الجمعة 19 ابريل 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

في ذكرى الكارثة (مرور عام على انفجار مرفأ بيروت )

  • 23:04 PM

  • 2021-08-05

جلال نشوان:

أحيا اللبنانيون ذكرى مؤلمة ، أطاحت بالمئات من الضحايا ؛ذكرى مرور عام على انفجار مرفأ بيروت ؛ ذلك الزلزال المروع الذي حطم كل ما بنوه في عدة سنوات ، (زلزال مرفأ بيروت) الذى هز العالم بأسره وجعله فى حالة ذهول حتى يومنا هذا حتى وصفه العديد من المراقبين أنه أشد فتكاً وقوة من القنبلتين النوويين التي ألقت بهم أمريكا على هيروشيما ونجازاكي باليابان لقد شكل زلزال مرفأ بيروت علامة فارقة فى تاريخ لبنان ،و سيظل حاضراّ بلاشك في عقولهم وقلوبهم لانه جرف كل شيء جميل وألقى به على ضفاف المجهول ؛ فلبنان ماقبل الانفجار ليس ما بعده كان حريٌ باللبنانيين أن يصحوا من سباتهم ويتحدوا ويكنسوا من وجدانهم الخلافات التي تعصف بمستقبلهم ويسارعوا الخطى ويتحدوا للتصدي لكافة الأزمات المستفحلة ، فالدولة تنهار وبشكل سريع ، حتى غدا اللبنانيون لا يستطيعوا تحصيل قوت يومهم ومنهم من يعاني شظف العيش ومنهم مازال في الشوارع ،،؛ وكان حريٌ بهم أيضاً أن تطهير الفساد الذي استشرى في الجسد اللبناني والإطاحة بل كافة الرؤوس الكبيرة وضخ الدماء الشبابية القادرة على انقاد ما يمكن إنقاذه ؛ إلا أن الخلافات الكبيرة التي طغت على السطح بين الرئيس عون ورئيس الوزراء الحريري والتي وصلت إلى طريق مسدود ؛وعلى أثرها اعتذر الحريري عن إكمال مهمته ... من كان يتخيل أن لبنان ( قبلة المصطافين ) أن تنهار فيه الحياة بهذا الشكل المربع ؛ فلا دواء ولا غذاء ؛ ولا وقود ، وحتى أدنى مقومات الحياة تلاشت وانقشعت !!!! واليوم وبعد مبادرة رؤساء الوزراء السابقين وبعد حوارات مطولة تم تكليف رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي ؛ نأمل أن يوفقه الله بتشكيل حكومة بعيدة عن المحاصصة والاجندات والقوي الخفية ليبحر على بر الأمان الكارثة كبيرة وستفتح الباب على مصراعيه وبخاصة موضوع الدولة العميقة التي تختطف لبنان ،والتي تدير دفة الامور فى النظام السياسى اللبناني ،والسؤال الذى يطرح نفسه: كيف ستتعامل الحكومة الجديدة المكلفة مع الدولة العميقة التي تهيمن على المشهد فى المجتمع اللبناني ؟!!!! زهل سيبقى لبنان موطنا للتدخل العربى والإقليمي والدولى ؟ وكيف سيتم معالجة الانهيار الاقتصادى للبتان؟ وهل ستبادر الأمة العربية لإغاثة لبنان ومساعدته ليتجاوز أزمته ؟ الرئيس الأمريكي بايدن أعلن بأن الولايات المتحدة الأمريكية ستقدم مساعدات إغاثية بمبلغ وقدره مئة مليون دولار ( ١٠٠ ) وسيتداعى المجتمع الدولي لتقديم المزيد من المساعدات , إلا أن هذا لن يكفي ،فلن ينقفذ لبنان الا أهله وذلك بالتوصل إلى تفاهمات وإجراء حوار استراتيجي معمق للتصدي لتداعيات الكارثة الكثير من الأسئلة التى سيجيب عليها قادم الايام، ولبنان يحتاج إلى قيادة بعيدة عن المحاصصة والحزبية التى وأدت كل تقدم فى تنميته والسير الى الإمام كباقى الدول لقد عانى لبنان من الحرب الأهلية والتى إعادته إلى الوراء كثيرا وجاء (اتفاق الطائف) بمثابة المسكن والهدوء الذى يسبق العاصفة في ذكرى الكارثة ،الكثير من التحديات التى ستواجه لبنان ،واذا لم يتوافق الفرقاء اللبنانيين على استراتيجية لانتشاله من الفوضى وحكومة الظل العميقة واحكام قبضتها على الحياة السياسية ، فإن الحكومة المكلفة لا تمتلك العصا السحرية الجماهير اللبنانية التى نزلت إلى الشوارع باحثة عن خيط امل لحث صناع القرار لتلبية حاجات الشعب تراقب المشهد عن قرب وتهيئ نفسها النزول والاعتصام في الشوارع اللبنانية والمواطن اللبناني الذى يئن من تراجع فى مستوى الخدمات فى كل مناحى الحياة ،اذا لم يجد من يستمع اليه وخاصة الشباب الذى يعانى من ارتفاع معدلات البطالة؛ سيعود مرة تلو المرة إلى الشارع لأنه يبحث عن حياة كريمة لبنان مقبل على تغييرات جذرية وهائلة ومرور عام على الانفجار وبدون اي تقدم في هذا المضمار سيفجر الأوضاع وستبلغ قوة الأنفجار أقوي من انفجار مرفأ بيروت نفسه وستكون ارتداداته كبيرة ولن ينفع بعدها الندم .

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لـ "ريال ميديا"

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات