الخميس 28 مارس 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

خواطر لا تسر الخاطر

  • 21:59 PM

  • 2021-02-18

أحلام القليدة:

ماذا لو انتصر الحق ولو مرة على هذه البسيطة.. ماذا لو شهدنا الفرح يغمر بيوت الضعفاء أيضا، الذين لاحول لهم ولا قوة، قبل رحلة الوداع، حيث السكينة، ومعانقة التراب الذي يستر الجميع، في آخر المطاف.. ماذا لو عاش الأهل بصيغة مغايرة ملؤها المحبة والسلم والأمان وتقاسم الجيران كعكة العيد بحب.. كيف السبيل إلى الحياة بدون الشعور بالأمان، وصحوة الضمائر الحية لإعادة ترتيب الأدوار على نسق متكامل، ويقوم كل واحد بالأدوار المنوطة به، من السياسي إلى الإعلامي إلى الكاتب إلى الحاكم إلى المواطن البسيط الذي يجد نفسه أمام بين الحياة والموت، عوض ترصد المشرق فينا، وتحطيم كل ماهو جميل على هذه الأرض، وفتح مسارب ودروب وشوارع للضغينة والقبح، الذي أصبح سمة طاغية بل عادة يعيشها الجميع، بطرق مختلفة.

التلاعب بكرامة البشر وحياتهم أصبح مثل من يلعب النرد ظنا منه أنه الكسبان، باعتماد منطق الربح الوهمي الزائل، دون أن يعلم أن ربحه موت مؤقت لخسارة الآخر، والزج به في حياة أدنى من الدنيا.

الحياة بتفاصيلها لم تعد مغرية.. إنها أصبحت لعبة خاسرة لا تتعدى المأكل والمشرب وأحاديث فارغة لا تعدو أن تكون عناوين باهثة في صدر الحياة، و قتل لوقت تأبى بعض العقول أن تجعل منه مادة للتفكير.. وحقلا خصبا للتأمل والتدبر والاعتبار، عوض التيه والتهافث وراء أخبار وهرطقات من يسمونه إعلاما..

باتت القيم رخيصة للأسف، وأرواح البشر تتهاوى صرعى تباعا، سرعان ما تنسى مع أول حدث درامي أو عشوائي آخر، أو مجزرة جماعية في حقول الألغام…

اللعبة اتقنها الجميع بلا موعد مسبق ..فالخيانات الآدمية للحياة و العيش تطورت ولم تعد تحتاج إلى كانب سيناريو بارع ..

الحياة أصبحت حلبة للصراع والقتل.. حيث ما عاد الرصاص يغري.. لأنهم تفننوا في القتل الصادم بتقنيات بائسة أو بكاتم للأنفاس والصوت، كلما استغاث المرء بالحياة من الحياة.

دينامية جديدة تستهدف الإنسان بحرب مغايرة، تدفع إلى تدمير ذاتي قسري.. خلافا للحروب المعلنة جهارا، التي تخلف خسائر جمة في الاقتصاد والعمران والبنيات التحتية التي قد تكلف سنوات وسنوات لإعادة البناء، وتؤدي فواتيرها أجيال وأجيال…لقد أصبحت حرب القتل الكاتم للصوت والصورة ونشر الأحزان غير المعلنة وآليات التدمير والفتك أبرز سمات هذا العصر الذي لن يخرج منه أحد سالما مهما بلغت قوته الخارقة.. ليغادر الجميع في نهاية المطاف بعاهاتهم الفكرية والسياسية، وماصنعت أيديهم من دمار قاتل.

نعم نغادر ..لنترك المجال للأجيال المدمَّرة ..أجيال تتوارث الأوهام كبديل لأحلام تستحق أن تعاش كواقع جميل.. واقع بفكر صائب وفن بناء وتاريخ يقوي ولا يحطم...

أجيال لن تعرف الراحة النفسية ولا البدنية..أجيال بفكر كلما ارتأى أن يبني حياة يعيده ماضيه الى الخلف المتخلف الهجين…

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لـ "ريال ميديا"

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات