السبت 20 ابريل 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

عالم ما بعد الجائحة !

  • 09:07 AM

  • 2020-03-27

حافظ البرغوثي:
الملاحظ بوضوح ان الإدارة السيئة لأزمة الفيروس المستجد كانت من نصيب الدول الغربية حيث برزت الأنانية لدى الدول والأحزاب ولو اراد البعض محاكمة المسؤولين في كثير من الدول عن انتشار الوباء لوضع السياسيين في محكمة الجنائية الدولية.
فقد ادت النرجسية السياسية وما زالت لدى بعض السياسيين الاوروبيين والامريكيين الى منح الفيروس وقتا للإنتشار قبل إتخاذ اية إجراءات لحصره ومنع انتشاره . فقد ادى الشجار السياسي في ايطاليا بين قادة الاحزاب الى تخطب المؤسسات في مواجهة الأزمة وتنفيذ التدابير اللازمة، شوهد زعيم حزب يميني في مطعم يحث الناس على عدم اطاعة الاوامر بالاغلاق وآخر وهو زعيم اليمين الشعبوي ماتيو سالفي يقلل من خطورة الفيروس وينتقد اغلاق البورصة ويحث الناس على ممارسة حياتهم العادية ويلوم المهاجرين من افريقيا على الفيروس. بينما تخبطت الحكومة في اتخاذ قراراتها حتى انتشر وفاقت اعداد الاصابات الصين نفسها. وانهار النظام الصحي بسبب كثرة الاصابات.
الاتحاد الاوروبي ككل سقط كنظام اتحادي حيث تركت كل دولة في مواجهة الفيروس دون تنسيق مع غيرها ولما طلبت ايطاليا مساعدات من المانيا وفرنسا حجبت عنها ، وبالاسلوب نفسه انتشرت الجائحة في كل اوروبا . اما بوريس جونسون الذي اخترع بدعة المناعة الجمعية اي ترك الفيروس ليصيب اكبر عدد ممكن البريطانيين لتتشكل لديه مناعة فقد تراجع عن بدعته التي تنم عن جهل بالعلوم والاوبئة وجاء تراجعه بعد استفحال الفيروس وتحاول السويد تقليده لكنها تلاحظ ان عدد الاصابات والوفيات في ارتفاع.
السياسيون قامروا بارواح الناس انطلاقا من مصالح حزبية وللمناكفة السياسية بينهم . وما حدث في اوروبا حدث في البرازيل عندما قلل الرئيس اليميني جاير بولسونارو من الفيروس ووصفه بانه مجرد انفلونزا خفيفة حيث قال إن خصومه ووسائل الإعلام، "تخدع" المواطنين، بشأن مخاطر فيروس كورونا، على الرغم من تصاعد الإصابات في أمريكا اللاتينية
ووصف ما تقوم به وسائل الإعلام من الحديث عن خطر الفيروس بالهستيريا وقلل خلال مقابلة تلفزيونية من خطر الفيروس، وهاجم حكام الولايات الرئيسية بعد إصدارهم أوامر بالبقاء في منازلهم وفرض الحجر الصحي .
اما الرئيس ترامب وحليفه نتنياهو فالإثنان ما زالا يتلاعبان بالجائحة لعلها تنجيهما من فيروس الفشل في البقاء في الحكم . ولعل مراقبة تغريدات الرئيس ترامب توضح نرجسيته واستهتاره بالكارثة لأنها بدأت بعيدا عنه في الصين واوروبا لكنها تفاقمت عنده حيث تباطأ في اتخذاذ الوقاية فبدأ يلوم الصين للتغطية على فشله في التعاطي السريع مع الجائحة فقد قلل من خطر الفيروس وقال في تغريدة له توفي العام الماضي 37 ألف أمريكي من الإنفلونزا العادية. ولم يُغلق أي شيء، بل استمرت الحياة والاقتصاد... فكروا بذلك.
واضاف ان حدسه يقول ان نسبة الوفاة بالفيروس لا تتعدى الواحد بالمئة وبعد انتشاره شن حملة على الصين لانها لم تبلغه أولا باول عن الفيروس واتهمها باخفاء معلومات عنه وهو الذي الغى وظيفة مراقبةالاوبئة المعتمدة في الصين وسحب الخبيرة قبلها بشهور، وهو الذي تفاخر مرارا بقرب التوصل الى لقاح مثله مثل نتنياهو في حملتيهما الانتخابيتين واقترح استخدام ادوية ضد الملاريا لمكافخة الفيروس وعارضته هيئة الدواء وكانت النتيجة وفاة زوجين امريكيين تعاطيا العقار واصابة عدد من النيجيريين بالتسمم عملوا بنصيحته واتصل بنتياهو طالبيا المساعدة في حين نتنياهو هو الاخر عاجز وكلف الموساد البحث عن اجهزة تنفس صناعي من السوق العالمية واتصل بالهند للحصول على كمامات .
وتعرض رئيس الوزراء الاسرائيلي الى انتقاد اطباء ومسؤولين في الصحة الاسرائيلية وخصومه واتهموه بمحاولة تحقيق مصالح شخصية والبقاء في الحكم حتى انه اوعز الى رئيس الكنيست بالاستقالة حتى لا ينعقد الكنيست اي انه يحاول تجميد الحياة البرلمانية ويحكم انتقاليا دون رقيب وعبر اطباء عددهم 300 في عريضة إلى الرئيس الإسرائيلي عبروا فيها عن تخوفهم من الوضع السياسي، وخاصة تعطيل الكنيست، وانتقدوا أداء نتنياهو
بالنسبة للعالم العربي فإن التفكير العقلاني ساد في اغلب البلدان العربية رغم ان الفيروس قدم اليها من الخارج الا انها لم تنتظر نصائح خارجية وعمدت منذ البداية الى اتخاذ اجراءات وقائية حصرت الإنتشار في القادمين من الخارج وتعاملت بمسؤولية وحسن إدارة مع الجائحة دون وجود اية مناكفات داخلية او محاولات لتحقيق مصالح ذاتية من قبل اي مسؤول عربي وهذا يسجل للنظام العربي انه تصرف بسرعة واتخذ ما من شانه الحفاظ على ارواح العباد ومصالح البلاد ولهذا لمسنا قلة الاصابات والوفيات .
بقي هناك ان نقول ان السياسيين الحاكمين في كثير من البلدان لن يستمروا مطولا فقد كشفت الجائحة ان العالم بعد كورونا سيكون مغايرا لما قبلها وقد تنشأ تحالفات جديدة وتسقط احزاب وتتغير حكومات لأن النظام العالمي الحالي المبني على العداء للآخر فشل في الاختبار الانساني.

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لـ "ريال ميديا"

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات