حماس: تصريحات حماد لا تمثل موقف الحركة الرسمي وملادينوف يدنها بغضب

نيويورك - غزة - " ريال ميديا ":

أثارت تصريحات عضو في المكتب السياسي لحركة حماس حض فيها الفلسطينيين على مهاجمة يهود "قتلاً وذبحاً" في مختلف أنحاء العالم، تنديد مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين، ومبعوث الأمم المتحدة.

أكد فتحي حماد عضو المكتب السياسي لحركة حماس على السياسة الثابتة والمعتمدة لدى الحركة في حصر مقاومتها ضد الاحتلال الاسرائيلي الذي يغتصب أرض فلسطين ويدنس مقدساتها.

وتابع حماد في تصريح مقتضب له ما تعبر عنه حركة حماس دوما في سلوكها السياسي وما أكدته الوثيقة السياسية للحركة ينص على أنه ستستمر مقاومتنا لهذا الكيان الغاصب بكل الأشكال،  سواء المسلحة منها أو عبر النضال الشعبي السلمي الذي تمثله مسيرات العودة الكبرى.

وكانت أصدرت حركة حماس، الاثنين، بيانا صحفيا تعقيباً على ما ورد في تصريحات عضو المكتب السياسي لحركة حماس فتحي حماد .وقالت الحركة في بيانها، "توقفت قيادة  حركةحماس عند التصريحات التي وردت في الخطاب الجماهيري لعضو المكتب السياسي لحركة حماس الأخ المجاهد فتحي حماد أمام المحتشدين في مسيرات العودة وكسر الحصار بتاريخ 12/07/2019م.
وأكدت حماس "إن هذه التصريحات لا تعبر عن مواقف الحركة الرسمية وسياستها المعتمدة والثابتة التي نصت على أن صراعنا مع الاحتلال الذي يحتل أرضنا ويدنس مقدساتنا، وليس صراعاً مع اليهود في العالم ولا مع اليهودية كدين، وسبق أن استنكرت الحركة الاعتداءات التي استهدفت يهوداً آمنين في أماكن عبادتهم".
وقال البيان، "إن مسيرات العودة وكسر الحصار مسيرات شعبية سلمية تهدف إلى تثبيت حق العودة وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وأن الاجماع الوطني على شعبيتها وسلميتها لا يعني السماح للاحتلال بالتغول على المتظاهرين السلميين وقتلهم واستهدافهم".
ودعت الحركة جماهير شعبنا الالتزام بما تقرره الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار من سياسات وقرارات وفعاليات.
وأضاف البيان: نجدد تقديرنا الكبير للوسطاء كافة وفي مقدمتهم الأشقاء المصريين على جهودهم لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة وتحقيق الوحدة الوطنية.
وأدان نيكولاي ملادينوف منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط،يوم الاثنين، تصريحات فتحي حماد عضو المكتب السياسي لحركة حماس خلال مشاركته في مسيرات العودة شرق غزة الجمعة الماضية.
وقال ملادينوف عبر توتير: إنها تصريحات "خطيرة وبغضية ومُحرضة، ويجب أن يدينها الجميع بوضوح، ولا يمكن أن يكون هناك رضا عن مثل هذا الخطاب أبداً".
وكان حماد قد أكد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لديه مهلة لمدة أسبوع حتى يوم الجمعة القادم لتطبيق تفاهمات كسر الحصار عن غزة.
وقال حماد في كلمة له من مخيم العودة شرق غزة: " لدينا من الوسائل الخشنة التي تؤكد بأننا لن نسكت على عدم تنفيذ التفاهمات من جانب الاحتلال الإسرائيلي".
وشدد حماد على أننا "لن نسكت على دماء الشهيد محمود الادهم وسنثأر وسننتقم له، ونحن نحضر لذلك"، مضيفا " لن ننخدع باعتذار الاحتلال أو تشكيله لجنة تحقيق".
وأضاف حماد:" رسالتنا إلى الاحتلال الإسرائيلي ولكل من يشاهد مسيرات العودة أننا نطور صواريخنا وامكانياتنا، ولن تخدعنا يا نتنياهو ( رئيس الحكومة الإسرائيلية)".
وأشار القيادي في حماس إلى أن" الشباب الثائر في غزة سيعود للمواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي اذا لم يلتزم الاحتلال بتنفيذ التفاهمات" كما قال.
وتابع حماد : "لدينا من الوسائل الخشنة التي تعاظمت واخرها "الحوامات" التي تحمل من المفاجآت الكثير الكثير"، مؤكدا أن "وحدة الحوامات هي وحدة جديدة تضاف إلى وحدات مسيرات العودة" لايذاء الاحتلال حتى تنفيذ التفاهمات. 

ويشارك فلسطينيون منذ مارس (آذار) 2018 في مسيرات على طول السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل في إطار احتجاجات "مسيرات العودة".

وقتل فيها 295 فلسطينياً على الأقل، و7 إسرائيليين.

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، عوفير جيندلمان، إن هذه التصريحات تظهر "ما هي حماس".

وكتب على تويتر، "حماس تقف وراء أعمال الشغب على حدود غزة. حماس بنت مصانع للسترات المتفجرة ليستخدمها صبيان وفتيات غزة. حماس تريد قتل اليهود في مختلف أنحاء العالم"، مضيفاً "الآن تعلمون لماذا نحمي الحدود مع غزة من حماس".
وندد أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، بتصريحات حماد.
وكتب عريقات على تويتر، "القيم العادلة للقضية الفلسطينية تشمل العدالة، والمساواة، والحرية، والمحبة. تصريحات القيادي في حركة حماس فتحي حماد المقيتة حول اليهود لا تمت بصلة الى قيم النضال الفلسطيني. لا يجب استخدام الدين لأغراض سياسية".
كما ندد مبعوث الأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف بأقوال حماد، معتبراً أنها "خطيرة ومقيتة وتحريضية! يجب أن يدينها الجميع بشكل واضح".
وسيطرت حركة حماس على قطاع غزة في 2007. وخاضت إسرائيل وحماس ثلاث حروب في غزة منذ 2008.
وأمهل حماد إسرائيل أسبوعاً لرفع الحصار على سكان قطاع غزة، متوعداً "لدينا الكثير من الأساليب والوسائل في جعبتنا إذا لم تفكوا الحصار. لن نموت واقفين، ولن نموت جوعى".