الجمعة 19 ابريل 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

صوفية الحواس

نص للشاعرة/ميرفت أبو حمزة

  • 21:11 PM

  • 2020-01-07

ميرفت أبو حمزة :

هنا في الجانبِ القَصِيِّ
عن كلِّ شَيْءٍ ...
أقفُ وحدي خلفَ نافذةٍ غريبةٍ
أمامَ رعشةِ الأشياءِ..
وجهُكَ الغجريُّ يومضُ من بعيدٍ..
يخطفُ الشُّرودَ مني
فتضطربُ حواسّي..

وجهُكَ الغجريُّ في كيدِ الوقارِ
كحُلُمٍ عابرٍ هزَّ عاصفةَ الحنينِ..
كنجمٍ جابَ أفلاكَ التَّمنِّي
وأُسقِطَ تواً في سمائي..

يا إلهَ الرُّوحِ..
هذا الليلُ الذّاهبُ بعقلي
يأخذُني نحوَ راهبٍ وحيدٍ..
تركَ الدُّعاءَ قائماً وأتى..
أسرجَ الرِّيحَ والإعصارَ..
كي يتمَّ وجوبُكَ في صلاتي..

الآنَ ، وأمامَ رعشةِ الأشياءِ..
يتوهَّجُ صدري كالبريقِ
على خدودِ ثلجٍ يهذي
بِتَبَتُّلِ الذَّوَبانِ في زُهُوِّ المروجِ
وجهُكَ الغجريُّ يأتي بالتجلّي
كي يجرَّ العتمةَ عن طريقي..
وعلى مرايا الرُّوحِ
يسكبُني ظلالاً غانياتٍ..

وكأنَّها لحظةُ تسليمٍ وطاعةٍ..
وكأنه قبسٌ إلهيٌّ يراودني..
كي تُفتَحَ الأقفالُ
فأُحرِّرَ روحي من لعنةِ الجسد..!

أين أمضي..؟!
أين تأخذُني خيالاتي الشَّريدةُ
وكيفَ أراه..؟!
والريحُ تمشطُ المطرَ في شَعْرِ كانونَ..
لينسربَ على جبيني..
على وجهي..
ويغمُرَني بشقاوةِ الولدِ

يا اللهُ ما كلُّ هذه الأنهارُ الدافقةُ؟!
إني أراها تثرثرُ بالمسير..
تغسلُ دروبَ الذاهبينَ
من رملِ الوداعِ..
وتتركُ الأشجارَ عاريةً..
إلَّا من لهاثِ الماءِ والصّدفِ

أين ألقاهُ..؟!
وهذه البروقُ تدقُّ ناقوسَ التّأنّي..
والغيمُ ينفرطُ أمامي تِباعاً
مثل حباتِ الجُمانِ..

يا أيُّها الضياءُ المُنثالُ
يا أيُّها الراحلُ والمقيمُ
مَنْ للهدايةِ بعدَكَ ؟!
ناديتُ من خلفِ الحُجُبِ
ناديتُ خذني..
ما عدتُ أتّبعُ اليقينَ
خذني إليك الآن ..
حيث تدفَّقَ ينبوعُ الحنينِ
خذني حتى آخرِ الظّلالِ
كيما يفيضُ الماءُ في العروقِ
كيما تنمو زهرةُ النرجسِ
في عمرك الذابل..
ويزهرُ في وجهي بنفسجُك الحزينُ..

أَوَتعلمُ ما معنى ..
أن تسيلَ روحي إليكَ مع المطرِ !؟
أوتعلمُ ما معنى أن أشهقَ باسمِكَ..
وتنجرفَ حواسي حتى آخرِ الجسدِ..؟!
هذه الزهور كلُّها ظمأٌ..
تركتُ حدائقَ اللهِ ونبتَتْ في وريدي

يا إلهَ الكونِ ،ما كلُّ هذا..؟!
اتركيني أيتها الأخيلةُ النائحةُ !
دعيني أكملُ حرثَ عزلتي وحدي..
خذي جنونَ الشعرِ عني..
اتركي لي شمعةً واحدةً خلفي..
لا شيءَ سوى ظلي أمامي
ضعي أُخرى عند نافذتي
كيما يعودَ..
أعيريني خِفَّتَكِ مرّةً واحدةً..
واحدةً لا أكثر...
أعيدي إليّ قصائدي منه..
كي أصنعَ زوارق من ورق
لعل الحب ينجو وحده من محنةِ الغرق..

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات