صرت مجنونة

فاطمة الداودي*:

كل يوم أصطحب جنوني للتنزه

لا أفسح له مجال الحديث مع أثوابي القديمة

ولا التعطر برائحة الأجساد

نتبادل الحديث عن روايات بوليسية

وحبكة الخروج من مأزق عقدة النص

قبل أن يغرق المساء في مزاجي المتعكر

وينتفض من خلف أظافري

أدثر جنوني بمنديل من ورق حريري ناعم

أسكب له مزيدا من الأحلام لينام

وفي الصباح أسحبه معي الى سوق الخضار

ننتقي سويا تفاحا أحمر

نعده وليمة لقلوبنا مع عصير ليمون

أعد جنوني بحرق كل قصائدي القديمة

وكتابة قصيدة مخالفة لكل أنظمة الشعر

والتجرد من كل القيود

وسحب جسدي من جانب الليل

الى أرض الشروق

لا يلامس سواد فصولها

أحدث أبنائي عن نعمة الجنون

والتعري أمام نهار دون خوف

من عيون فئران تصوب النار على فراشات

وتفاخر بتشييد منازل لها

سأحدث أصدقائي عن صديقي الجديد

كيف حولني الى شاعرة

لا تفرك أخطاءها بماء وصابون

بل تحولها الى معبر للريح

موائد يقتات منها شحاذون

وكيف تجفف دموعها لشرائح حب

سأعلم جارتي عن صديقي الجديد

حتى لا تخجل من انهيارها النفسي

وأدويتها المسكنة وطلاقها من زوجها

ساعلم والدتي

أني لم اعد اخاف في كوابيسي من الفئران

لا من السقوط من مدرجات عالية

واني كل يوم أخرج جمجمتي من قوالبها الرصاصية

أتركها بعيدا عن الأوحال

حتى لا تستنشق روائح الأرض

وتصوب مسدسا لاعشاب طفيلية

وعناكب في صحراء باردة

حتى لا ترافق ظل شاعر

ولا تخنق الشروق على شفتيه

*تونس: