خبراء يشددون على أهمية أنظمة الأمن الغذائي المبتكرة لمواجهة أزمة الغذاء العالمية

أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة  - " ريال ميديا ":

أشار تقرير جديد صدر مؤخراً عن البنك الدولي إلى إمكانية أن تسهم النزاعات العالمية والاختناقات في سلسلة التوريد والتبعات المتواصلة لجائحة (كوفيد-19) في إبقاء أسعار الأغذية العالمية مرتفعة عند مستويات تاريخية وذلك حتى عام 2024.

وبيّن التقرير أن المستويات القياسية للهدر في المواد الغذائية يعد من العوامل الرئيسية التي تتسبب في تضخم أسعار الغذاء إذ يتعرض ما يقارب 40-70% من الأغذية الطازجة في سلسلة التوريد للتلف أو الهدر بسبب ظروف التخزين غير الملائمة أو الكفاءة المتدنية لعمليات المناولة. بالإضافة إلى ذلك، فإن أعداد العاملين في المزارع شهد انخفاضاً ما أدى إلى ترك كميات كبيرة من المحاصيل دون حصاد في الحقول، كما فرضت 23 دولة حظراً على صادرات الأغذية، مع تطبيق سبع دول لمعايير تحد من الصادرات وذلك بحلول شهر أغسطس 2022.

ونتيجة لذلك، بدأ واضعو السياسات والمبتكرون والرواد العالميون البحث عن سبل جديدة لإعادة تنظيم سلسلة التوريد وإعطاء الأولوية للأمن الغذائي وضمان إمكانية الحصول على الأغذية الصحية.

ويجمع مؤتمر الاتحاد العالمي لأسواق البيع بالجملة 2022 الذي ينعقد للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط في أكتوبر المقبل، الجهات الحكومية ومنتجي الأغذية الطازجة والهيئات المسؤولة عن أسواق الجملة لبحث أبرز التحديات، والأساليب الجديدة التي يمكن أن تسهم في ضمان إيصال الأغذية من المزارع إلى المستهلك النهائي.

وقال سعادة سعيد البحري سالم العامري مدير عام هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية: "لقد اتخذت دولة الإمارات العربية المتحدة وفقاً لتوجيهات قيادتنا الرشيدة خطوات استباقية لبناء سلسلة توريد غذائية مرنة، وتعزيز الإنتاج الغذائي المدعوم بالتكنولوجيا، وإننا نتعاون بشكل وثيق مع شركائنا العالميين لمشاركة أفضل التجارب والدروس المستفادة وتخطي العقبات الحرجة التي تواجه سلسلة التوريد الغذائية العالمية في الوقت الراهن".

كما و تشرف هيئة ابوظبي للزراعة و السلامة الغذائية على عدة مشاريع تستهدف زيادة الإنتاج المحلي، وتعزيز إمكانية الوصول إلى الأسواق والقدرة التنافسية للمنتجات المحلية، وتشجيع الصناعات الغذائية والزراعية الداعمة. إضافة الى مبادرات لتحسين أسواق البيع بالجملة للماشية والمنتجات الزراعية الأخرى.

وستبحث الشركات الإماراتية المشاركة في المؤتمر بعض المشاريع الرئيسية التي يجري تنفيذها لتحسين إمكانية الحصول على الأغذية الطازجة والتقليل ما أمكن من الهدر. وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن مجموعة موانئ أبوظبي التي تقوم حالياً بتطوير أحد أكبر مراكز تجارة الأغذية والخدمات اللوجستية المرتبطة بها في المنطقة وذلك في كيزاد بإمارة أبوظبي، حيث ستعمل على تأسيس مركز متكامل لتخزين وتوزيع الأغذية في أوزبكستان بهدف تحسين تجارة الأغذية على امتداد الأسواق العالمية، وتعزيز الأمن الغذائي في آسيا الوسطى.

من جانبه قال عبدالله الهاملي، الرئيس التنفيذي، المدن الاقتصادية والمناطق الحرة – مجموعة موانئ أبوظبي: "تواصل مجموعة موانئ أبوظبي وعلى الصعيد العالمي مشاركة تجربتها الناجحة في تطوير أسواق غذائية تضم بنى تحتية داعمة لضمان الأمن الغذائي. وإننا نتطلع بصفتنا الجهة المضيفة لمؤتمر الاتحاد العالمي لأسواق البيع بالجملة في أبوظبي إلى الاستفادة من خبرات شركائنا العالميين حول الطرق التي تتبناها أسواق الجملة المختلفة بهدف تحسين الكفاءة وضمان توافر إمدادات غذائية كافية".

وينعقد مؤتمر الاتحاد العالمي لأسواق البيع بالجملة 2022 أبوظبي تحت عنوان: " الأمن الغذائي العالمي في القرن الحادي والعشرين: المخاطر والتحديات والحلول لضمان سلسلة إمداد للأغذية الطازجة تتسم بالمرونة والاستدامة"، حيث سيكون من أهم فعاليات قطاع الأغذية العالمي خلال العام الجاري، وسيستند إلى العمل المنجز في مؤتمر عام 2021 والذي سلط الضوء على التحديات التي تواجهها سلسلة التوريد في حقبة ما بعد (كوفيد-19).

