الجمعة 19 ابريل 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

ليس شر البلية ما يضحك

بل هو شر البزرميط الذي ينهك ويهتك ويفتك

  • 22:42 PM

  • 2020-04-23

أكرم أبو سمرا:

يا قوم : وهل كنتم تتوقعون أن تكون المخرجات مخالفة لتلك المدخلات ؟ هي البطة العرجاء نفسها
طيب : وكان صعبا أن أمر مرورا سريعا .. وغير مكترث ولا مبال .. على تلك اللقطة الفريدة التي تخللت المؤتمر الصحافي لمحمد اشتية رئيس وزراء سلطتكم أو حكمكم الذاتي المحدود وغير المحمود .. أعني متلازمة ما يتلوزم ويتزولم في التوبيخ .. عند من أسكرتهم خمرة المولوخ : ( شيل ايديك من جيابك ) ..
القصد : وبعد بسم الله والصلاة على النبي .. زيدوا النبي صلاة .. أقول بأن بأنني كنت أحترم الناطق باسم حكومة اشتية حين كان مذيع تلفزيون .. أما وقد صار وزيرا فإن ما ينسحب على سدنة الغياب والغيبوبة بات ينسحب عليه .. ولهذا أقول بأنه كان غارقا للخطأ لشوشته في الخطأ لعدة أسباب :
أولا : من المخالف للبروتوكول في أبسط قواعده أن تضع يديك في جيوبك – جاعصا متفشخرا كما لو كنت تردد غير مجد المعراوية .. فيما رئيس وزرائك الذي اختارك وقبلت به يلقي كلمته .. ولن يغفر لك لو قلت بأنها كانت لحظة استرخاء عفوية .. لأنها جاءت هنا لحظة استخراء فعوية
ثانيا : من المسيء للإيتيكيت ولأدنى درجات المراسم .. بل من المعيب في ألفباء اللياقة والدبلوماسية أن تضع يديك في جيوبك .. وهذه قد تهون .. أمام تقدمك ثلاثة خطوات .. ليس على رئيس وزرائك .. بل على المنصة التي كان يلقي كلمته من خلفها .. وكأن كنت تردد فشخرائية أبو فراس ( لنا الصدر دون العالمين أو القبر ) .. مع أن هذا الأخير كتب متذللا مستعطفا ابن عمه كي يحرره من الأسر في عملية تبادل
ثالثا : إذا كنت قد صحوت .. أو كنت في منزلة بين المنزلتين جريريا – أتصحو أم فؤادك غير صاح - .. لو صحت هذه الحالة لكان عليك أن تقدم استقالتك على صينية ضميرك .. لأن كل الصفات التي أسبغها معجبوك عليك تبخرت بعد أن سعيت إلى وقبلت بمنصبك الجديد
وعلى المقلب الآخر : أقول ابتداء لم أحب ولم أحترم محمد اشتية ليس لكينونته .. ولكن لكونه عازفا في أوركسترا أتناقض معها سياسيا وأديولوجيا واقتصاديا.. ولكن هذا الموقف لن يمنعني من القول بأن تصرفه في مؤتمره الصحفي إزاء الناطق باسمه كان سليما ومحقا وفي محله .. فلا يجوز أن يأخذ عنوان الحكومة ورسولها شكل واقف في سوق خضار أو هيئة من راح يتمشى مع رئيسه على كورنيش تل أبيب أو منظر من متوسط لحلقة صلح عشائري ! لقد كانت وقفة كورونية بامتياز ولذا وجب العلاج فورا ولو على طريقة بوش دوكترين : الصدمة والترويع
استدراك : ومع ذلك كنت أتمنى أن يهمس الرجل في أذن زلمته .. أو أن يؤجل التوبيخ والتقريع إلى ما بعد انتهاء المؤتمر الصحفي .. ولكن لعله رأى أن مفعول الرسالة علنيا أقوى منه سريا وكواليسيا
يا قوم : وقيل بأن الرئيس والمرؤوس تعانقا وتمازحا ومشيا متشابكي الأيدي بعد ذلك التوبيخ .. وهذا يعني أن السفن أب هو سيد الموقف .. وأن الرسالة القيت في سلة الزبالة .. وأن سياسة الخوش بوش والشللية والمحاسيبية والزبائنية هي الأعلى
وهكذا دارت وتدور حول وخلال الحكومات الجائحة .. وما للشعب من باكية ولا نائحة
عبثا تفتش في الزمن الأفقي عن كينونة عامودية
عبثا تبحث في نفق الغياب عن شمعة حصور في آخره
مضيعة للوقت والجهد .. أن تمني النفس بالعثور على عمق في شبر ماء آسن
كثيرة هي الوزارات التي لو تركتها بلا وزير لما نقص شيء .. بل إنك لو قمت بشطب بعض الوزارات الآن – وهذا واجب أخلاقي – لكان الوضع أفضل .. ولصار الهدر في المال السائب أقل ..
كثر محترفو العوم في شبر الماء أو فتره .. وأظهروا قدرات خارقة في السباحة ظهرا وبطنا .. فراشة وضفدعا .. هكذا يفعل سدنة الشبر من غير البشر .. يرون في الضحالة عمقا ويسفهون من يرى الضحالة عقما
يا محمد يا ابن ابراهيم يا ابن اشتية : نعرف أن الشكلانية هي آخر ما تبقى لكم ويجب أن تحافظوا عليها .. ولكن ما ضر ملحم لو وضع يديه جيوبه أو وضع جيوبه في يديه .. الأخطر هو أين أنت ممن وضعوا أياديهم السوداء ذوات المخالب والأنياب في جيوب الوطن وهاتك يا يانهش ويا هبش ويا غش
على فكرة : رغم ما يحيط حكومة اشتية من طوط طيط .. إلا أنها أفضل كثيرا من حكومة سلفه شايلوك أقصد رامي الحمد لله البزرميط
يا سادة : سؤال برسم النخب التي تمشي خببا : إذا كان هذا هو حال غالبية وزرائكم ومسؤوليكم .. فلماذا لا تقومون بارسالهم غلى دورات بروتوكول خارجية كما فعل ياسر عرفات مع مرافقيه ؟ علهم يتقنون أساليب علم السلوك الدبلوماسي .. .. وإن عز ذلك فلماذا لم تفرضوا عليهم قراءة سيرة عمرو بن العاص .. سفير قريش ضد الرسول يوما .. ثم سفير الرسول ضد أعدائه بعد ذلك ؟
ملاحظة لا علاقة لها بالأمر : شمتت حركة حماس بالموضوع وروجت للفيديو ممنتجا على اليوتيوب بشكل ساخر .. وهذا ما ينطبق عليه النموذج التالي : قيام رجل عصر الغاب بالسخرية من رجل عصر الغاز والكهرباء والمواصلات والثياب ..
ألا إنه قد صدق من قالوا في التراث : من أمن العقاب أساء الآداب ..
يا ناس : وماذا نفعل والعرق دسّاس ؟.

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لـ "ريال ميديا"

 

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات