السبت 20 ابريل 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

يوم الطحان يوم ويوم الجسر كذلك

  • 16:33 PM

  • 2022-08-25

حافظ البرغوثي:

أستغرب الضجة التي أثيرت اردنيا وفلسطينيا حول مطار رامون فقد سبق ان جرى الحديث عنه وفق صفقة القرن التي تمكن الاردن وفلسطين بالتعاون المشترك والموقف الصلب من احباطها.

وسبق ان طرح موضوع الجسر على الرئيس بايدن في زيارته الاخيرة وطلب من الاسرائيليين تسهيل المرور وفتحه على مدار الساعة ، لكن اسرائيل لم ولن تستجب.

الآن تحاول اسرائيل تسويق مطار رامون غير المعترف به دوليا على ايقاع أزمة وفوضى الجسر الموسمية. والغريب ان البعض في الأردن تجاوز فهمه الواقع وحمل السلطة مسؤولية مطار رامون وكأن السلطة صاحبة الأمر والنهي على ارضها.

فالمطار يقع قرب العقبة والمسافة منه الى الضفة شاقة وعذاب السفر اليه ومنه توازي عذاب ازمة الجسر، فمفتاح الجسر بيد الاحتلال فقط، بل هو سلاح للإحتلال يشهره في وجه كل فلسطيني لتعذيبه.

لكن دعونا نكون واقعيين فالأزمة على الجانب الاردني مختلقة تتقاطع فيها مصالح شركات نقل وسيارات ومراحل ابتزاز سواء في الجانب الاردني او الفلسطيني، وهناك رشاوى تدفع ومهربو التبغ والسجائر والذهب وسائقون يدخلون الى قاعة الوصول لاختطاف الركاب وجعلهم يجرون اطفالهم وحقائبهم تحت الشمس الى خارج موقف السيارات. وهناك التهريب الاكبر عبر متنفذين اسرائيليين يهربون الذهب منذ عقود.

فالرحلة باتت مكلفة للمسافر بحيث توازي رحلة جوية بين غرب وشرق اوروبا جوا. وألاحظ ايضا ان الشرطة الاردنية تكتفي بفتح شباكين للمسافرين مهما كان الاكتظاظ فهل هناك نقص في الكوادر البشرية!

لإحتلال يجعل المسافر ينتظر ساعات في الحافلات تحت الشمس ويختلق عشرات المراحل للتفتيش المبرمج لإذلال المسافر فهذا يكفي ويجب تسهيل المرور على الجانبين الفلسطيني والاردني دون عقبات اذ تكفي عقبات وعقاب الاحتلال.

ولا يجوز ان يرفع البعض عقيرته بالسجال الاعلامي بين الأردن وفلسطين فنحن معا امام احتلال لديه خبراء علم نفس يضعون خطط المرور بحيث تصيب المسافر بالملل والتعب فلماذا نزيد التعب طوعا. فكفوا عن التهديد والوعيد فالسلطة لا تستطيع منع السفر حتى لو شاءت لكن التجربة ستكشف لأي مسافر انه سيتعب ويذل اكثر وسيدفع اكثر ليصل وجهته عبر اسطنبول ومنها الى ما يريد اي ان سفرة اسطنبول اجبارية بما تكلفه من مال. ولعل تذكرة الباص من الجانب الفلسطيني الى الاردني وبالعكس هي الاغلى في العالم فالكيلومتر الواحد يكلف قرابة عشرة دولارات عدا الحقائب والبقشيش الاجباري للعتالين وغيرهم فعليك ان تبقشش عشر مرات في كل رحلة ذهاب واياب بما فيها المنطقة حيث الاحتلال وهو كيلو متر يحتاج الأمر بضع ساعات لقطعه ويكلفه رحلة استجمام الى العقبة وشرم الشيخ مع الاقامة والافطار. فالأصل ان نتفق فلسطينيا واردنيا على مرور سلس دون مافيات مهيمنة ودون واسطات ودون روتين وظيفي مقيت ودون تهريب ودون رشاوى اما توقع التسهيلات من الاحتلال فهو عبث.

والله من وراء القصد.

الآراء المطروحة تعبرعن رأي كاتبها أوكاتبته وليس بالضرورة أنها تعبرعن الموقف الرسمي

لـ"ريال ميديا"

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات