الخميس 28 مارس 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

عادَ الأوارُ ياخذني

  • 20:09 PM

  • 2020-12-16

ميرفت أبو حمزة*:

فلْيكُنْ ..

مات كلُّ مَنْ كان معي

ورافقني كلُّ من كان عَلَيَّ !

قلتُ : لم يَفِضِ النهرُ

ولم تفِضْ تفاصيلي

بمن أوشى بفوضاي

التي هدأَتْ !

وها أنا ذا ..

ما زلتُ أُقرِئُ نظراتِهم

حدائقيَ الخرساءَ ..

لم أمتْ !

ولم أنجُ !

لكنّ عصافيرَهم جاءت

لتنقُرَ عن فمي الكلامَ ..

جاءتِ الغربانُ ..

جاءتِ الأصداءُ والصدأُ المسمومُ ..

وتجمّدَ كلُّ شيءٍ

عدايَ ..

المشهدُ والشاهدةُ

وحقلُ الماءِ في السماء

فخرجتُ من إطارِ دهشتهم

وركضتُ قبلي

فاعترتْ قدمَيَّ مشيتُهم !

عادَ الأوارُ يأخذني ..

لابساً وجهَ السرابِ والضباب

فليكنْ ..

فاضتْ ينابيعُ الملامِ حولي

وأصابعُ الغرابةٍ ..

أيقظتْ فيَّ وحشَ المسافاتِ العنيدة ..

الدروبِ والحجارةِ ..

رملِ الطريقِ ..

والأقدامِ والحواجزِ والشظايا ..

نظراتِهم .. نظراتهم

كم زاورْتُ نظراتِهم !

قلت : نمضي معاً بعكسِ الريح

قالوا : عداكَ !

قلت : نأخذنا إلى الحقلِ الكبيرِ في السماء

قالوا : ومن هداكَ ؟

قلت : عودوا من حيث جئتُمْ

وحدي أواكبُ الريحَ

أحملُها على ظهري أنّى تشاءُ ..

أدخُلُ في أغوارِ ذاتي ...

أسبرُها ..

قالوا : كلُّنا...عداكِ !

قلت : دعوني وحدي !

أمضي برفقةِ الأشجارِ

وأشُدُّ شعري ..أصقلُ الأوتارَ

بيني وبينكم نغمٌ شريدٌ

وألفُ قافلةٍ تنوحُ وقافية ..

قالوا : إخرس وما دهاك

اصمتْ ..

اليومَ نَمْ في هولِكَ الكبيرِ

قد ملَّ منكَ مَنْ سواك

ورماكَ خلف الآه ..

الآن .. حيثُ لم يبقَ سوانا

وليكن ..

ما كان أولَ النهارِ كآخرِ النهار

ولن يكن ..

ماتت خيولُ الضوءِ

فحملتُ نجمي

وأطفأتُ فيه أصداءَ الصهيلِ

بكيت ..

وصلبْتُ روحي

وفي كفَّيَّ ، مساميرُ رؤاي ..

صليتُ وحدي

في معبدِ الكلمات

أضرمتُ النارَ في معناي

وحملتُ صخرتي ومضيت ..

رسمتُ بدايتي

ورسمتُ فصولَها

بكلِّ أيامها وساعاتها الغريبة

لوَّنْتُها بطاهرِ الدماء

تمنيتُ ..

لو أنها تنتهي بي زهرةً

على شجرِ الليمونِ

تقطفُني أناملُ رقيقةٌ

ترهصُني ماءَ زهْرٍ

لوصفةٍ تشفى بها العشيرةُ

لو أنني أصبحُ كالأخبارِ

في صفحةِ الجريدةِ

تدسُّني الحقائبُ المستعجِلةُ

تحتَ كلِّ بابٍ ..

أحملُهم فوق الحروفِ ويحملوني

أحرِقُ أعصابَهم بمواجعي

ويحرقوني ..

لكني كالغيمِ ..

تأخذني نزواتُ السماءِ

وأجهلُ بأيِّ أرضٍ ترتضيني ..

أنا ما صنعتُ نبوءتي

بحبرِ أقلامي ..

لكنها الأحلامُ نذيرُ شؤمٍ

خاطبتْني !

وبفطرتي العمياءِ كتبتُها

على وجهِ مائي

فانداحتْ في الظِّلالِ

وصارتِ الأشجارُ دفاتر

ترتّلُ الليلَ أحاجي !

صارتِ الأشجارُ نيازكَ تهوي

وتدخّنُ الحنينَ مرةً ..

ومرةً تستحمُّ بِوابِلٍ من نارٍ ..

وصارتِ الأشجارُ توابيتَ

تضمُّ أحلامي وأيامي

لتعيدَها رسائلَ مشفرةً للأرض

كي لا تقرأَها الألهةُ ..

فتعيدَها مسكونة بلعنةِ الأصداءِ

حيث الأساطيرُ في الرواياتِ القديمة.

____________________

 

*من ديوان " ليتني":

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات