الجمعة 29 مارس 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

انتخابات الاحتلال ..معركة نتنياهو في البقاء..ودور فلسطيني الداخل

  • 10:45 AM

  • 2022-10-29

وكالات - رويترز - " ريال ميديا ":

تشهد إسرائيل في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني خامس انتخابات في أقل من أربع سنوات، ويسعى رئيس وزراء الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو من خلالها للعودة للحكم.

ودخلت إسرائيل دائرة مفرغة من الانتخابات منذ عام 2019، وهو نفس العام الذي شهد توجيه لائحة لنتنياهو تتضمن اتهامات بالفساد، رغم نفيه لها. ويأمل الناخبون هذه المرة في كسر حالة الجمود بين السياسي الأكثر هيمنة في جيله ومنافسيه الكثيرين.

هل سيفوز نتنياهو؟

غير واضح. فاستطلاعات الرأي تظهر أن النصر الكاسح لن يكون من نصيب نتنياهو ولا منافسه الأبرز رئيس الوزراء يائير لابيد.

ومن المتوقع أن يكون حزب ليكود اليميني بزعامة نتنياهو، رغم ترنحه في استطلاعات الرأي، هو الفائز بالعدد الأكبر من مقاعد البرلمان.

وبدعم من الأحزاب اليمينة المتشددة والدينية المتزمتة التي تؤيد شغله لمنصب رئيس الوزراء، يبدو أن نتنياهو (73 عاما) على أعتاب ضمان أغلبية برلمانية ترفعه لسدة الحكم.

وسبق أن أخفق نتنياهو بعد الانتخابات الأربعة الماضية في تشكيل الائتلاف اليميني الذي كان يطمح إليه.

من يخوض السباق أيضا؟

يخوض السباق رئيس الوزراء الحالي لابيد (58 عاما) وهو مذيع تلفزيوني سابق ووزير مالية سابق أيضا، دخل معترك السياسة في أوج حركة احتجاج اجتماعية واقتصادية قبل نحو عقد.

ويحرز حزبه "هناك مستقبل"، الذي يأتي في المرتبة الثانية في استطلاعات الرأي، بعض الزخم التصاعدي. لكن معسكره الذي يتألف من طيف من الأحزاب المتحالفة متباينة الانتماءات من اليمين إلى اليسار أصغر من تكتل نتنياهو.

كما يخوض السباق وزير الدفاع بيني غانتس الذي يترأس حزب "الوحدة الوطنية" المنتمي ليمين الوسط والذي من المتوقع أن يفوز بمقاعد أقل بكثير مقارنة بحزبي نتنياهو ولابيد.

إلا أن هذا لم يمنع قائد الجيش السابق غانتس (63 عاما) من إعلان نفسه المرشح الوحيد القادر على التفوق على نتنياهو من خلال تشكيل تحالفات جديدة ورئاسة حكومة موسعة لإخراج إسرائيل من أزمتها الدستورية غير المسبوقة المستمرة منذ أربع سنوات.

ومن أيضا؟

إيتمار بن غفير برلماني قومي متطرف قد يكون هو صانع الملوك بالنسبة لنتنياهو وقد يمثل اختبارا لعلاقات إسرائيل الخارجية إذا تم تعيينه وزيرا. وأدين بن غفير في عام 2007 بالتحريض العنصري ودعم مجموعة موجودة على قوائم الإرهاب في كل من إسرائيل والولايات المتحدة.

ويؤكد بن غفير (46 عاما) أنه نضج منذ ذلك الحين. وتشير التوقعات إلى أن قائمة مشتركة تضم حزب بن غفير اليميني "القوة اليهودية" وفصائل أخرى قد تأتي في المرتبة الثالثة. وتثير شعبيته المتزايدة بعض القلق في الداخل والخارج.

ويمثلون نحو 20 بالمئة من سكان إسرائيل ولا يحظون بالتمثيل المناسب في البرلمان، وكثيرون منهم يرون أنفسهم مرتبطين بالفسطينيين بصورة أكبر أو يعرّفون أنفسهم بأنهم بالفعل فلسطينيون.

