حين يصير الزامل الأمرد قوّاما على أمّة محمد

أكرم أبو سمرا:

إذا كانت المرأة قد تعرضت ومازالت لحصار وتحريم الشيوخ فقد تعرض الفتى الأمرد لمقذوف الحديث الضعيف وتم قصفه بنيران المكبوت من مدافع شيوخ اللاهوت وجرى اخضاعه لحصار دائم مشدد ولتحريم مضاعف .

وذهب أكثر الفقهاء إلى أنه إن جاز الكلام والنظر إلى الجارية للضرورة ..فإن الكلام والنظر والمصافحة للأمرد حرام .. هذا التحريم المبالغ فيه .. له استثناء برر للفقيه بشر الحافي إجابة استفسار جارية آية في الجمال في السوق ..في حين لاذ بالصمت واغمض العينين وأدار الظهر عندما سأله أمرد في السوق عينه عن نفس ما سألت الجارية .. كما ويستند الشيوخ في تبرير ما فعله الحافي إلى عبارة صادرة عن سفيان الثوري وقد جعلوها أيقونة مجالسهم وبوصلتها وخارطة طريقها.. وتقول : إذا كان للمرأة شيطان واحد فإن للأمرد شيطانين !

أما بطل التحريم المغوار .. وحامل سيفه البتار .. (الموقّع عن الله الجبار) .. فهو ابن تيمية والذي لا يشق له في التحريم والتشدد غبار ..وهذا ما قاله : إن النظر والمصافحة حرام بإجماع الأئمة

سبق ابن تيمية في ذلك كثيرون ومن بينهم ابن حنبل وابن الجوزي .. وينسب لهذا الأخير : إذا رأيتم الرجل يطيل النظر إلى الغلام الأمرد فاتهموه .

أما ابن أبي الدنيا وهو من المتشددين في هذا الموضوع فيروي عن أبى سهل الصعلوكي : سيكون في هذه الأمة قوم يقال لهم اللوطيون على ثلاث أصناف: صنف ينظرون، وصنف يصافحون، وصنف يعملون ذلك العمل...

ولا أعرف كيف يمكن تفسير تشدد ابن أبي الدنيا في موضوع النظر إلى الغلمان المردان .. بعد أن أنيطت به مهمة تدريس وتأديب أبناء الأمراء ؟.. فقد قبل أن يكون مؤدبا للطفل أحمد الذي سيغدو ملكا يحمل اسم المعتضد بالله .. ثم قبل أن يقوم بمهمة تأديب الطفل علي بن المعتضد بالله والذي سيصبح ملكا يحمل اسم المكتفي بالله! وأجزم أنه كان يعرف بالحديث الضعيف ( لا تجالسوا أبناء الملوك فإن الأنفس تشتاق إليهم ما لا تشتاق إلى الجواري ) . والسؤال هنا هو : لماذا عرفه ولم يعمل به ؟ ةلماذا أمرالناس بالبر ونسي نفسه ؟ إذا :ها نحن أمام شيخ يدرس أمردا .. فماذا وشو عدا ما بدا ؟

يا قوم :والآن تأتي إلى الإمام مالك .. وهذا الإمام له مذهب ..ومذهبه هو الرسمي في بلاد المغرب العربي عموما .. وفي مملكة المغرب خصوصا .. وكان هذا الإمام يمنع دخول الأمرد مجلسه ..حتى أنه جلد أمردا بالسوط كونه تخفى لحضور مجلسه .

طيب : إذا كان ابن الجوزي سيقطعه .. وابن حنبل سيمنعه .. وابن تيمية سيطرده .. ومالك سيقمعه ويضربه .. فلماذا قبل المغرب الملكي المالكي بأن يكون مملوكا بل ملك يمين لدى الغلام جاريد كوشنير وهو الأحلس الأملس الأمرد والذي لو كانت (للزوامل ) نقابة في المغرب لكان رئيسها مدى الحياة .. ونسأل كيف أعطى مغرب مالك هذا الأمرد الذي يشبه السحلب ما لم يعطه لكيسنجر الداهية الثعلب ؟

يا سادة : يبدو أنه صار يجب على المغرب تغيير مذهب مالك الرسمي وابداله بإحلال المذهب الكوشنري مكانه .. فهذا وحده ما يليق بالمقام الجديد العلوي العالي جدا .. وبواقع الحال

ربما .. صار على الشيخة نجاة عتابو أن تجري تعديلا قسريا على كلمات أغنيتها (شوفي غيرو ) حتى تصبح أكثر انسجاما مع المتغيرات الجديدة .. فتغدو هكذا : ( اش قدك ديما تابعاه شوفي غيرو ... الزوامل اعطى الله).

يا مالك : أشهد أنك بريء من هذه الأفائك

وها إني أسمع صدى صبرا وشاتيلا يأتيني من حناجر فرقة ناس الغيوان

يا ناس الغيوان : ( فأما الزبد فيذهب جفاء ) .. وما يبقى وما يقعد وما يدوم بالوادي كان حجرو.

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لـ "ريال ميديا"