من جهته قال ستيفان لاياني، رئيس مجلس إدارة الاتحاد العالمي لأسواق البيع بالجملة: "يهدف المؤتمر بصورة أساسية إلى استطلاع السبل الكفيلة بتوفير غذاء صحي ومتوازن لجميع المجتمعات، وتخطي التحديات الحالية التي تعيق حصول نسبة كبيرة من سكان العالم عليه. لقد شهدنا تقدماً ملموساً خلال الأعوام القليلة الماضية، إلا أن الموجة الراهنة من التحديات السياسية والمناخية سببت تراجعاً عن بعض المكتسبات التي تحققت وخاصة في ما يتعلق بالتبعات طويلة الأمد لجائحة (كوفيد-19). لكنني متفائل من قدرتنا عبر جمع كل أصحاب العلاقة خلال المؤتمر في أبوظبي، من معالجة القضايا الحالية بفعالية، والتطلع إلى مستقبل أكثر استقراراً وأمناً في ما يخص الغذاء".

وتشمل المواضيع الرئيسية التي سيتم تسليط الضوء عليها خلال جلسات مؤتمر الاتحاد العالمي لأسواق البيع بالجملة الذي ينعقد خلال الفترة ما بين 19-20 أكتوبر 2022 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض "أدنيك"2022، كلاً من الخدمات اللوجستية، ودور مراكز الأغذية في إيصال الغذاء الصحي، وأهمية تبني الحلول الرقمية. ويوفر منظمو المؤتمر أسعاراً خاصة للوفود المشاركة الراغبة في حجز أماكنها قبل 16 سبتمبر المقبل.

مؤتمر الاتحاد العالمي لأسواق البيع بالجملة - أبوظبي 2022

الأمن الغذائي العالمي في القرن الحادي والعشرين: المخاطر والتحديات والحلول لضمان سلسلة إمداد للأغذية الطازجة تتسم بالمرونة والاستدامة.

أدى انتشار جائحة (كوفيد-19) خلال العامين الماضيين والصراع في أكرانيا، والتحديات الكبيرة المستمرة التي تفرضها ظاهرة التغير المناخي، إلى حدوث اضطرابات كبيرة في سلسلة التوريد العالمية للمواد الغذائية. كما يعد النقص في أعداد اليد العاملة، والنزاعات الحدودية، والقيود المفروضة على عمليات الشحن الجوي، والارتفاع المتواصل في أسعار الوقود، والتحديات المتعلقة بتوفير مصادر مستدامة للغذاء، أبرز هذه التحديات التي تواجه قطاع الأغذية الطازجة العالمي. وبات من المهم جداً وأكثر من أي وقت مضى ضرورة اتخاذ إجراءات جماعية عاجلة لمعالجة هذه التحديات الناشئة والتأسيس لسلسلة توريد تتمتع بمرونة أكبر من أجل ضمان الأمن الغذائي العالمي خلال الأعوام والعقود المقبلة.

يجمع مؤتمر الاتحاد العالمي لأسواق البيع بالجملة 2022 الأطراف والخبراء العالميين رفيعي المستوى والفاعلين في مجال الأغذية من القطاعين العام والخاص في حوار بنّاء لبحث التحديات والمخاطر الرئيسية بهدف تحديد المسارات والأدوات العملية الكفيلة بضمان مرونة سلسلة التوريد العالمية للمواد الغذائية الطازجة وتعزيز استدامتها وإرساء آليات جديدة لضمان الأمن الغذائي.

مجموعة موانئ أبوظبي:

تأسست مجموعة موانئ أبوظبي في عام 2006، وهي أحد المحركات الرئيسية للتجارة والصناعة والخدمات اللوجستية في المنطقة، وتشكل حلقة ربط بين أبوظبي وجميع أنحاء العالم.

تنتهج مجموعة موانئ أبوظبي المدرجة في سوق أبوظبي للأرواق المالية تحت الرمز: (ADX: ADPORTS)، نموذج عمل متكامل أسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في الإمارة خلال العقد الماضي.

وتضم مجموعة موانئ أبوظبي عدداً من قطاعات الأعمال الرئيسية وهي: قطاع الموانئ، وقطاع المدن الاقتصادية والمناطق الحرة، والقطاع البحري، والقطاع اللوجستي، والقطاع الرقمي، وتشمل محفظتها 10 موانئ ومحطات، بالإضافة إلى أكثر من 550 كيلومتر مربع من المناطق الاقتصادية ضمن كيزاد التي تعد أكبر مجمع تجاري ولوجستي وصناعي في منطقة الشرق الأوسط.

وكانت مجموعة موانئ أبوظبي قد حصلت على تصنيف (A+) مع نظرة مستقبلية مستقرة من قبل وكالتي "إس آند بي" و"فيتش".