ولطالما شكوا من التمييز ضدهم ومعاملتهم في إسرائيل كمواطنين من الدرجة الثانية.

وقد يؤدي ضعف إقبالهم على التصويت لإزالة عقبة أمام نتنياهو وإهدائه نصرا واضحا. أما إذا جاء تصويتهم مرتفعا فإن هذا سيدعم لابيد الذي تضم حكومته الحالية لتصريف الأعمال حزبا عربيا للمرة الأولى في تاريخ إسرائيل.

لماذا انتخابات أخرى؟

تمكن لابيد وشريكه في الائتلاف نفتالي بينيت في يونيو حزيران من عام 2021 من إنهاء حكم نتنياهو القياسي الذي استمر 12 عاما دون انقطاع، من خلال الجمع بين مجموعة متباينة من الأحزاب اليمينية والليبرالية والعربية ضمن تحالف وُلد هشا. وبعد أقل من عام على حكمه، فقد التحالف أغلبيته الهزيلة بسبب الانشقاقات.

وبدلا من انتظار تحرك المعارضة للإطاحة به، قام التحالف بحل البرلمان، ومن ثم التوجه لانتخابات جديدة.

حول من تتمحور هذه الانتخابات؟

إنه نتنياهو. فرغم أن اتهامه بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة وحّد منافسيه ضده، فإن القاعدة الموالية له لا تزال راسخة في دعمه، وتطالب بعودة زعيم يُنظر إليه على أنه يتمتع بالقوة والدهاء والنفوذ على الساحة الدولية. أما معارضوه فيكرهون عودة رجل يرونه فاسدا وهداما، ويخشون من أنه سيتلاعب بالنظام القضائي في إسرائيل حتى لا يفلت من الإدانة.

ولطالما عمل نتنياهو على استعراض مؤهلاته على صعيدي الأمن والاقتصاد. ولكن في ظل ضعف فرص إجراء محادثات سلام مع الفلسطينيين قريبا وكذلك في ظل تعثر المحادثات النووية بين القوى العالمية وإيران، فقد أصبحت أمور الأمن والدبلوماسية على الهامش إلى حد كبير.

وتشير الاستطلاعات إلى أن تكاليف المعيشة المرتفعة شاغل رئيسي للإسرائيليين، ولكن بالنظر لعدم وجود اختلافات كبيرة في سياسة المرشحين، فمن غير المرجح أن تؤثر مثل هذه القضايا على استمالة الناخبين لأي طرف.

فلسطيني الـ 48

قد تسهم خيبة أمل المواطنين الفلسطينيين إزاء السياسة في تحديد نتائج الانتخابات المقررة الأسبوع المقبل في إسرائيل، والتي يسعى من خلالها رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو إلى العودة للسلطة بعد عام واحد فقط من انضمام حزب عربي إلى الحكومة الإسرائيلية للمرة الأولى.

وفي ظل استطلاعات رأي تظهر أن الزعيم الإسرائيلي السابق ما زال غير واثق من الحصول على الأغلبية، يمكن للأحزاب العربية أن تساعد في تشكيل التكتل المناهض لنتنياهو وتحديد شكل الحكومة إذا كان الإقبال بين الناخبين الفلسطينيين عاليا بما يكفي.

ولكن قبل أقل من أسبوع من الانتخابات المقررة في أول نوفمبر تشرين الثاني، أظهرت بعض استطلاعات الرأي أن نسبة المشاركة بين الناخبين الفلسطينيين قد تنخفض إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، وأظهر أحد الاستطلاعات أن 42 بالمئة فقط من المؤكد أن يدلوا بأصواتهم.

وفي الوقت نفسه، تشير استطلاعات أخرى إلى أن نسبة المشاركة الفلسطينية قد ترتفع بشكل طفيف من 44.6 بالمئة العام الماضي إلى ما يصل إلى 50 بالمئة، ولكنها ما زالت أقل بكثير من نسبة التصويت العامة في إسرائيل والتي بلغت 67.4 بالمئة في انتخابات العام الماضي.

