من يدري

ميرفت أبو حمزة*:

إذا ما التقينا صدفة
لا تخبر الطريق بأنيّ..
كنت حمى آخر الليل والموت المؤجَّل..
أنثى اختلاجك..
حين تعرَّقَ الورق وسال الحبر
قبل أن تقرأ لي آخر قصيدة
كي ينبت العشب..
في يباب عمري المحروث بالنار والوله..
قل له على سبيل الندم والسخط..
الآن مرت من هنا جنازة ..
لربما تدّخل المكان بيننا..
وحل النزاع بين الموت والمشيمة ..
من يدري.. قد تولد الأحداث من رحم الصدف..

في شرع من كانوا مشروع عشق سرمدي..
الموت صفر أمام البعث والنشور ..
لذا قابلني بنصف وجه فادح الاندهاش
مثخن بالثلج والجراح وبنصف إبتسامة...
وسأكمل ما بقي داخلي في العمق..

إذا ما التقينا.. لا تنصرف قبل أن تلقي السلام على برد الأصابع..
الذين يموتون يا زيوس
يبردون يبردون ...
فأنا أخصك .. أنسيت؟!
إليك ما بعدي وما قبلي..
أنجبت منك البرق والبريق .. ونسبتُ إليك ألف قصيدة...
ونزفت حد الموت لألون بتلاتك البيض..
باللون الأحمر.. هو الحب لا أكثر..

إذا ما التقينا...
عدني بأن ترجع خطوة نحو الوراء..
ثم انطلق نحوي..
ولنهدم جدران البكاء..
فالحب مثل السهم..
ينسحب للخلف خطوة
لينطلق..

ها أنا أقيم مناسك البعد وحدي وانتظر الوحي....
فتنزل.. تنزل علي مثل كتاب..
وأحدث في اللو والليت ثورة
على الأصنام التي قابلتها بعدي وقبلي..
تنزل.. لأجل دمعنا وانشغالنا
بجنوننا الشرعي والقسري والشعري
لأجل بصمات السؤال
على مقابض الوقت الرتيب..
حين أحجم وحين طمس كل الجوابات خلف أعمدة السراب والصدأ
تنزل..نبياً على قلبي تنزل برداً وسلاماً

لم نجتمع...إلا في الشعر أعلم.. ولن تنسى.. للقلب ذاكرة وللورق..
ربما تأجل بيننا اللقاء..
واختارنا للتيه فالتقينا في غفلة الراح عن القلم..
ثم احتجبنا..
أنا الآن يا صديقي في مركز دائرة قمعية..
وأنت تحاول خلف السور...
تفوح حولك رائحة الماء والكافور والبخور ..
بينما ستحاول تحريري..
إعلم بأنّي.. سأتنفسك دفعة واحدة.... وأختنق

اللوحة للفنان فؤاد بوترابة: