتلكات المواطنين للخطر".

في غضون ذلك، استبعد البيت الأبيض، حدوث أي تحسن للوضع في السودان وناشد المواطنين الأمريكيين مغادرة البلاد في غضون 48 ساعة.

ودعا البيت الأبيض، في بيان، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى الالتزام الكامل باتفاق وقف إطلاق النار وتمديده.

وفي وقت سابق الخميس، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن عددا قليلا نسبيا فحسب من الأميركيين يسعون لمغادرة السودان في الوقت الحالي.

بدوره، قال المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية سامويل وربيرغ، إن واشنطن تأمل أن توافق قوات الدعم السريع على تمديد الهدنة في السودان.

وأضاف أنه منذ أسبوعين والصراع مستمر والحل يجب أن يكون بين السودانيين، لكنه ألمح إلى أن لدى بلاده آليات مثل العقوبات للضغط على الأطراف السودانية.

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أكد أن بلاده "تعمل بجدّ" مع طرفي النزاع في السودان لتمديد الهدنة التي تنتهي مفاعيلها بنهاية اليوم.

وقال بلينكن: "نحن نعمل بجدّ لتمديد وقف إطلاق النار" بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مشيرا الى أنه يتوقع الإدلاء بالمزيد "خلال الساعات المقبلة".

وكان الجيش السوداني ذكر الأربعاء أن البرهان وافق بشكل مبدئي على مبادرة من منظمة "إيجاد"، تضمنت مقترحات لحل الأزمة الحالية، في حين لم يصدر أي تعليق من الدعم السريع.

وحسب بيان الجيش، فإن المقترحات تتضمن تمديد الهدنة 72 ساعة إضافية، كما تشمل المبادرة إيفاد ممثلين عن القوات المسلحة وقوات الدعم السريع إلى جوبا للتفاوض.

بيد أن وزارة الخارجية السودانية، نفت في وقت لاحق موافقة الجيش على التفاوض مع قوات الدعم السريع.

وتأتي هذه التطورات فيما تتعالى تحذيرات من أن ملايين السودانيين بحاجة لمساعدة عاجلة، مع توقف العمل في معظم المستشفيات في مناطق الاشتباكات.

بينما أبدت الأمم المتحدة عن قلقها بشأن "وضع الإمدادات الغذائية، خاصة المناطق والأشخاص الذين كانوا معرضين للخطر الشديد".

ولا تزال عمليات الإجلاء من السودان مستمرة لرعايا الدول العربية والأجنبية، حيث لا يزال العديد من الأجانب عالقين على الرغم من النزوح الجماعي على مدى الأيام القليلة الماضية، في واحدة من كبرى عمليات الإجلاء منذ انسحاب القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة من أفغانستان عام 2021.

ومنذ 15 أبريل/نيسان الجاري تشهد عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش وقوات الدعم السريع، راح ضحيتها مئات الأشخاص بين قتيل وجريح معظمهم من المدنيين.

و أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير الخميس، أن الوضع في السودان قد يتفاقم في أي لحظة، وأن على الأمريكيين المغادرة في غضون ما بين 24 و48 ساعة.

وقالت جان-بيير إن الإدارة الأمريكية قلقة من انتهاكات وقف إطلاق النار في السودان، وأن الخارجية الأمريكية نشرت موظفين قنصليين بصورة مبدئية، لأن تحسن الوضع أمر مستبعد.

وجاء ذلك بعد أن قالت وزارة الدفاع الخميس، إن عدداً فقط من الأمريكيين يسعون لمغادرة السودان.
وقال البريغادير جنرال باتريك رايدر :"نعمل عن كثب مع وزارة الخارجية لتحديد عدد الأمريكيين الذين يريدون مغادرة السودان".
وأضاف "حتى الآن، المؤشرات التي لدينا هي أن هذه الأرقام صغيرة نسبياً. ومع ذلك، فإننا ندرك إمكانية تغير ذلك بسرعة".