ويشكل العرب في إسرائيل نحو 20 بالمئة من السكان البالغ عددهم تسعة ملايين نسمة ومعظمهم أبناء الفلسطينيين الذين ظلوا داخل إسرائيل بعد تأسيسها في أعقاب حرب عام 1948.

ولطالما دارت نقاشات بشأن تمثيلهم في السياسة الإسرائيلية، والموازنة بين تراثهم الفلسطيني وجنسيتهم الإسرائيلية.

ويُعرّف البعض منهم أنفسهم على أنهم فلسطينيون، على الرغم من جنسيتهم الإسرائيلية، بينما يفضل البعض الآخر أن يُطلقوا على أنفسهم اسم عرب إسرائيل، لأنهم يريدون التأكيد على المساواة في الحقوق مع اليهود الإسرائيليين.

ومع بقاء احتمال إنشاء دولة فلسطينية مستقلة بعيدا مثلما كان الأمر دائما، أدى بزوغ نجم القائمة العربية الموحدة، المعروفة اختصارا باسمها بالعبرية (راعام)، إلى تغيير مسار النقاشات في السياسة العربية الإسرائيلية.

وفاز الحزب العربي المسلم بأربعة مقاعد في البرلمان الإسرائيلي المؤلف من 120 عضوا في انتخابات العام الماضي، وخالف التقاليد بانضمامه إلى حكومة ائتلافية واسعة.

وتخلى الحزب عن الخطاب القومي، وركز بدلا من ذلك على مكافحة الجريمة المنظمة والعمل على تحسين التخطيط والبنية التحتية في المناطق العربية، والتي تشير استطلاعات الرأي إلى أنها تأتي على رأس أولويات المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل.

ووفقا ليوسف مقلدة، مؤسس ومدير معهد أبحاث ستات نت، أتت مقامرة القائمة العربية الموحدة بالانضمام إلى الحكومة ثمارها.

وأظهرت استطلاعات أجراها المعهد أن أكثر من 70 بالمئة من الناخبين الفلسطينيين المؤهلين أصبحوا يؤيدون الآن مشاركة حزب عربي في ائتلاف حكومي، بغض النظر عما إذا كانوا يعتزمون التصويت من عدمه.

ويقول كرامي عامر، وهو مهندس كهرباء يبلغ من العمر 47 عاما ويقيم في كفر قاسم الواقعة في وسط إسرائيل على حدود الضفة الغربية المحتلة، إنه سيصوت لصالح القائمة العربية الموحدة.

ويضيف "هذا الخط (القائمة العربية الموحدة) عايش الواقع ويجتهد ويجدد الطرق والأساليب على أساس أن يثبت أهله ويثبت ناسه ويقدم في مجتمعه".

ولكن حتى بعد إيجاد مكان لهم على طاولة الحكم، يقول كثير من الفلسطينيين في إسرائيل إنهم فقدوا الأمل في قدرتهم على إحداث تغيير باعتبارهم أقلية عربية في دولة يهودية.

وأشار مقلدة إلى أن العبارة الأكثر تكرارا خلال مقابلات أجراها معهده مع 200 مواطن فلسطيني في إسرائيل كانت "نحنا نصوت على الفاضي".

وستكون الانتخابات المقرر الثلاثاء القادم هي الخامسة في إسرائيل في أقل من أربع سنوات.
وأظهر تقرير صادر عن المعهد الإسرائيلي للديمقراطية في 2021 وجود فجوات اجتماعية واقتصادية كبيرة بين المواطنين اليهود والعرب، ومنهم أيضا المجتمع الدرزي الصغير في الشمال والمجتمعات البدوية التي تعيش بشكل أساسي في الجنوب. وذكر التقرير أن معدل الفقر بين العرب ما زال أعلى بثلاثة أمثال من اليهود.

 العائلات مقسمة

أثارت تكتيكات القائمة العربية انتقادات بعض الناخبين العرب، لا سيما لتجنبها القضية الفلسطينية الأوسع، وهي حصار إسرائيل لغزة واحتلالها للضفة الغربية، التي تظهر استطلاعات الرأي أنها تحتل مرتبة متدنية في قائمة مخاوف الناخبين اليهود.

