الخميس 28 مارس 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

الثنائيات الضدية في رواية زهرة المضارب للكاتب حسني أبو النصر

  • 17:25 PM

  • 2021-02-26

شفيق التلولي:

في روايته زهرة المضارب يحاول الكاتب حسني أبو النصر توظيف تجربته الحياتية بين عالمين: فلسطين حيث مخيم جياليا بغزة مسقط الرأس والجزائر حيث إقامته الممتدة لثلاثين عاما، تجلى ذلك خلال سرده لمجمل أحداث الرواية بلغة سهلة مشوقة مما جعل الحكي يتدفق بسلاسة وبساطة وعفوية.

الرواية في تيمتها الأساسية قامت على جدلية الصراع بين الخير والشر منطلقا من صراع فريقين جزائريين جمعتهما صلة القرابة على أرض خصصتها لهما الدولة الجزائرية بعيد الثورة باعتبار الأرض أيقونة الهوية والتجذر والثبات في المكان وعلامة الكينونة، ذلك الصراع أحدث خلافا وشقاقا بينهما استعرض الماتب أبعاده ودلالاته من خلال فريقي شيبة النار الشرير والخير حمدان وشخصية زهرة المضارب التي تجمعها قرابة بين الفريقين المتنازعين حيث عدها الكاتب نموذجا للإنسانية الخالصة التي تنشد الخير وتواجه الشر المتمثل بشقيقها شيبة النار.

أما عوني فهو الشخصية الذي مثل دور المغترب القادم من فلسطين ليكون دليل فريق الخير فريق حمدان في مواجهة فريق الشر فريق شيبة النار وهذه الشخصية فيها ملامح سيرة ذاتية للمؤلف الذي استخدم صوته من خلال الشخصية عوني في كثير من الأحيان.

لم يتجاهل الكاتب مناوشة الجزائر وتشريح بعض ملامح الفساد التي تسللت للدولة الجزائرية بعيد الثورة وانقضاء عهد هواري بومدين الذي منح الأرض لكل من شيبة النار وحمدان في المضارب لإعمارها وإحيائها وهنا تميز أبو النصر عن أقرانه من المغتربين وبخاصة الكتاب الذين لم يتسن لهم كشف باطن البلدان التي عاشوا فيها لأسباب معيشية.

فيما لم يغفل الكاتب أن يتعرض لموجة الإرهاب التي ضربت الجزائر وتعرية رجالاته الذين اتخذوا من الدين ستارا لممارسة غيهم وطغيانهم وإمعانهم في تخريب الدولة وتقويض أركانها ودعى للتصدي لهم من خلال شخصية عوني الذي ساعد الدولة على كشف جيوبهم وأوكارهم والقضاء عليهم ليحول أنظار أهل المضارب لخطر الإرهاب الداهم وعد ذلك انتصارا للسلام.

كما أن الكاتب ناوش بعض المظاهر السلبية في المؤسسة الفلسطينية التي سلكها البعض، جاء ذلك خلال سرده لسيرة عوني الذاتية وعمله الرسمي بعد أن كان قد استعرض سريعا المراحل النضالية والكفاحية التي مر بها، بيد أنه لم يغفل أن يكشف ويعري وجه الاحتلال الإسرائيلي وتغوله على الشعب الفلسطيني الذي تصدى له وما زال ليؤكد أنه بالإرادة ينتصر على محتله كما بالإرادة ينتصر الحق على الباطل مثلما انتصر حمدان بفريق الخير على شيبة النار وفريق الشر.

هذه الرواية الأولى للكاتب حسني أبو النصر وهي بداية موفقة في حقل السرد لما تضمنته من ثراء في الأحداث ورؤية للحياة وإبراز للصراع وانتصاره للخير والبقاء على الثوابت وترسيخه للهوية والذات من خلال محكي جمع ما بين الخيال والواقع ورحلة الإنسان مع الحياة بما فيها من تناقضات وما تضمنته من مشاعر إنسانية تضج بالحب والجمال عبر شخصيات أظهرت تلك المشاعر وترجمتها بصدق ليتجلى الجمال في مواجهة كل أشكال القبح.

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات