غـجـريـة…

انتصار عبد المنعم* :

تدب على الأرض، تتسارع أنفاسُها، يعلو صدرها ويهبط ثائرا. رقبتها الخمرية منتصبة، عليها يتوهج رأسها الصغير منفعلاً، شعرها الأسود الفاحم يلف وجهها منسدلاً تتقاذفه حركات جسدها النافرة.

تدب الأرضَ، تدور حول نفسها، تدور معها أعين تحسبها ترقص، يتماوج شعرها تخفي به دموعا غزيرة، يدها تقبض على صناجاتها النحاسية، تدق بهما بعنف، تخفي دقات قلبها، تُلقي برأسها إلى الخلف في كبرياء جريح، تمسك بطرف ثوبها الموشى بلون جرحها، تلف حوله، تـُـدخله بين أهدابها المسافرة، ينظر إليها، يعانقها بعينيه، يقبض بيده على يد أخرى تلبس خاتمه، تقترب منه، تلفحه أنفاسُ تشبع منها، يشم عطرها، يتذكرعَرقَه الذي اختلط به، تميل عليه، تجذبه الأخرى، يحكم قبضته على يدها فيشعر بوخز الخاتم .

شعرها يخفي نصف وجهها ونصف وجهه، يرتعش، تقف مبتعدة، يظهر كل وجهه وقد اختفت معالمه. تعانقه صاحبة الخاتم، تنبت له عينان. تدب الأرضَ ويعلو التصفيق، ينبت له فم وأنف، ينهض ثائراً، يدب الأرض معها، يدور حولها ممسكاً بخصرها، يرتفع الضجيج، تجذبه صاحبة الخاتم، يدور حولها، يقع قلبه على الأرض، تدب الأرض بقدميها، تركع، ترفع قلبه، تضمه إلى صدرها، تُخرج قلبها، تخيطهما معاً، تنسج منهما وشاحاً، تعطيه لصاحبة الخاتم.

*مصر:

*من مجموعة(عندما تستيقظ الأنثى) الفائزة بجائزة دكتور عبدالغفارمكاوي باتحاد كتاب مصر.