وحتى داخل العائلة الواحدة أصبحت هناك انقسامات في بعض الأحيان.

ويقول رامي عامر (43 عاما) وهو صاحب مطعم وشقيق كرامي "هذا التنازل هو اللي بدها إياه دولة إسرائيل"، في إشارة إلى قرار القائمة العربية الموحدة بالانضمام إلى الحكومة.

ويضيف "مرة بكينا نحكي عن دولتين لشعبين. اليوم منحكي على أن نعيش بأمن وأمان، نعيش بكرامة، نحافظ على الأرض. طلعي قديش سياسة الدولة صغرت مطالبنا".

وفي مقابلة إذاعية في الآونة الأخيرة، قال زعيم القائمة العربية الموحدة منصور عباس إنه يريد إنشاء دولة فلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، ولكنه يؤمن بأن أفضل خدمة يتم تقديمها للمجتمع العربي في إسرائيل هي انضمام الحزب إلى الائتلاف الحاكم القادم.

وتقاطع مجموعة صغيرة نسبيا من الناخبين الفلسطينيين في إسرائيل الانتخابات العامة منذ سنوات. ووفقا لمقلدة، يبلغ عددهم 12 بالمئة من الناخبين الفلسطينيين الذين يملكون حق التصويت.

وتؤكد حملة مقاطعة لانتخابات الثلاثاء القادم عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن إسرائيل تستغل مشاركتهم لإظهار نفسها كدولة ديمقراطية والتغطية على سياساتها القمعية.

وفي خطاب ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، وصف رئيس الوزراء المنتمي إلى تيار الوسط يائير لابيد إسرائيل بأنها "ديمقراطية ليبرالية قوية" يتمتع فيها اليهود والمسلمون والمسيحيون بحقوق مدنية متساوية.

وقال محمد خلايلة، الباحث في شؤون المجتمع العربي في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، إن الأحداث الأخيرة ربما أثنت بعض الفلسطينيين عن المشاركة.

وأوضح أنه منذ مايو أيار 2021، عندما أثارت مواجهات استمرت 11 يوما مع حماس في غزة اضطرابات في ما يسمى بالمدن المختلطة بين اليهود والعرب في إسرائيل، ازداد ارتباط المواطنين العرب بالفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة.

وأضاف أن انهيار القائمة المشتركة، وهو تحالف من أحزاب يقودها العرب تشكل عام 2015، أضعف الآمال في مواجهة ما يعتبره بعض المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل سياسات عنصرية، مشيرين إلى قانون الدولة القومية لعام 2018 والذي ينص على أن اليهود فقط هم من يملكون الحق في تقرير المصير في البلاد.

وقال خلايلة إن التغييرات في المنطقة حولت أيضا أولويات المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل.

وأوضح أنه مع إقامة بعض الدول العربية في الآونة الأخيرة علاقات مع إسرائيل وعدم وضع إنهاء الاحتلال شرطا لعلاقات سلمية، تحول نظر بعض الناخبين العرب إلى الداخل، وأعادوا تركيز انتباههم على القضايا اليومية، وهو أمر قد يفسر صعود القائمة العربية الموحدة.

وإذا تراجعت نسبة المشاركة الفلسطينية إلى مستويات قياسية منخفضة، فإن الأحزاب الثلاثة التي يقودها العرب قد لا تنجح في تجاوز حاجز 3.25 بالمئة اللازم لدخول البرلمان.

ومن شأن ذلك أن يترك الفلسطينيين في إسرائيل دون تمثيل في البرلمان بعد انتخابات قد تسفر عن تشكيل الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل إذا ما شكل نتنياهو ائتلافا مع حزب القوة اليهودية.

وتقول أريج صباغ خوري، وهي محاضرة في علم الاجتماع السياسي بالجامعة العبرية في القدس "تخيلي البرلمان، الكنيست من غير عرب. (الانتخابات) رح تكون مفصلية حسب النتائج".

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات