كلمات فى ذكرى رحيل القائد جمال عبد الناصر

غازى فخرى مرار:

فى الثامن والعشرين من سبتمبر عام 1970 رحل قائد الامة العربية جمال عبد الناصر وجاء رحيله فى يوم انتفاضة الشعب الفلسطينى الثانية يوم اقتحم شارون المسجد الاقصى محاطا بقوات العدوان الصهيونى فكان يوما تاريخيا : انتفاضة شعب ورحيل زعيم لتبقى هذه الذكرى علامة فارقة فى تاريخ هذه الامة . لقد وقف عبد الناصر مع المقاومة العربية فى فلسطين حتى اخر لحظة فى حياته يوم دعا الى مؤتمر القمة من اجل حقن دماء الفدائيين الفلسطينيين فى احراش جرش والاغوار وجبال عمان ووضع حدا لهذا الاقتتال الضارى الذى اصاب المقومة فى مقتل يوم خرجت من اهم موقع على الحدود الاردنية الفلسطينية . فقدت الامة قائدا ادرك ان العدو الصهيونى يهدد الشعب الفلسطينى ولا بد ان تتصدى له امتنا العربية وفى حديثه لوفد فلسطينى زاره فى دمشق للتهنئة بقيام الجمهورية العربية المتحده بين مصر وسوريا فى مارس عام 1961 , خاطب عبد الناصر هذا الوفد وقال : امتنا تواجه عدوانا صهيونيا تدعمه قوى الصهيونية ولاستعمار والرجعية , لا بد لنا من الوحدة واوصيكم بالوحدة الوطنية لا تسمحوا ان يفرقكم احد حافظوا على وحدتكم الوطنية . الوحدة العربية هى طريق تحرير فلسطين . وكان عبد الناصر كان يتنبا بحلول هذا الانقسام البغيض بين شطرى الوطن كما تنبا الاستاذ احمد الشقيرى حينما وضع الوحدة الوطنية شعارا فى المجلس الوطنى الفلسطينى : وحدة وطنية , تعبئة قومية , تحرير . واتبع عبد الناصر هذه الكلمات حينما انعقد مؤتمر الخرطوم بعد النكسة واطلق لاءاته الثلاث : لا صلح لا اعتراف لا مفاوضات وقال ايضا : ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة . كان عبد الناصر مؤمنا بحتمية تصفية هذا العدوان على شعبنا وامتنا وان هذا العدو لا يريد سلاما ولا يؤمن بالسلام ورفض عرضا باخلاء سيناء مقابل التخلى عن الضفة الغربية . امن عبد الناصر باقامة منظمة التحرير الفلسطينية لتقود شعبنا وتوحده ليكون قادرا فى التصدى لهذا العدوان الاحلالى . وامن بالمقاومة الفلسطينية وقال عنها : انبل ظاهرة فى تاريخنا العربى ووقف مع شعبنا فى كل معاركه تدريبا وتسليحا عسكريا وسياسيا .
عمل عبد الناصر فى بناء مصر بتبنى الخطط الخمسية واقامة المصانع ايمانا منه ان بناء مصر وتقدمها يمكنها من الصمود والتصدى لاعداء الامة . ووقفت القوى الاستعمارية والصهيونية والرجعية ضد عبد الناصر وضد مصر تتامر على تقدمها على الوحدة التى قامت بين مصر وسوريا واكد قادة الكيان الصهيونى على ان امن اسرائيل يرتبط بالقضاء على العراق وسوريا ومصر وتعاونت القوى المعادية مع قوى الاسلام السياسى مثل داعش والنصرة والاخوان المسلمين وبدلا من ان توجه اسلحتها الى الكيان الصهيونى اخذت تدمر بلدان الوطن العربى فى العراق وسوريا وليبا وشاهدنا نتائج هذا العدوان الذى ما زال مستمرا وتحالفت بعض الانظمة الرجعية مع الكيان الصهيونى بحجة الخطر الايرانى وحشدت قوى الاسلام السياسى بقيادة تركيا وقطر وبدعم من الادارة الامريكية فى استهداف مصر التى لم تستطع هذه القوى اسقاطها وسخرت ابواقها تدعو شعب مصر للثورة والمظاهرات . لكن مصر وشعبها ادركت ابعاد هذه المؤامرة ولديها جيش وامن قادرا على حماية هذا الوطن .
فى ذكرى رحيل عبد الناصر الذى نتاهب الى زيارة ضريحه غدا لنؤكد له اننا على العهد نؤمن بفكرك القومى الاشتراكى ونسير على طريقك فى تحقيق وحدة القوى الناصرية ووحدة القوى الوطنية والقومية التى امنت بقيادتك واخلاصك لهذه الامة . كلمات نقولها للاجيال القادمة التى رددها عبد الناصر فى كل المناسبات ان وحدة هذه الامة هى طريق تحرير فلسطين وان اهداف هذه الامة هلى : الحرية والاشتراكية والوحده وان اعداء الشعب العربى هم الاستعمار والصهيونية والرجعية . وما زالت هذه ثوابت فى تاريخنا القريب والبعيد . رحم الله جمال عبد الناصر وحفظ امتنا لتدحر العدو الصهيونى وتفشل المشاريع العدوانية ضد امتنا العربية .

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لـ "ريال ميديا"